-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
... المتجول في صالونات ومجالس أهل السياسة والاقتصاد في لبنان يدرك الآمال المعقودة من قبل اللبنانيين على عودة الحرارة إلى العلاقات بين المملكة ولبنان.

... سنتان من الجفاف في جداول العلاقة بين البلدين كانتا كفيلتين بإدراك اللبنانيين وتلمسهم لمدى أهمية هذه العلاقة وإستراتيجيتها سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني أو السياسي.. عهد جديد في لبنان تبدأ مسيرته وفق طموحات كبيرة ومحاذير أكبر، طموحات تنبع من تشوق اللبنانيين إلى نسيان هذه السنوات التي مرت والتي عاش فيها لبنان غربة عن عمقه العربي الذي طالما كان له السند والمعين في اللحظات الصعبة، وبالمقابل هناك محاذير لا يمكن تجاهلها مع وجود فرقاء في الداخل اللبناني مرتبطة بأجندات خارجية لا علاقة للبنان من قريب أو بعيد بها، هؤلاء الفرقاء بدأوا منذ اللحظة الأولى للعهد الجديد في وضع «العصي في الدواليب» وعرقلة مسيرة العهد من استعراض الميليشيات في القصير وصولاً إلى استعراض السرايا في الجاهلية. لقد هال محور فارس ومن يواليها من اللبنانيين أن يروا العلاقات السعودية اللبنانية تعود إلى تألقها وحيويتها لأنهم يدركون قبل غيرهم أن هذه العلاقة من شأنها أن تحدث تحولاً ليس لبنانياً وحسب بل تحولاً على مستوى الإقليم لمواجهة البؤر المشتعلة فيه، فلبنان الذي يريدونه هم هو لبنان معسكرات التدريب للانقلابيين اليمنيين والحوثيين، هو لبنان الحشد الشعبي والحقد الطائفي، لبنان الذي يريدونه هو لبنان الحديقة الخلفية لمؤامرات الملالي الإرهابية، لبنان المصدّر لميليشيات القتل العابرة للحدود والأقاليم، أما لبنان الذي تريده المملكة فهو لبنان الاستقرار والأمان من اتفاق الرياض مروراً باتفاق الطائف وصولاً إلى المجهود الكبير في وقف الاعتداءات الإسرائيلية في كافة محطاتها.