-A +A
حسن النجراني ( المدينة المنورة)
لم يمت «أبرهة» فأتباعه من كل حدب وصوب ينسلون ويتناسلون وعلى المسلمين يعتدون، تعددت وجوههم واختلفت أزمانهم، لكنهم ما زالوا مسكونين باستهداف الكعبة المشرفة، البيت المعظم وقبلة المسلمين، ما زالت فيلة أبرهة تمضي بالشر نحو البيت العتيق، فإن كانت طيور الأبابيل قد أسقطت الفيلة، فإن المضادات السعودية لشر أحفاد أبرهة بالمرصاد.

تجرد الحوثي بكل صلافة من قيم الدين ومن أخلاقيات العرب والمسلمين، وحجز لنفسه مكانا في «مزبلة التاريخ»، وتلحف بلباس الفرس وتطبع بشرهم وسوء أعمالهم، ومضى معتقدا أن الكعبة قبلة السعوديين فقط، مقتديا بجده الأكبر أبرهة، وهذا ما رسم حقيقة أن من يحاول استهداف البيت المعظم فقد «أذن بحرب من الله»، لكن الله أسقط الجد الأكبر بطير الأبابيل، وسيمضي الحوثي على خطى ذلك الجد هالكا.


إن حقيقة استهداف الكعبة المعظمة ليست من تنفيذ وتخطيط الحوثي لوحده، فالإيرانيون يعتقدون بفضيلة الحج إلى «قم المقدسة» ويعدون الحج إليها أعظم من الحج إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة، لذا فهم عندما يزودون الحوثي بالسلاح والصواريخ العابرة وذات المدى الطويل، فهم يحملون قداسة «قم» وكراهية المضي إلى المشاعر المقدسة بمكة، ولن يهدأ للملالي بال حتى يرموا الكعبة بالصواريخ ويحققوا أمنية «أبرهة» الخائبة. الحوثيون زين لهم الشيطان سوء أعمالهم، ففي تغريدة أحد قياداتهم وهو علي البخيتي أمس (الجمعة) وعند الثانية ظهرا يقول فيها «بالنسبة لي صنعاء مثل مكة، والقاعة مثل الكعبة والمعزين مثل المصلين وكلهم مدنيون» وكأنه يجيز استهداف مكة والطائفين حول البيت العتيق، بل ساوى المجرمين المختبئين في صنعاء بضيوف الرحمن، فمنذ متى أصبح طائف الكعبة مثل فأر صنعاء.