عائشة نتو
عائشة نتو
-A +A
أحمد سكوتي (جدة)
بعد أكثر من 2190 يوما على حالة الاستياء التي عاشتها «بائعة النظارات»، كما يحلو لعائشة نتو تسمية نفسها، عادت إليها الابتسامة بعدما أيقنت وزارة الصحة أن رغبتها في تأنيث محلات البصريات كانت «كلمة حق سبقت زمنها» واستشرافا لمستقبل قبل ست سنوات.

بالأمس أعلنت عائشة (عضو مجلس الغرفة التجارية الصناعية بجدة سابقا) على الملأ أنها مع تأنيث الصيدليات والنظارات، منتقدة «الصحة» لأنها تحصر مزاولة بيع النظارات على الرجال دون النساء، رغم أن المرأة تدرس التخصص مثل الرجل (حتى أن قسم العيون بجامعة الملك سعود خرج في سنة واحدة 60 أخصائية بصريات، مقابل 8 خريجين)، ومع ذلك تحرمهن من حق البصريات.


استاءت عائشة ولم يرحمها أحد بل كالوا لها الاتهامات وأصابوها في خبراتها وعلمها وطالوا حتى شخصيتها لأنها «لم تطالب بمخالفة الشرع ولا العقل ولا تقاليد المجتمع، فقط ساندت حق المرأة في البعد عن البطالة في تخصص درسته بموافقة السلطات».

قالتها عائشة لماذا تقفون في طريقها.. فجاءها الرد «عبارات بذيئة» أبكت معها آلاف الفتيات اللاتي حلمن بوظيفة آمنة تدر لهن ربحا في مقار آمنة تعينهن البعد عن السؤال أو حتى الارتماء في أحضان «الضمان» أو «ساند» أو غيرهما.

اليوم ستضحك عائشة وخلفها أكثر من 13 ألف فتاة وهن يزحن الستار عن وظائف كانت في رف التعطيل والبطالة، ولسان حالهن يقول لا تحرمونا من حق التفكير، فربما عرضت حواء اليوم ما فشل فيه آدم قبل عقد من الزمان.