القنصل العام لجمهورية تركيا فكرت أوزر.
القنصل العام لجمهورية تركيا فكرت أوزر.
-A +A
فيصل مجرشي (جدة)
أكد القنصل العام لجمهورية تركيا بجدة فكرت أوزر لـ«عكاظ» أن الرياض وأنقرة لاعبان فاعلان في ترتيب أوراق المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالأزمة المستمرة في سورية، وأزمة اليمن.

وقال: «نحن في تركيا نرى أننا نتخندق في صف واحد مع السعودية لمواجهة الأخطار والتحديات التي تحدق بدولتينا، وهناك الدور الإيراني الخطير الذي يسعى لتمدد شيعي في الخليج ويدعم تمرد الحوثيين لمواجهة دول الخليج العربية، وهناك أيضا الأدوار الأخرى التي تعمل جاهدة على إدخال تركيا في دوامة الفتنة والتقسيم الذي طال سورية والعراق، كل ذلك يؤكد أن تحدياتنا واحدة ويجب علينا توحيد رؤانا وتنسيق جهودنا لمواجهتها معاً».


ولفت إلى أن بلاده تقف في صف واحد مع المملكة العربية السعودية لمواجهة الأخطار والتحديات التي تحدق بالدولتين، معرباً عن اعتزازه بالعلاقات السعودية - التركية، لافتاً إلى أنها ليست وليدة اليوم بل منذ تأسيس المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود.

وقال: «لم تنقطع العلاقات بين البلدين في يوم من الأيام، وفي ستينات القرن الماضي شكّلت زيارة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز إلى تركيا منعطفاً جديداً في مسار العلاقات الثنائية، ومع أني كنت مازلت فتى صغيرا وقتها إلا أنني أذكر جيدا حالة الفرح في أوساط الشعب التركي بهذه الزيارة، لما تمثله السعودية من ثقل روحي ورمزية كبيرة في قلوب وعقول الشعب التركي المسلم، ومع إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، التي لعبت السعودية دوراً محورياً في إنشائها، تخلفت تركيا عن الانضمام لهذا المحفل السياسي وفضلت الانخراط عضوا مراقبا، وعند تولي نجم الدين أربكان منصب نائب رئيس الوزراء حينها وبتشجيع من وزير خارجية المملكة الراحل سعود الفيصل أصبحت تركيا عضواً كاملاً في المنظمة، ومنذ ذلك الوقت توطدت العلاقة بشكل قوي بين الدولتين».

وأضاف أن تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زمام الحكم في السعودية، أعطى انعطافة كبيرة لعلاقاتنا الثنائية، خصوصا أن أول زيارة رسمية له كانت إلى العاصمة أنقرة، وتوجت بالتوقيع على سلسلة اتفاقات اقتصادية غاية في الأهمية.

وأوضح أنه قبل أربع سنوات صدر في تركيا قانون يسمح لمواطني دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية بتملك العقارات والأراضي بسهولة ويسر، ما يعكس حجم متانة وإستراتيجية الرؤية حيال هذه العلاقة.

وحول المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا قال:«هناك جماعة «مافياوية» تدّعي نشر العلم والتربية والخير، حركت جيوبها وأذيالها لقلب نظام الحكم والسلطة المنتخبة الديموقراطية في تركيا، ولا شك أن السعوديين تفاعلوا مع هذا الموضوع بقوة، إذ إن الهاتف الخاص بي وبالسفارة لم يتوقف طيلة ليلة الانقلاب، جاءتنا مكالمات من مختلف المستويات الرسمية والشعبية في السعودية تبدي تعاطفها ودعمها للحكومة الشرعية وتندد بالحركة الانقلابية، وقتها أحسست فعلا وكأنني في بلدي وزادت قناعتي بأن مصيرنا واحد، وبعد المحاولة الفاشلة زار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف تركيا برفقة وفد رسمي واقتصادي رفيع، وتم خلالها بحث العديد من الملفات وتوقيع اتفاقات».

وأضاف: نحن في تركيا نقدم تحفيزات خاصة وكبيرة للسعوديين من أجل القدوم والاستثمار في بلادنا، وبدأنا نلمس بشكل واضح نتيجة هذا التقارب وهذه التحفيزات، ونشير هنا إلى أن مؤشرات نوعية المنتجات المتبادلة تعكس توسع وتنوع هامش التعامل بين البلدين بنسب عالية، وأنا متفائل بأن مستويات التعامل والتعاون سترتفع إلى أفضل مما هي عليه قبل الانقلاب.