-A +A
سعد الخشرمي (جدة)
لم يدر في خلد قاسم استهداف الحوثيين أقدس بقاع المسلمين، فقاسم خرج في مظاهرات مؤيدة لما يسميه الحوثيون بـ«المسيرة القرآنية»، وسط هتافات مباركة لخطى الميليشيا «الرحمانية»، وتهديد أمريكا وإسرائيل بالموت، في عبارات «صيحتهم» التي باتت وبالاً على عمل الميليشيا بعد انقلابها على السلطة الشرعية.

الصدمة لا تزال سيدة الموقف في وجدان قاسم ورفاقه من شباب ريف صنعاء، فمنذ أن أعلنت قوات التحالف اعتراضها صاروخا أطلقته الميليشيا فوق سماء العاصمة المقدسة، يقف «ثوار الصيحة» في دهشة وانكفاء داخلي، فالتعليقات معلقة حتى حين، والتبريرات لا تجد لها مكاناً في المصاب، إذ يحاول الحوثيون أن ينضموا لقائمة العار التاريخية التي استهدفت مكة المكرمة على مر العصور.


قدسية المُستهدف (مكة المكرمة) دفعت العرب والمسلمين من أصقاع الأرض للتنديد والوعيد، فالكيانات السياسية العربية والإسلامية المعتدلة دانت الحادثة على مستويات عدة، فيما لم يمر استهداف الحوثيين لمكة مرور الكرام في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن المغردين لم يناموا في تلك الليلة من هول ما تطورت به عقلية الحوثي الإجرامية، ويبدو أن المنددين تناسوا أن الفاقد لحرمة الدماء لا يقف عند حرمة العاصمة المقدسة. وترجع الحادثة بأذهان المسلمين إلى تفجير المدينة المنورة في شهر رمضان الماضي، إذ أفطر المسلمون على نبأ مفاده أن تنظيم داعش الإرهابي استهدف رجال أمن في الحرم النبوي، حيث يرقد الرسول وصاحباه، ولم تمنع قداسة المكان الدواعش من تنفيذ جريمتهم.