رهام في أحدث صورة.
رهام في أحدث صورة.
-A +A
ياسر عبدالفتاح (جدة)
«آي باد» وزير الصحة السابق كان كافيا قبل نحو ثلاث سنوات لتهدئة خاطر رهام وقت تسلم الجهاز اللوحي الذكي هدية معتبرة من أكبر مسؤول في الصحة وقتذاك بادر بزيارتها في المستشفى بعد عملية نقل الدم الملوثة. اعتبر الكثيرون هدية الوزير محاولة اعتذار أو تطييب خاطر للطفلة التي كانت تبهرها الألوان وألعاب الفيديو، غير أن مضي السنوات بمرضها وتعافيها، حمل للصغيرة التي شبت عن الطوق إلى سنين النضح، هموما أكثر من الجهاز اللوحي، إذ لم تنجح هدية الوزارة في تضميد جراح والديها، وظل هاجس المرض الخطير وآثاره المريرة لا يغيب عن بال والد رهام وأمها. فتضاعفت المرارة، حين أقرت الصحة بخطئها وربما استعدادها لدفع مبلغ نصف مليون ريال تعويضا للطفلة التي قبلت «الآي باد» قبل أن يبادر محاميها بطلب مضاعفة التعويض من «آي باد» و500 ألف إلى ستة أرقام، مسنودا هذه المرة بتقارير طبية أكدت الأضرار الجسيمة التي سكنت منزل رهام وأسرتها.. هذه الأضرار التي صاحبت رهام الصبية التي كانت سعيدة بضفائرها حين نقلوا لها الدم الملوث حتى أصبحت اليوم فتاة كاملة النضج تتأهب بصبر وعناد للوقوف أمام ساحات العدالة تطالب بحقها.. واستعادة عافيتها التي سلبتها أيادي الإهمال والسهو والخطأ غير المقصود.

رهام، التي تحتفظ بهدية وزارة الصحة حتى اليوم، في ذاكرتها، تلك الليلة التي حقنت بالدم الملوث، ولم تعد تعبأ كثيرا اليوم بالجهاز اللوحي اللامع، إذ تتابع اليوم عبر «آي باد» من الجيل الخامس آخر تعليقات المتعاطفين مع قضيتها العادلة.. ليس في مقدورها مواجهة الوزارة العتيقة وإمكاناتها الوفيرة، إذ أوكلت المهمة لمحاميها، غير أنها ما زالت تعيش الدهشة.. كيف لوزارة مثل الصحة تملك كل هذه الإمكانات الوفيرة أن «تغلط» وتسهو لتصيبها في ماضيها ومستقبلها.. ثم تعتذر لها بهدية قبلتها بحبور وسعادة حين كانت طفلة وتسخر منها بعدما فارقت أيام الطفولة بسنوات ثلاث؟