علمت «عكاظ» أن الخطوط الجوية السعودية أحبطت أخيراً، مخططات تقودها عصابات دولية، بهدف تنفيذ عمليات سرقة على متن الطائرات أثناء تحليقها في الجو، إذ تركز على مراقبة حقائب المسافرين، ومغافلتهم إما بنومهم أو ذهابهم إلى دورات المياه، وسرقة أموالهم ومقتنياتهم الثمينة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«عكاظ» إن ملاحي «الخطوط السعودية» نجحوا بكل اقتدار خلال شهر أكتوبر الماضي في إحباط ثلاث سرقات على رحلات ذات وجهات مختلفة، يقف وراءها مجموعة من «قراصنة الجو» الصينية، مشيرة إلى أن جهات أمنية دولية ومنظمات النقل الجوي العالمية، منها المنظمة العالمية للنقل الجوي (IATA)، أبلغت شركات الطيران حول العالم وفي مقدمتها «السعودية» في وقت سابق عن رصد تحركات لعصابات على مستوى العالم وضمنها مجموعة صينية، تنشط في المنطقة عبر مجموعات تتبادل الأدوار وتنسق فيما بينها على الرحلات وفي المطارات، وذلك لسرقة الأموال والأغراض الثمينة من حقائب المسافرين.
وأكدت المصادر أن البلاغ الدولي تضمن معلومات تشير إلى أن أفراد العصابات غالبا ما يكون عددهم على الطائرة ما بين ثلاثة إلى أربعة أفراد، إذ يرتدون قمصانا بلون موحد، ويعمدون إلى الجلوس على مقاعد متفرقة مع وضع حقائبهم بعيدا عنهم في الأدراج العلوية، في خطوة تهدف إلى أن يكون ذلك حجة لهم عند فتح الأدراج، ولكي لا يثيرون الانتباه والشكوك.
وأمام تلك المعطيات، أشارت المصادر إلى أن «الخطوط السعودية» مررت المعلومات الواردة من المنظمة العالمية للنقل الجوي (IATA) لملاحيها لأخذ الحيطة والحذر والتنبه لأي تحركات مريبة تصدر من أحد المسافرين من تلك الجنسية وجنسيات أخرى أثناء رحلاتها، مع التركيز على ضرورة أن لا يشعر عموم الضيوف المسافرين، مع تنبيههم متى ما دعت الحاجة بإبقاء أشيائهم الثمينة بحوزتهم وأمام أنظارهم، مؤكدة أن يقظة ملاحي «السعودية» أسهمت في الإيقاع بشبكة دولية متخصصة في سرقة المسافرين، وتسليمهم للأجهزة الأمنية.
محاولة سرقة مسافرة قادمة من دبي إلى جدة
بعد صعود المسافرين إلى الطائرة القادمة من دبي إلى جدة في رحلتها رقم 567 رصد الملاحون مسافرا صينيا يعتقد أنه من أفراد مجموعة «قراصنة» الجو، وتمت مراقبته بحيث لا يغيب عن عيون طاقم الرحلة.
ووفقاً لمحاضر رسمية حصلت عليها «عكاظ»، فإن المسافر بدأ في التحرك والذهاب لدورات المياه أكثر من مرة ثم قام بتغيير مقعده، وتم إبلاغ قائد الطائرة بتحركاته فوجه بإبقائه تحت المراقبة.
وعند اقتراب الطائرة من الهبوط وتنبيه الكابتن على المسافرين بربط أحزمة المقاعد استعدادا للهبوط وقيام الملاحين بتفقد المسافرين للاطمئنان على ربطهم للأحزمة رصدت المضيفة المكلفة بمراقبة المسافر الصيني يحاول سحب حقيبة تحت المقعد الذي أمامه لمسافرة على الطائرة فقامت المضيفة على الفور بتنبيه المسافرة بالانتباه لحقيبتها وإبقائها بجانبها على المقعد المجاور، وتم إبلاغ قائد الطائرة بما حدث فطلب من برج المطار استدعاء الأمن عند الوصول وعند فتح الأبواب كان رجال الأمن بانتظار اللص فاقتادوه إلى مركز الشرطة ليلقى جزاءه.
