قائد حرس الحدود بقطاع نجران على خط النار.
قائد حرس الحدود بقطاع نجران على خط النار.
جولة ميدانية لفرق حرس الحدود.
جولة ميدانية لفرق حرس الحدود.
-A +A
تركي الوادعي (نجران)
شدد قائد حرس الحدود في منطقة نجران العميد عبدالله الذويخ على الجاهزية العالية التي يتمتع بها المرابطون من حرس الحدود والقوات المسلحة والحرس الوطني على الحد الجنوبي، مشيدا بتكامل العمل بين القطاعات من خلال الغرفة المشتركة التي أثبتت فعاليتها في صد العدو وتكبيده خسائر فادحة في جميع محاولاته التي باءت بالفشل. وكشف العميد الذويخ استمرار العمل في مشروع الملك عبدالله لأمن الحدود، إذ يتم حاليا تجهيز البنية التحتية وتركيب السياج الحديدي وتعبيد الطرق ليرى النور قريبا كونه مشروعا مهما وحيويا وذا أهمية عالية. العميد الذويخ أشار في حديثه لـ«عكاظ»، أثناء جولاتها على الحد الجنوبي، إلى الاهتمام بقطاع حرس الحدود والقطاعات الأخرى من قبل القيادة والمسؤولين، إذ يتم تزويده بأحدث وسائل الرصد والمراقبة وكذلك التسليح الحديث الذي كان له أثر في رفع قدرات القوات المرابطة، معرجا بحديثه إلى إستراتيجية حرس الحدود في تأمين أسوار الوطن، والروح المعنوية للعاملين في المنطقة على الخطوط الأمامية في ظل الدعم اللا محدود من قبل القيادة..حديث العميد الذويخ نستعرضه في ثنايا السطور التالية..

• بداية، كيف ترى زيارة ولي العهد لمقر القيادة بمنطقة عسير، وما أبرز توجيهات وتوصيات سموه؟


•• كان لزيارة سموه أكبر الأثر في رفع الروح المعنوية لنا جميعا (ضباطا وأفرادا)، وأشعرتنا بالترابط والتلاحم بين القيادة والجنود البواسل المرابطين على الحدود، وكان سموه يوصي بأن يحافظ الجميع على سلامتهم، واتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء القيام بمهمة الواجب.

«حدود بلا تجاوزات»

• ماذا تم حتى الآن في مشروع الملك عبدالله لأمن الحدود؟

•• العمل جار حاليا على قدم وساق لإتمام البنية التحتية، من تعبيد طرق، وإزالة معوقات، ووضع السياج الحديدي والأسلاك الشائكة، ومن ثم تركيب الأنظمة الحرارية التي تم توفيرها وأصبحت من أهم عوامل مراقبة الحدود، إذ سيرى المشروع النور قريبا، فهو يهدف إلى تحصين وحماية حدود المملكة البرية والبحرية، كما يشتمل على إسكان لمنسوبي قطاع حرس الحدود، ويهدف إلى تحسين الوضع المعيشي لضباط وأفراد حرس الحدود، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم للقيام بمهماتهم على أعلى مستوى. المشروع في آخر مراحله وسيثمر عن حدود بلا تجاوزات.

• تعملون جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة على الشريط الحدودي، كيف يتم التنسيق بين القطاعين؟

•• نحن في قطاع حرس الحدود في خندق واحد مع القوات المسلحة وبيننا انسجام وتنسيق مستمر، وذلك عبر غرفة عمليات مشتركة يتم من خلالها رصد العدو، وتمرير المعلومة، وإعطاء إحداثيات المواقع، ومن ثم التعامل مع الهدف بكل دقة.

• الطبيعة القاسية والجبلية استفدتم منها عبر مشروع قص وتهذيب الجبال، كيف قمتم بذلك؟

•• هناك إدارة وأقسام مختصة بحرس الحدود تعمل على تذليل الصعاب من ناحية شق الطرق، وتهذيب الجبال، ووضع الحواجز على الطرق لعرقلة حركة المهربين والمتسللين.

