-A +A
حاتم الرحيلي (المدينة المنورة)
لم يعد توظيف الأقارب في الجامعات والمؤسسات مشكلة مع بعض المميزين والمبدعين بل عدوه «مرضا مستشريا» في داخل الأوساط العمالية والأكاديمية وغيرها، فـ«الواسطة» في هذا السياق تلعب دورا بارزا، ما جعلهم يقبلون الواقع المر على مضض ويطالبون بأدنى حقوقهم وهي قبولهم بناء على شهاداتهم ومعدلاتهم العلمية.

وقال عبدالسلام سعيد إنهم لا يمتلكون «النفوذ» لفرض شهاداتهم العلمية وتفوقهم على الجهات، لاسيما أن لديه معلومات تشير إلى أن معيدين في إحدى الجامعات بالمدينة المنورة تم تعيينهم دون خوض لفرصة المنافسة في اختبار الوظيفة، وذلك لمعرفة نفوذ والديهما في الجامعة.


وروى عبدالرحمن أحد خريجي جامعات المدينة لـ«عكاظ» قصته، وقال «تخرجت من الجامعة بمعدل ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وتحديدا كان معدلي 4.86 وتوقعت أن أكون معيدا في القسم، هذا ما كان يلمح لي القسم، وكوني الأول على دفعتي، وعند تخرجي أبلغني القسم بأن فرصة فوزي بالوظيفة كبيرة، بعد فترة تم قبول شخص كان معدله 4.20 أي تقديره جيد جيدا، دون أن يخضع لاختبار المنافسة».

وزاد: إن ما جرى سبب لي نوعا من الإحباط، وعندما رجعت لإدارة القسم الذين وعدوني من قبل، أبلغوني بأن توظيف المعيدين متوقف لمدة السنتين القادمتين.

وفي ذات الجامعة، تحديدا قبل عامين، وفي إدارة الجامعة السابقة، تثبت لـ«عكاظ» قصة حسن الحربي مع وظيفة المعيد، إذ رشح القسم حسن لوظيفة معيد، كونه الأول على دفعته، وعند الاختبار كانت المنافسة مع ثلاثة أشخاص، واحد من الجامعة نفسه، واثنين من خارج الجامعة، وكانت اللجنة مكونة من ثلاثة دكاترة، اختاروا حسن للفوز بالوظيفة، وأبلغوه بذلك، بعده بيوم تم فوز شخص آخر غير حسن.

وذهب الحربي لأحد أعضاء اللجنة وأبلغه بما جرى وراجع الدكتور اللجنة ونشب خلاف في اللجنة، التي من شروطها موافقة جميع الأعضاء، ووصلت المسألة بينهم إلى التحدي، وبسبب هذا الخلاف لم يتم قبول أي أحد في ذلك العام.