.. و ضبط صيني في رحلة (جدة- جاكرتا)
رصد طاقم الرحلة رقم 814 المتجهة من جدة إلى جاكرتا يوم الـ 25 من الشهر الماضي، - حسب محاضر رسمية حصلت عليها «عكاظ»- راكبا صينيا أثار الانتباه بنظراته في مراقبة المسافرين وحقائبهم فتم التنبيه عليه بالجلوس في مقعده وعدم التحرك إلا عند الضرورة، وشعر أنه مراقب من قبل طاقم الرحلة، وعند الوصول إلى مطار جاكرتا استغل الراكب الصيني انشغال الملاحين بالاستعداد لنزول المسافرين فغافل مسافرا توجه لدورة المياه وفتح حقيبته بشكل سريع ثم غادر الطائرة على عجل لكن عيون مضيفة الخطوط السعودية كانت تراقبه فتم إيقافه واستدعاء صاحب الحقيبة، وبتفقد حقيبته وجد أنه فقد مبلغا من الريالات والدولارات فتم استدعاء رجال الأمن وبتفتيش الراكب الصيني وجد المبلغ بحوزته فتم إعادته لصاحبه واقتياد اللص إلى مركز الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
رحلة 576 تسجل محاولة سرقة ألفي دولار
سجلت رحلة الخطوط السعودية 576 المتجهة من جدة إلى أبوظبي حادثة القبض على لص متلبس بسرقة ألفي دولار أمريكي من شاب سوداني في الشهر الماضي.
ووفقاً لمحاضر رسمية (حصلت «عكاظ» على نسخة منها)، فإن تفاصيل الحادثة تعود إلى يوم الأربعاء 16 من أكتوبر الماضي، فبعد انتهاء اجتماع ملاحيي الطائرة الاعتيادي، وتوجه طاقم الملاحين إلى الطائرة لتجهيزها استعدادا لاستقبال المسافرين وتنظيم جلوسهم، وبدأ تصعيد الركاب على دفعات وفق وصول الحافلات، وكان ضمن الواصلين في الفوج الثاني راكب صيني بمفرده يرتدي «تي شيرت» أسود، واتجه إلى مقعده ضمن الصف (40)، وفي طريقه لاحظه عدد من الملاحين، وعقدوا العزم على مراقبته ورصد تحركاته دون أن يشعر، وأبلغ أفراد الطاقم مشرف الرحلة فطلب منهم إبقاءه تحت أنظارهم والتصرف بشكل اعتيادي وعدم إثارة انتباهه. الراكب الصيني المثير لانتباه طاقم الطائرة قدم من إسطنبول في طريقه إلى أبو ظبي عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ويبدو أنه أحد أفراد المجموعة التي عادة ما تنشط عبر رحلات مواصلة، وبدأ اللص في التحرك والذهاب إلى دورات المياه بمؤخرة الطائرة، و«في الطريق كان يرمق النظر سريعا إلى المسافرين على مقاعدهم، كرر ذلك عدة مرات وكان تحت المراقبة الدقيقة في كل تحركاته دون أن يشعر بذلك».
وفي المقعد 41 كان شاب سوداني قد فرغ من تناول وجبته ثم أمال مقعده ليأخذ قسطا من الراحة، بدا عليه الإرهاق من رحلة طويلة بدأت من قريته إلى الخرطوم بالسيارة ومنها غادر على رحلة الخطوط السعودية المتجهة إلى جدة وكان عليه الانتظار في مطار الملك عبدالعزيز بجدة أربع ساعات حتى موعد مغادرة رحلته المتجهة إلى أبو ظبي، ولذلك سرعان ما استغرق في النوم وحقيبته تحت المقعد الذي أمامه.
