فصل دراسي يبدو خاليا من الطلاب أمس. (عكاظ)
فصل دراسي يبدو خاليا من الطلاب أمس. (عكاظ)
طلاب في مدرسة حفزتهم على الحضور بالجوائز والرحلات. (عكاظ)
طلاب في مدرسة حفزتهم على الحضور بالجوائز والرحلات. (عكاظ)
-A +A
محمد مكي (الرياض)
استفاقت فضاءات المدارس يوم أمس (الأحد)، على سيناريو النعاس والخمول، مع عودة الطلاب إلى الفصول بعد انقضاء إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول، غير أن السيناريو الأبرز في مشاهد بداية الدراسة تمثل في أن نسبة غياب الطلاب في بعض المدارس بلغت نحو 30 %، فيما خلت بعض الفصول من الطلاب، كما أن معظم حضور اليوم الأول عادوا بعيون (مغمضة)، فضلا عن غياب بعض المعلمين، أو حضورهم في وقت متأخر.

وبين غياب الطلاب والنعاس الذي تسيد الموقف فإن بعض المدارس لم تتأثر من غياب الطلاب، إذ لم تتجاوز هذه النسبة 10%، إذ انطلقت الدراسة فيها بعد أن حذرت إداراتها الطلاب قبل الإجازة من الغياب وتنفيذ اللوائح والأنظمة بحق كل طالب يتعمد الغياب دون سبب نظامي. ومن جانب آخر، قامت بعض المدارس بتحفيز الطلاب الحاضرين في اليوم الأول بجوائز وتسجيل أسمائهم في برامج الرحلات.


«عكاظ» قرعت جرس الحضور وزارت عددا من المدارس، فكشف عدد من كوادر التدريس أن الساعة البيولوجية، أمسكت بتلابيب الغائبين، ومنعتهم من الحضور، فيما أوضح عدد من أولياء أمور الطلاب أن المعلمين ما زالوا في «إجازة ذهنية» على حد وصفهم.

وفي هذا السياق، أوضح قائد مدرسة المأمون الابتدائية خالد بن مترك القحطاني لـ«عكاظ» أننا نحرص على البداية القوية منذ اليوم الأول من أجل أن يشعر الطالب بأهمية الوقت والمحافظة عليه، فضلا عن الحرص على استئناف المعلمين خططهم الإستراتيجية واستكمال شرح المناهج الدراسية.

وأضاف أن بعض الفصول اكتملت بالطلاب وهذا يعود إلى رسائل التذكير التي أرسلتها المدرسة لأولياء الأمور وعبر مواقع التواصل الاجتماعي فضلا عن التشديد في تطبيق اللائحة السلوكية والتي ساهمت في عملية ارتفاع نسبة الحضور بالمدرسة، وأشار إلى أن إدارة المدرسة قد حثت أولياء الأمور على ضرورة إحضار أبنائهم فور الانتهاء من الإجازة وعدم الغياب أو التأخير وهذا ما حدث بالفعل.

من جهته، أكد محمد الأكلبي قائد مدرسة ثانوية، أن نسبة حضور الطلاب بلغت 70% تقريبا في صفوف المرحلة الثانوية و75% في المتوسطة، موضحا أنه جرى إبلاغ أولياء أمور الطلاب الغائبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي «وأكدنا لهم أن هذا الغياب يؤثر على المستوى الأكاديمي لأبنائهم».

وقال خالد الغامدي وكيل مدرسة لشؤون الطلاب إن نسبة حضور الطلاب كانت ضعيفة ما دفع بعض المدارس إلى إلغاء الحصة السابعة وتسريح الطلاب إلى منازلهم.

«البيولوجية» تعتذر

ومن جانب آخر، برر عدد من قادة المدارس غياب الطلاب لـ«الساعة البيولوجية» ما أدى إلى النوم العميق والذي أعاقهم عن الاستيقاظ مبكرا، مضيفين أن الأمور طيبة نوعا ما رغم ظهور الخمول والكسل على بعض وجوه الطلاب الحاضرين للمدرسة، مشددين على تنظيم الوقت والاستعداد للمدارس منذ اليوم الأول.

اضطراب وخمول

وفي السياق نفسه، أشاد عدد من المرشدين الطلابيين بـ«الحضور» في أول يوم دراسي بعد إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول، مؤكدين حرص وزارة التعليم الدائم على تحقيق كل ما يمكن في سبيل راحة منسوبي التعليم لكي يؤدوا رسالتهم على أكمل وجه، ولكن اليوم شاهدنا اضطرابا كبيرا في العودة والخمول والكسل من جانب العديد من الطلاب.

وقالوا «تفشي ظاهرة الغياب واللامبالاة في تصرفات بعض الطلاب بعد كل إجازة لا تزال مستمرة طوال فترة عملهم في الحقل التربوي منذ سنوات، وتلاحظ قبل بداية الإجازة أو بعدها من كل عام دراسي اللامبالاة من قبل بعض الطلاب وعدم الانضباط وكثرة الغياب»، مضيفين أن لولي أمر الطالب دورا بارزا في إرشاده.

إجازة ذهنية

وقال أولياء أمور عدد من الطلاب إن هناك معلمين بعد العودة من الإجازة لا تكون لديهم الرغبة في الدخول إلى الفصول، ولكنهم مجبرون على ذلك، ما يجعلهم كأنهم في إجازة ذهنية، رغم استئناف الدراسة، ما يجعل بقاء الطلاب في المنزل أفضل من الحضور للدراسة. من ناحيته، أكد المعلم عبدالرحمن الربع أن الالتزام بالقوانين والأنظمة الإدارية له جذور اجتماعية و«سيكيولوجية» محددة لا يمكن فصلها عن طبيعة العلاقات والقيم والتقاليد السائدة، وإذا اقتنع أفراد المجتمع بفوائد هذه الأنظمة تصبح جزءا من كيانهم وعادتهم الإنسانية والسلوكية. وأكد أن ارتفاع نسبة الحضور ترجع إلى وعي أولياء الأمور باعتبارهم شركاء العملية التعليمية وحرصهم على مستقبل أبنائهم، إضافة إلى توفير البيئة المناسبة لاستقبال الطلاب بعد عودتهم للدارسة من قبل إدارات المدارس.