• ما مدى جاهزية قوات حرس الحدود لأداء دورها بكفاءة وفاعلية؟

•• قطاع حرس الحدود كغيره من القطاعات يحظى بتطور كبير في ظل متابعة وتوجيه واهتمام ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وهناك زيارات متكررة لمدير عام حرس الحدود بحري عواد البلوي الذي يقف باستمرار على متطلبات الجهاز ولا يألو جهدا في الرفع بكل ما يتطلبه رجال وجهاز حرس الحدود من تسليح ومعدات ودورات تدريبية لرفع جاهزية وكفاءة القدرات، وقد انضم إلى قطاع حرس الحدود بمنطقة عسير العديد من العربات المصفحة والمركبات المصفحة التي توفر حماية إضافية لجنودنا البواسل، كما تم دعم القطاع بتسليح كبير من خلال الأسلحة الخفيفة وقاذفات الآر بي جي والقناصات فائقة الدقة، وكل ما يتم الرفع به يلبى في الحال، وهذا بدعم من قيادتنا الرشيدة.

«تأمين الحدود»

• مع انطلاقة عاصفة الحزم، وإعادة الأمل.. هل تغيرت الإستراتيجية في تأمين الحدود؟

•• بالتأكيد تتغير الإستراتيجية، إذ كنا في السابق نتعامل مع مهربين ومتسللين، لكننا حاليا في حرب، وينظر إلى أي شخص يتجاوز الحدود على أنه عدو، ويتم التعامل معه على هذا النحو، وما زالت عمليات التسلل والتهريب موجودة ولكن بشكل ضعيف بعد إعلان انطلاق عاصفة الحزم.

«خطط تكتيكية»

• هل هناك خطط عسكرية يتم تنفيذها لحماية الحدود؟

•• هناك خطط تكتيكية يتم تطبيقها في الوقت اللازم والمحدد، قد يكون فيها انسحاب وإعطاء فرصة للعدو لاستدراجه في موقع محصن، والقضاء عليه بالنيران المباشرة، وقد تتطلب الخطط التكتيكية التقدم، وجهاز حرس الحدود يتحرك وفق منظومة من الخطط المعدة، سواء في حالة السلم، أو في حالة الحرب، والتعامل مع المواقف حسب متطلبات الوضع من خلال التدريبات التي يخضع لها منسوبو حرس الحدود، إذ يعتبر القطاع من القطاعات الساخنة التي تشهد معارك شبه يومية.

«رقابة ورصد»

• كيف تتم مراقبة وحماية الشريط الحدودي؟

•• تتم حماية الشريط الحدودي بعدد من المراكز ونقاط الرقابة الخاصة بحرس الحدود، مزودة بقوة بشرية مؤهلة ومدربة، وعلى مستوى عال من الكفاءة، إضافة إلى استخدام أحدث أنظمة الرقابة والرصد لمراقبة الحدود ورصدها على مدار الساعة، وتحقق في مجملها سيطرة كاملة على امتداد الشريط الحدودي، وتستخدم أنظمة المراقبة الحرارية التي أثبتت فاعليتها وكفاءتها بكل اقتدار، وأصبحت من أهم عوامل مراقبة الحدود، لأنها ذات كفاءة عالية خصوصا أنها أنظمة متعددة ومتطورة، فمنها الكاميرات الحرارية، سواء الثابتة، أو المتحركة، أو المحمولة على الكتف، إضافة إلى المناظير الليلية والنهارية، وهي تساهم في تأمين الحدود، ورصد أي تحركات مبكرا، والتعامل معها على الفور، ويقوم عليها ضباط وأفراد مدربون على استخدامها، ويوميا هناك رصد لمحاولات يائسة للحوثيين، يتم التعامل معها، ونحن في يقظة كاملة على مدار الساعة لمنع أي تحركات من قبل الميليشيات الحوثية، إذا حاولت الاقتراب أو الحشد.