وجلس اللص في المقعد الذي أمام الشاب السوداني، ولاحظ أنه نائم والحقيبة تحت المقعد، وبدأ التخطيط لعمليته دون أن يشعر أنه تحت المراقبة من قبل طاقم ملاحي الخطوط السعودية، وقف مضيف أول وثلاث مضيفات في المطبخ الخلفي يتبادلون الحديث والابتسامات حتى لا يلفتوا انتباهه وليشعروه بالاطمئنان.
وتشير المحاضر إلى أن إحدى المضيفات كانت تنقل لبقية الطاقم كافة تحركات اللص حيث تلفت يمينا ويسارا ثم تصنع الاستلقاء للنوم، و«بعد خمس دقائق قام من مقعده وذهب إلى مقعد آخر شاغر، حينها أدرك الملاحون أن عملية السرقة قد تمت فتم تمرير المعلومة عبر الاتصال بمشرف الرحلة في مقدمة الطائرة الذي بدوره ذهب إلى الكابتن في غرفة القيادة وأبلغه بالحادثة فوجهه بالاستفسار من الشاب السوداني إن كان فقد شيئا من حقيبته أثناء نومه على أن يتم ذلك دون أن يشعر اللص الذي يجب أن يوجه بعدم التحرك من مقعده لدواعي السلامة نظرا لبدء الهبوط التدريجي للطائرة». بدت المعلومات التي نقلها مشرف الرحلة إلى قائد الطائرة مؤكدة، بيد أن الإجراء جاء لرفع التأكد من المعلومات إلى نسبة 100 %، حتى لا يترك شيئا لمواجهة أي احتمال آخر «قد لا يجد اللص في الحقيبة ما يمكن سرقته وعندها لا يمكن إثبات الواقعة». تحركات طاقم الطائرة بدأت فعلياً بعد تمرير الحادثة إلى قائد الطائرة، إذ قام مشرف الرحلة بجولة سريعة داخل الطائرة وكان يلقي التحية على المسافرين ويتمنى أن يكونوا قد استمتعوا برحلتهم مع الخطوط السعودية إلى أن وصل الى الشاب السوداني فحياه بابتسامة، متمنيا أن يكون قد استمتع بالرحلة، فأجابه مبتسما بأنه قد استمتع بالرحلة وأخذ قسطا من الراحة، فأدرك مشرف الرحلة أن الشاب لم يعلم بأنه قد سُرِق فطلب منه بهدوء أن يقوم بتفقد حقيبته ويتأكد أنه لم يفقد شيئا، وإذا ما اكتشف أنه فقد شيئا فعليه أن يبلغ المضيفة بذلك وهي سوف توصل المعلومة له بطريقتها، وأكمل المشرف جولته ثم عاد إلى مقعده. وتفقد الشاب السوداني حقيبته بهدوء واكتشف فقدان ألفي دولار فأبلغ المضيفة بهدوء، وفي هذه الأثناء كانت الطائرة تقترب من الهبوط في مطار أبو ظبي فسارعت المضيفة بإبلاغ مشرف الرحلة عبر الاتصال الداخلي للطائرة فقام فورا بالاتصال بقائد الطائرة وأبلغه بتأكد حدوث السرقة، وفي هذه الأثناء كانت الطائرة تهبط على المدرج، فطلب الكابتن من برج المطار استدعاء الأمن والتواجد عند باب الطائرة قبل نزول المسافرين.
توقفت الطائرة وتأخر فتح الباب انتظارا لوصول الأمن وشعر المسافر اللص بالقلق فذهب إلى دورة المياه ثم عاد سريعا إلى مكانه فقام أحد الملاحين بتفقد دورة المياه وفوجئ بكيس ورقي مخبأ خلف صندوق النفايات في دورة المياه وفيه المبلغ المسروق فتركه في مكانه وأغلق الباب ولم يسمح لأحد بفتحه وأبلغ مشرف الرحلة.
