جسدت قصة البطل هاني الرميح، الذي تعرض لإصابة في الحد الجنوبي خلال محاولته انتشال جثة أحد شهداء الواجب، عمق تضحيات المرابطين على الحدود السعودية في مواجهة الأعداء الذين يتربصون بالحرمين الشريفين، ليتفاعل معها أكثر من تسعة آلاف زائر ضمن مهرجان «حكايا مسك» الذي تجرى فعالياته في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة. وفيما لاقت العبارة التي تضمنها العرض واقعا حماسيا خلال فقرة حكايا المرابطين بالتأكيد على أنه «تستطيع أي دولة في العالم أن تشتري جميع الأسلحة المتطورة بجميع أنواعها، لكنها لا تستطيع شراء الفروسية»، سرد الرميح تجربته الشجاعة مع زملائه الـ12 في الحد الجنوبي عندما توجهوا لانتشال جثة أحد الشهداء في أحد الجبال الوعرة التي سقط فيها. وقال إنهم تعرضوا إلى صعوبات كبيرة بسبب تضاريس المنطقة، والأجواء الحارة، إلا أنهم استطاعوا أن ينتشلوا جثة زميلهم الشهيد والصعود به. ولم يخف الرميح تجربته التي تظهر شجاعة الجندي السعودي، وتمثلت في أنه وأثناء العودة بزميلهم انفجر لغم في أحد زملائه وأدى إلى قطع قدمه، مشيراً إلى أن ذلك لم يثنهم عن مهمتهم، بل واصلوا في الاستمرار بحمل زميلهم المصاب، إضافة إلى شهيد الواجب، لكن المفاجأة الثانية تمثلت في انفجار لغم آخر أدى إلى حدوث إصابات عدة له. واستمرت فعاليات حكايا مسك أمس الأول (الأربعاء) بين الأقسام الإبداعية التي تضمنت ورش عمل في الكتابة والرسم والإنتاج المرئي، وبين سوق حكايا الذي شهد توافد الآلاف على إبداعات المشاركين من لوحات فنية ومجسمات، فيما شهد المسرح إلى جانب مسرحية حبل غسيل، فقرة حكايا شباب ثم استضافة الإعلامية السعودية سميرة مدني، التي استلهمت بعض القصص، والمواقف في الحد الجنوبي كأول إعلامية سعودية ترابط في الحد. كما شهد مسرح حكايا مسك مشاركة الإعلامي ومقدم قصص الأنبياء والسلف الصالح عمرو ناظر، إذ استلهم مع الجمهور الحاضر في المسرح عددا من النقاط والمقارنات في أمور «الابتلاء» التي تحدث للإنسان، مؤكداً على ضرورة الصبر عند الابتلاء، ودلل على ذلك بما حدث للأنبياء من ابتلاء.