مدخل حقال ويبدو أحد المنعطفات الخطرة التي تتسبب في الحوادث.
مدخل حقال ويبدو أحد المنعطفات الخطرة التي تتسبب في الحوادث.
لافتة تشير إلى مدخل حقال كما بدت أخيراً.
لافتة تشير إلى مدخل حقال كما بدت أخيراً.




مدخل مركز غميقة. (تصوير: عمرو صبري)
مدخل مركز غميقة. (تصوير: عمرو صبري)




الإبل السائبة تقطع الإسفلت ما يتسبب في حوادث فاجعة.
الإبل السائبة تقطع الإسفلت ما يتسبب في حوادث فاجعة.




طريق ترابي تقطعه معلمات النائية والجبال يومياً إلى مدارسهن.
طريق ترابي تقطعه معلمات النائية والجبال يومياً إلى مدارسهن.
شارع تم تجريفه دون إصلاحه مرة أخرى.
شارع تم تجريفه دون إصلاحه مرة أخرى.
1653564335DSC_0071
1653564335DSC_0071
من هنا تعبر سيارات المعلمات إلى المدارس.
من هنا تعبر سيارات المعلمات إلى المدارس.
طريق ترابي يقود إلى القرى الجبلية.
طريق ترابي يقود إلى القرى الجبلية.
-A +A
عبدالعزيز الربيعي (الليث)
في الطريق إلى ربوع العين وغميقة وحقال تشاهد من بعيد زفات من الرمال، وهي تحاصر الطريق الرئيسي وتكتم أنفاسه وتتوغل في شوارع القرى والهجر، فيما كانت «أشلاء» السيارات المصدومة تتناثر على جانبي الطريق، معلنة عن مآس حدثت في هذا الشريان الحيوي، الذي يشهد في موسم الشتاء من كل عام تقاطر أهالي السروات الهاربين من صقيع المرتفعات إلى موطن الدفء.

وفي جولة «عكاظ»، قبل حلول الظلام تم رصد قطعان من الإبل السائبة وهي تقطع تضاريس الإسفلت، دون أن تحمل على أجسادها «الحزام الفسفوري»، كما التقت «عكاظ» في القرى المتناثرة على جانبي الطريق عددا من المواطنين والذين تحدثوا بشفافية مطلقة عن احتياجاتهم.


حيث أكدوا أن هناك نحو (10) آلاف نسمة في حقال وغميقة بانتظار الخدمات، فضلا عن حمايتهم من اجتياح سيول الأودية «الجامحة» لقراهم.

وأضافوا أن بنود الاحتياجات كثيرة، ومنها ضرورة ازدواجية الطريق الرئيسي الذي يشهد بين الحين والآخر حوادث مرورية فاجعة، موضحين أن الشريان الضيق والمفرد يشكل هاجسا يوميا لمعلمات النائية والجبال.

وتابع الأهالي الذين التقتهم «عكاظ» أن مآسي وادي العرج ما زالت ماثلة في أذهان الأهالي، وأن الأمر يتطلب قيام الدفاع المدني منذ فترة مبكرة قبل موسم الأمطار بإعلان التنبيه «الأحمر» للأهالي وزوار الشتاء ليتجنبوا حوادث الغرق وعدم المغامرة بقطع الوادي الجامح الذي «يتدحرج» من مرتفعات الطائف ويشهد عددا من حوادث الغرق، والأهم من هذا كله إنشاء عبارات لأن السيول تقطعهم وتحاصرهم في كل عام.

تلوث بصري في الطريق المناظر البانورامية الخلابة ومساحات الخضرة التي تغطي جنبات الطريق المؤدي إلى مركز غميقة وربوع العين توحي بسياحة شتوية قادمة، اعتاد عليها سكان جبال السروات الذين يفضلون الأجواء الساحلية وقت البرد، حيث ستشهد قرى وبراري الساحل توافد الزوار للاستمتاع بالأجواء خلال الأسابيع القادمة، فجمال الطبيعة لا يشوهه إلا الطريق إلى غميقة وقرى القاحة (95 كلم) شرقي محافظة الليث، والمحفوف بالمخاطر.

حيث كانت زيارتنا في الخامسة عصرا على الطريق الذي يشهد تحرك الرمال الزاحفة في بعض المواقع، فضلا عن تجول قطعان الإبل وقطعها الأسفلت، دون أن تحمل على جسدها الحزام الفسفوري.

ناهيك عن الأودية التي تشهد حالات احتجاز وغرق العديد لغياب العبارات، بعد أن رفضت وزارة النقل، كما باح بذلك عدد من المواطنين والذين أوضحوا أن «إدارة الطرق» أبلغتهم أنه لا يمكن إنشاء عبارات أو جسور في الطريق المؤدي إلى ربوع العين بالرغم أنه يربط الليث بـ«الحجاز» وبالتحديد محافظة ميسان والطائف.

وأضافوا أن إنشاء عبارات في الشريان المؤدي إلى ربوع العين من الأهمية بمكان حفاظا على أرواح الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات القادمين من جدة ومكة المكرمة والذين يتجهون بشكل يومي إلى مدارس الجبال.

تنبيه أحمر من الوادي الجامح شهدت محافظة الليث خلال الأشهر الماضية عددا من حوادث الغرق التي راح ضحيتها مواطنون، بينهم أربعة من عائلة واحدة، وذلك بسبب محاولتهم تجاوز الأودية في موسم الأمطار؛ إذ يعد وادي العرج الممتد من الطائف إلى البحر الأحمر من أخطر الأودية في الليث، ما يحتم على الدفاع المدني الجاهزية الدائمة، وإعلان التنبيه «الأحمر» للأهالي وزوار المنطقة بعدم المغامرة وقطع الوادي.

وكانت مراكز الدفاع المدني في الليث باشرت في موسم الأمطار الماضي العديد من حالات الغرق لأشخاص أثناء محاولتهم عبور الوادي.

وأوضح سعود المالكي، من سكان أضم، أن الدفاع المدني على طريق الليث جازان يقدم جهودا كبيرة حيث تكثر الحوادث في أوقات الصيف والإجازات.

معلمات النائية تقطع العديد من المعلمات القادمات من أحياء مكة المكرمة وجدة يوميا مسافة 400 كلم في رحلتي الذهاب والعودة إلى المدارس النائية في الجبال وقرى ربوع العين وغميقة.

وأوضح عبدالرحمن الذبياني أن الضرورة تحتم ازدواجية الطرق المؤدية إلى الجبال والقرى النائية ودعمها بمراكز إسعاف تحسبا للحوادث الفاجعة.

غياب الخدمات في حقال في حقال هناك الآلاف من الأهالي ما زالوا يطالبون الجهات المختصة، مثل البلدية والتعليم والصحة ووزارة النقل، تفعيل الخدمات الصحية وافتتاح مدارس للبنين والبنات، فضلا عن سفلتة الطرق.

وقال محمد عبيد من مركز حقال إن البلدية قامت بجرف الشوارع في وسط السوق، ولم تعد لإصلاحه مرة أخرى، موضحا أن غياب الخدمات في حقال جعل الكثيرين يهاجرون من مساكنهم إلى مدن منطقة مكة المكرمة لينعموا بالخدمات.

وأضاف أن حقال تعج بالعمالة الوافدة التي تجلس خلف البسطات في الشوارع غير المسفلتة، كما أن الأهالي يقطعون مسافات طويلة بحثا عن العلاج في أضم والليث، وتتضاعف معاناتهم في موسم الأمطار، إذ تعزلهم السيول عن محيطهم الخارجي.