واقتاد رجال الأمن المسافر اللص إلى مركز شرطة المطار لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه. وعرض السوداني مبلغاً مكافأة للمضيفة لاكتشافها السرقة بيد أنها رفضت.
وقالت مصادر مطلعة لـ«عكاظ» إن ملاحي «الخطوط السعودية» نجحوا بكل اقتدار خلال شهر أكتوبر الماضي في إحباط ثلاث سرقات على رحلات ذات وجهات مختلفة، يقف وراءها مجموعة من «قراصنة الجو» الصينية، مشيرة إلى أن جهات أمنية دولية ومنظمات النقل الجوي العالمية، منها المنظمة العالمية للنقل الجوي (IATA)، أبلغت شركات الطيران حول العالم وفي مقدمتها «السعودية» في وقت سابق عن رصد تحركات لعصابات على مستوى العالم وضمنها مجموعة صينية، تنشط في المنطقة عبر مجموعات تتبادل الأدوار وتنسق فيما بينها على الرحلات وفي المطارات، وذلك لسرقة الأموال والأغراض الثمينة من حقائب المسافرين.
وأكدت المصادر أن البلاغ الدولي تضمن معلومات تشير إلى أن أفراد العصابات غالبا ما يكون عددهم على الطائرة ما بين ثلاثة إلى أربعة أفراد، إذ يرتدون قمصانا بلون موحد، ويعمدون إلى الجلوس على مقاعد متفرقة مع وضع حقائبهم بعيدا عنهم في الأدراج العلوية، في خطوة تهدف إلى أن يكون ذلك حجة لهم عند فتح الأدراج، ولكي لا يثيرون الانتباه والشكوك.
وأمام تلك المعطيات، أشارت المصادر إلى أن «الخطوط السعودية» مررت المعلومات الواردة من المنظمة العالمية للنقل الجوي (IATA) لملاحيها لأخذ الحيطة والحذر والتنبه لأي تحركات مريبة تصدر من أحد المسافرين من تلك الجنسية وجنسيات أخرى أثناء رحلاتها، مع التركيز على ضرورة أن لا يشعر عموم الضيوف المسافرين، مع تنبيههم متى ما دعت الحاجة بإبقاء أشيائهم الثمينة بحوزتهم وأمام أنظارهم، مؤكدة أن يقظة ملاحي «السعودية» أسهمت في الإيقاع بشبكة دولية متخصصة في سرقة المسافرين، وتسليمهم للأجهزة الأمنية.
محاولة سرقة مسافرة قادمة من دبي إلى جدة
بعد صعود المسافرين إلى الطائرة القادمة من دبي إلى جدة في رحلتها رقم 567 رصد الملاحون مسافرا صينيا يعتقد أنه من أفراد مجموعة «قراصنة» الجو، وتمت مراقبته بحيث لا يغيب عن عيون طاقم الرحلة.
ووفقاً لمحاضر رسمية حصلت عليها «عكاظ»، فإن المسافر بدأ في التحرك والذهاب لدورات المياه أكثر من مرة ثم قام بتغيير مقعده، وتم إبلاغ قائد الطائرة بتحركاته فوجه بإبقائه تحت المراقبة.
وعند اقتراب الطائرة من الهبوط وتنبيه الكابتن على المسافرين بربط أحزمة المقاعد استعدادا للهبوط وقيام الملاحين بتفقد المسافرين للاطمئنان على ربطهم للأحزمة رصدت المضيفة المكلفة بمراقبة المسافر الصيني يحاول سحب حقيبة تحت المقعد الذي أمامه لمسافرة على الطائرة فقامت المضيفة على الفور بتنبيه المسافرة بالانتباه لحقيبتها وإبقائها بجانبها على المقعد المجاور، وتم إبلاغ قائد الطائرة بما حدث فطلب من برج المطار استدعاء الأمن عند الوصول وعند فتح الأبواب كان رجال الأمن بانتظار اللص فاقتادوه إلى مركز الشرطة ليلقى جزاءه.
