-A +A
عبدالله الجريدان (الخرج)
على وجه البسيطة يختار الناس طرقهم، ويحصدون ما جنت أيديهم، وعلى وجه التناقض في الفعل، والتشابه في الاسم، نال الشهيد فرمان علي خان «فرمانا» بحصوله على وسام الملك عبدالعزيز، جراء التضحيات التي قدمها ومات على إثرها، إذ أنقذ 14 شخصا من الموت غرقا جراء السيول التي اجتاحت محافظة جدة في 1430، بينما ألقي القبض على الإرهابي فرمان الله نقشبند خان باكستاني الجنسية نتيجة مشاركته في تهديد إرهابي استهدف ملعب الجوهرة القابع في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة.

وأنعش اسم الإرهابي فرمان الله ذاكرة سكان عروس البحر الأحمر، إذ إن مقيما باكستانيا يطابق اسمه واسم جده اسم الإرهابي، لكن فعله كان أشبه ببعد إسلام أباد عن اوتاوا الكندية عن فعل سميه، إذ تمكن الشهيد فارمان علي خان من إنقاذ 14 شخصا من الغرق خلال السيول التي اجتاحت محافظة جدة في 1430، ومنح الشهيد فرمان علي خان وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وذلك بعد موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله - إذ جرفته السيول واستشهد بعد أن نفذ عمليات إنقاذ بطولية.


الشهيد فرمان علي خان أصبح ذائع الصيت في محافظة جدة، وربما في مختلف مدن المملكة العربية السعودية، إذ تناقل المجتمع السعودي بشرائحه كافة القصة الإنسانية التي كان بطلها، كما أنه كرم من جهات عدة، وقدمت جامعة الملك سعود منحة دراسية كاملة لشقيقه لدراسة اللغة في معهد اللغة العربية، وذلك قبل أن يلتحق بكليات الجامعة المختلفة.

وأطلقت أمانة محافظة جدة على أحد شوارعها اسم «شارع الشهيد فرمان خان»، وهو يتقاطع مع شارع جاك جنوب المحافظة.

وتعود القصة البطولية للشهيد فرمان علي خان، عندما بدأت السيول تجتاح محافظة جدة، وهو في جنوب المحافظة يحاول إنقاذ غرقى يمرون بجواره عبر استخدامه حبلا ربط به حجارة، ليبدأ بسحب 14 شخصا واحدا تلو الآخر، ويبدو أن عمليات الإنقاذ بدأت في إرهاق جسده، إذ حاول أن ينقذ شخصا آخر، لكنه لم يستطع ليختل توازنه، وينجرف مع مياه السيول الجارية.

وعملت السعودية على تكريم فرمان علي خان، كما قدمت مساعدات مالية وعينية لإفراد أسرته، ومنحت الحكومة الباكستانية أسرة الشهيد قطعة أرض، ومبلغا ماديا يقدر بنحو 500 ألف روبية باكستانية.