لا يعرف العم معوض الشاماني لماذا استعاد الأحد الماضي جرح ذكريات ابنه الشهيد محمد رغم مرور 12 عاما على استشهاده في مواجهة أمنية مع خلية إرهابية في حي البحر بالمدينة المنورة، ليجد نفسه منساقا لعواطف ألم الفراق التي لطالما احتواها منذ أكثر من عقد من الزمان.
لكن الشاماني الذي تلقى آنذاك خبر استشهاد ابنه من المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، ربما يرى فيما أعلنه التركي أخيرا الخط الرفيع لاستعادة الجرح وإن بعدت المسافة بين بحر المدينة وجوهرة جدة، خصوصا بعدما رأى التركي مجددا يؤكد إحباط تفجير ملعب الجوهرة بجدة خلال مباراة دولية بين السعودية والإمارات، عندها اعترف لـ«عكاظ» صدق ابني عندما أخبرني قبل استشهاده بوقت طويل «أبي هؤلاء القتلة يحاولون قتل أكثر عدد من الناس الأبرياء، ويأتون بأشكال وصور مختلفة».
وقال «تذكرته وأنا أسمع بيان الداخلية الجديد ليدلل على حديث ابني رحمه الله فهاهم يحاولون إزهاق الأرواح البريئة التي تجمعت لنصرة منتخب وطني، فهم سفاحون لذا تمنيت أن يلتحق أبنائي جميعا بالسلك العسكري، كي نقضي على هؤلاء المجرمين، فالوطن يستحق أن نضحي من أجله بالولد والمال».
ويستعيد العم معوض تفاصيل آخر لقاء بابنه قبل استشهاده «حيث صلينا العشاء سويا، وعزم على السفر معنا إلى قريتنا (شقراء 80 كيلو شرق المدينة)، وما إن وصلنا حتى أتاه اتصال من قيادته للمشاركة في مهمة أمنية، ولبى النداء، وقبّل رأسي وقد ارتسمت ابتسامة غامضة لا أكاد أنساها، إنها ابتسامة الوداع وأدركت بغريزة الوالد حينها أنه لن يعود، لكنه كان منتبها وأبلغني أنه سيعود فور انتهائه من العملية».. كان هذا آخر مشهد جمع العم معوض الشاماني مع ابنه محمد قبل 12 عاما، حينما استشهد في مواجهة مع الفئة الضالة في حي البحر في المدينة المنورة في شهر رجب من العام 1426هـ.
ويروي الشيخ معوض القصة مع البطل الشهيد محمد وهو يحبس دموعه من ألم الفراق «ليلة ذهابه ليست كأي ليلة، لقد انتابني شعور غريب بأني لن أراه مرة أخرى، ومضت الليلة طويلة للغاية، انتظرت منه اتصالا حتى الفجر ولم أذق النوم حينها، وأدركت بعد تأخره في الاتصال أن هناك خطبا ما، فهو ما فتئ يخبرني دوما أن دائرة مطاردة الإرهابيين تتسع». لم يتمالك الشيخ الكبير من حبس دموعه ويواصل الرواية «لقد كان يخبرني ابني محمد بحماسة كيف يطاردون هذه الفئة والفخر الذي يشعرون به وهم يحمون الوطن». وأضاف أنه عند الثانية ظهرا أتاه اتصال من القيادة يخبرونه أن فلذة كبده قد استشهد في معركة مع الإرهابيين، فما كان من الشيخ الكبير إلا أن رد بسرعة على المتصل: «هل الإرهابيون نجوا؟»، فرد عليه الطرف الآخر: «لا بل قتلوا جميعا»، حينها شعر براحة عميقة وأدرك أن الحرب مع الإرهاب لابد لها من ثمن سواء أكان هذا الثمن الأبناء أو المال.
لكن الشاماني الذي تلقى آنذاك خبر استشهاد ابنه من المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، ربما يرى فيما أعلنه التركي أخيرا الخط الرفيع لاستعادة الجرح وإن بعدت المسافة بين بحر المدينة وجوهرة جدة، خصوصا بعدما رأى التركي مجددا يؤكد إحباط تفجير ملعب الجوهرة بجدة خلال مباراة دولية بين السعودية والإمارات، عندها اعترف لـ«عكاظ» صدق ابني عندما أخبرني قبل استشهاده بوقت طويل «أبي هؤلاء القتلة يحاولون قتل أكثر عدد من الناس الأبرياء، ويأتون بأشكال وصور مختلفة».
وقال «تذكرته وأنا أسمع بيان الداخلية الجديد ليدلل على حديث ابني رحمه الله فهاهم يحاولون إزهاق الأرواح البريئة التي تجمعت لنصرة منتخب وطني، فهم سفاحون لذا تمنيت أن يلتحق أبنائي جميعا بالسلك العسكري، كي نقضي على هؤلاء المجرمين، فالوطن يستحق أن نضحي من أجله بالولد والمال».
ويستعيد العم معوض تفاصيل آخر لقاء بابنه قبل استشهاده «حيث صلينا العشاء سويا، وعزم على السفر معنا إلى قريتنا (شقراء 80 كيلو شرق المدينة)، وما إن وصلنا حتى أتاه اتصال من قيادته للمشاركة في مهمة أمنية، ولبى النداء، وقبّل رأسي وقد ارتسمت ابتسامة غامضة لا أكاد أنساها، إنها ابتسامة الوداع وأدركت بغريزة الوالد حينها أنه لن يعود، لكنه كان منتبها وأبلغني أنه سيعود فور انتهائه من العملية».. كان هذا آخر مشهد جمع العم معوض الشاماني مع ابنه محمد قبل 12 عاما، حينما استشهد في مواجهة مع الفئة الضالة في حي البحر في المدينة المنورة في شهر رجب من العام 1426هـ.
ويروي الشيخ معوض القصة مع البطل الشهيد محمد وهو يحبس دموعه من ألم الفراق «ليلة ذهابه ليست كأي ليلة، لقد انتابني شعور غريب بأني لن أراه مرة أخرى، ومضت الليلة طويلة للغاية، انتظرت منه اتصالا حتى الفجر ولم أذق النوم حينها، وأدركت بعد تأخره في الاتصال أن هناك خطبا ما، فهو ما فتئ يخبرني دوما أن دائرة مطاردة الإرهابيين تتسع». لم يتمالك الشيخ الكبير من حبس دموعه ويواصل الرواية «لقد كان يخبرني ابني محمد بحماسة كيف يطاردون هذه الفئة والفخر الذي يشعرون به وهم يحمون الوطن». وأضاف أنه عند الثانية ظهرا أتاه اتصال من القيادة يخبرونه أن فلذة كبده قد استشهد في معركة مع الإرهابيين، فما كان من الشيخ الكبير إلا أن رد بسرعة على المتصل: «هل الإرهابيون نجوا؟»، فرد عليه الطرف الآخر: «لا بل قتلوا جميعا»، حينها شعر براحة عميقة وأدرك أن الحرب مع الإرهاب لابد لها من ثمن سواء أكان هذا الثمن الأبناء أو المال.