.. و ضبط صيني في رحلة (جدة- جاكرتا)
رصد طاقم الرحلة رقم 814 المتجهة من جدة إلى جاكرتا يوم الـ 25 من الشهر الماضي، - حسب محاضر رسمية حصلت عليها «عكاظ»- راكبا صينيا أثار الانتباه بنظراته في مراقبة المسافرين وحقائبهم فتم التنبيه عليه بالجلوس في مقعده وعدم التحرك إلا عند الضرورة، وشعر أنه مراقب من قبل طاقم الرحلة، وعند الوصول إلى مطار جاكرتا استغل الراكب الصيني انشغال الملاحين بالاستعداد لنزول المسافرين فغافل مسافرا توجه لدورة المياه وفتح حقيبته بشكل سريع ثم غادر الطائرة على عجل لكن عيون مضيفة الخطوط السعودية كانت تراقبه فتم إيقافه واستدعاء صاحب الحقيبة، وبتفقد حقيبته وجد أنه فقد مبلغا من الريالات والدولارات فتم استدعاء رجال الأمن وبتفتيش الراكب الصيني وجد المبلغ بحوزته فتم إعادته لصاحبه واقتياد اللص إلى مركز الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
رحلة 576 تسجل محاولة سرقة ألفي دولار
سجلت رحلة الخطوط السعودية 576 المتجهة من جدة إلى أبوظبي حادثة القبض على لص متلبس بسرقة ألفي دولار أمريكي من شاب سوداني في الشهر الماضي.
ووفقاً لمحاضر رسمية (حصلت «عكاظ» على نسخة منها)، فإن تفاصيل الحادثة تعود إلى يوم الأربعاء 16 من أكتوبر الماضي، فبعد انتهاء اجتماع ملاحيي الطائرة الاعتيادي، وتوجه طاقم الملاحين إلى الطائرة لتجهيزها استعدادا لاستقبال المسافرين وتنظيم جلوسهم، وبدأ تصعيد الركاب على دفعات وفق وصول الحافلات، وكان ضمن الواصلين في الفوج الثاني راكب صيني بمفرده يرتدي «تي شيرت» أسود، واتجه إلى مقعده ضمن الصف (40)، وفي طريقه لاحظه عدد من الملاحين، وعقدوا العزم على مراقبته ورصد تحركاته دون أن يشعر، وأبلغ أفراد الطاقم مشرف الرحلة فطلب منهم إبقاءه تحت أنظارهم والتصرف بشكل اعتيادي وعدم إثارة انتباهه. الراكب الصيني المثير لانتباه طاقم الطائرة قدم من إسطنبول في طريقه إلى أبو ظبي عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ويبدو أنه أحد أفراد المجموعة التي عادة ما تنشط عبر رحلات مواصلة، وبدأ اللص في التحرك والذهاب إلى دورات المياه بمؤخرة الطائرة، و«في الطريق كان يرمق النظر سريعا إلى المسافرين على مقاعدهم، كرر ذلك عدة مرات وكان تحت المراقبة الدقيقة في كل تحركاته دون أن يشعر بذلك».
وفي المقعد 41 كان شاب سوداني قد فرغ من تناول وجبته ثم أمال مقعده ليأخذ قسطا من الراحة، بدا عليه الإرهاق من رحلة طويلة بدأت من قريته إلى الخرطوم بالسيارة ومنها غادر على رحلة الخطوط السعودية المتجهة إلى جدة وكان عليه الانتظار في مطار الملك عبدالعزيز بجدة أربع ساعات حتى موعد مغادرة رحلته المتجهة إلى أبو ظبي، ولذلك سرعان ما استغرق في النوم وحقيبته تحت المقعد الذي أمامه.