«أسلحة متطورة»

• استخدمت أسلحة حديثة منذ إطلاق الحرب مثل قذائف الآر بي جي، هل سيتم اعتماد هذا السلاح للقطاع؟

•• بالفعل تم اعتماده، كما زود القطاع بأسلحة تكتيكية ثقيلة منها مدافع رشاشة، ومنها أسلحة قنص عيار 50، وأخرى متقدمة ومتطورة، وذلك مع بداية عمليات عاصفة الحزم، إضافة إلى ما يوجد لديه من أسلحة متطورة من السابق، إذ لم تأل القيادة جهدا في تأمين كل ما من شأنه حماية رجال حرس الحدود، وتوفير جميع وسائل التقنية الحديثة، والمركبات المصفحة، إذ يتم استخدامها على الشريط الحدودي، وهي تزيد من نسبة حماية الأفراد أثناء المواجهات، وأثبتت فعالية كبيرة من خلال مقاومتها للرصاص، وقدرتها على المناورة والالتفاف، ومواجهة العدو والتعامل معه، كما زود حرس الحدود بمصفحات ناقلة للجنود.

• كيف يتم تطوير قدرات رجال حرس الحدود لمنع دخول المهربات؟

•• حرس الحدود له إدارة تدريب خاصة لمنسوبيه على مدار العام لتطوير مهاراتهم وقدراتهم، للتعامل مع الأساليب المتطورة التي يستحدثها المهربون.

• كيف تقيم تعاونكم مع الجهات الأمنية للقبض على من يحاول الفرار عبر الحدود بجريمة قد ارتكبها؟

•• التعاون قائم وإيجابي، إذ لدى جهاز حرس الحدود أحدث أنظمة البصمة، ويوجد قسم «الشؤون القانونية» الذي يتم من خلاله إخضاع المتسلل بعد القبض عليه لنظام البصمة المرتبط مع جميع الأجهزة الأمنية، إضافة إلى وجود تعاميم عن بعض الأشخاص، فمن خلال عرض الشخص على الجهاز تتم معرفة ما سجل بحقه، ويتم تحويله مباشرة لجهات الاختصاص، وإذا لم يوجد عليه شيء يتم احتساب بصمته كسابقة دخول غير مشروع للبلاد، ويتم التعامل معه وفق إجراءات لائحة أمن الحدود، وإذا كان عليه قضية أمنية تطبق بحقه لائحة الإجراءات الجزائية، ولائحة أمن الحدود، وبالفعل تمكن حرس الحدود من القبض على متسللين حاولوا الخروج من البلاد، واتضح أنه لديهم قضايا أمنية لدى الجهات المختصة، وتم تسليمهم لجهات طلبهم.

«منطقة العدو»

• هل استقبل حرس الحدود أي عائلات هاربة من اليمن خلال الحرب؟

•• لا، لأن الجهة المقابلة لحدود مسؤوليات المنطقة تعتبر حوثية من أهالي صعدة، لذلك هي منطقة عدو.

• هل تم إخلاء القرى الحدودية على الشريط الحدودي بقطاع ظهران الجنوب؟

•• لم يتم إخلاء القرى الحدودية من السكان، فهم يمارسون حياتهم الطبيعية، ويتمتعون بأمن وأمان واستقرار.

«تبني الابتكارات»

• هناك من منسوبيكم من تقدم بابتكارات لمنع التسلل أو التهريب، كيف تتعاملون مع هذه الابتكارات؟

•• لقد تبناها حرس الحدود، وقام بتطويرها وهي تمارس فعليا في العمل الحدودي، وكل من يقدم فكرة أو عملا تتم دراسته، ومتى ما ثبتت فعاليته يُتبنى بكل قوة من منسوبي الجهاز على أعلى مستوى.