وجلس اللص في المقعد الذي أمام الشاب السوداني، ولاحظ أنه نائم والحقيبة تحت المقعد، وبدأ التخطيط لعمليته دون أن يشعر أنه تحت المراقبة من قبل طاقم ملاحي الخطوط السعودية، وقف مضيف أول وثلاث مضيفات في المطبخ الخلفي يتبادلون الحديث والابتسامات حتى لا يلفتوا انتباهه وليشعروه بالاطمئنان.
وتشير المحاضر إلى أن إحدى المضيفات كانت تنقل لبقية الطاقم كافة تحركات اللص حيث تلفت يمينا ويسارا ثم تصنع الاستلقاء للنوم، و«بعد خمس دقائق قام من مقعده وذهب إلى مقعد آخر شاغر، حينها أدرك الملاحون أن عملية السرقة قد تمت فتم تمرير المعلومة عبر الاتصال بمشرف الرحلة في مقدمة الطائرة الذي بدوره ذهب إلى الكابتن في غرفة القيادة وأبلغه بالحادثة فوجهه بالاستفسار من الشاب السوداني إن كان فقد شيئا من حقيبته أثناء نومه على أن يتم ذلك دون أن يشعر اللص الذي يجب أن يوجه بعدم التحرك من مقعده لدواعي السلامة نظرا لبدء الهبوط التدريجي للطائرة». بدت المعلومات التي نقلها مشرف الرحلة إلى قائد الطائرة مؤكدة، بيد أن الإجراء جاء لرفع التأكد من المعلومات إلى نسبة 100 %، حتى لا يترك شيئا لمواجهة أي احتمال آخر «قد لا يجد اللص في الحقيبة ما يمكن سرقته وعندها لا يمكن إثبات الواقعة». تحركات طاقم الطائرة بدأت فعلياً بعد تمرير الحادثة إلى قائد الطائرة، إذ قام مشرف الرحلة بجولة سريعة داخل الطائرة وكان يلقي التحية على المسافرين ويتمنى أن يكونوا قد استمتعوا برحلتهم مع الخطوط السعودية إلى أن وصل الى الشاب السوداني فحياه بابتسامة، متمنيا أن يكون قد استمتع بالرحلة، فأجابه مبتسما بأنه قد استمتع بالرحلة وأخذ قسطا من الراحة، فأدرك مشرف الرحلة أن الشاب لم يعلم بأنه قد سُرِق فطلب منه بهدوء أن يقوم بتفقد حقيبته ويتأكد أنه لم يفقد شيئا، وإذا ما اكتشف أنه فقد شيئا فعليه أن يبلغ المضيفة بذلك وهي سوف توصل المعلومة له بطريقتها، وأكمل المشرف جولته ثم عاد إلى مقعده. وتفقد الشاب السوداني حقيبته بهدوء واكتشف فقدان ألفي دولار فأبلغ المضيفة بهدوء، وفي هذه الأثناء كانت الطائرة تقترب من الهبوط في مطار أبو ظبي فسارعت المضيفة بإبلاغ مشرف الرحلة عبر الاتصال الداخلي للطائرة فقام فورا بالاتصال بقائد الطائرة وأبلغه بتأكد حدوث السرقة، وفي هذه الأثناء كانت الطائرة تهبط على المدرج، فطلب الكابتن من برج المطار استدعاء الأمن والتواجد عند باب الطائرة قبل نزول المسافرين.
توقفت الطائرة وتأخر فتح الباب انتظارا لوصول الأمن وشعر المسافر اللص بالقلق فذهب إلى دورة المياه ثم عاد سريعا إلى مكانه فقام أحد الملاحين بتفقد دورة المياه وفوجئ بكيس ورقي مخبأ خلف صندوق النفايات في دورة المياه وفيه المبلغ المسروق فتركه في مكانه وأغلق الباب ولم يسمح لأحد بفتحه وأبلغ مشرف الرحلة.
واقتاد رجال الأمن المسافر اللص إلى مركز شرطة المطار لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه. وعرض السوداني مبلغاً مكافأة للمضيفة لاكتشافها السرقة بيد أنها رفضت.