-A +A
حاوره: علي مكي
لم يمض على تعيينه بالأمر الملكي الكريم مديراً لجامعة جازان سوى خمسة أشهر ونيف حتى الآن، أي أنه لم يكمل نصف سنته الأولى بعد، إلا أنه باشر عمله بجولات مفاجئة داخل إدارات الجامعة وأصدر قرارات بدمج بعض الإدارات وتكليفات إدارية جديدة لبعض قياديي المؤسسة العلمية التي تولى شؤونها أخيراً.

إنه الدكتور مرعي القحطاني الذي عين مديراً لجامعة جازان في الثامن عشر من رمضان الماضي بعد أن كانت الجامعة في عهدة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي مديرا مكلفا إبان الفترة الذهبية التي عاشتها درة الجامعات السعودية، كما أسماها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وكانت حاضرة بكل قوة وتميز وحراك كبير في المشهد التعليمي الوطني وحقق طلابها إنجازات مهمة داخل المملكة وخارجها.


«عكاظ» التقت المدير الجديد الدكتور مرعي القحطاني، وأثارت له عدداً من الأسئلة حول عودة الجامعة إلى نشاطها السابق والبحث العلمي وازدراء النساء في حفلة التخرج الأخيرة ومشاريع البنى التحتية الخاصة بالجامعة ومعايير قبول الطلاب وشؤون أخرى كثيرة، لكن ضيفنا «الدكتور القحطاني» كان مقتصداً في إجاباته وحذراً في إبداء آرائه، غير أنه أعطى إشارات مهمة عن واقع يسعى إلى تغييره إلى الأجمل.. هنا نص الحوار:

•دعنا نبدأ من الأخير حيث الآن الدكتور مرعي القحطاني مديراً لجامعة جازان، التي كانت في الواجهة حتى غادر مديرها السابق فخفتت وأضحت تكاد تكون منسية فلا أحد يسمع عن أخبارها أو نشاطاتها.. فلماذا، وهل لديكم خطة لإعادتها إلى النور؟

•• أعتقد أن الكل عمل واجتهد، ويخضع الاجتهاد دائماً لأمرين (الإصابة أو عدمها) وفي كلاهما أجر، لكن ما يهم الآن كيف نضع جامعة جازان في قلب الحدث وصناعة المستقبل.

•ولكنك قادر على أن تثير الحراك حولها بالخبرات التي تحتضنها الجامعة وقدرة شبابها وحبهم للتحدي والطموح.. ما الذي يمنعك؟

•• الحراك في الجامعة لم يتوقف ولكن ربما تباطأ، كوننا في مرحلة إعادة توجيه البوصلة نحو حراك جديد وتفاعل مع محيط الجامعة، فضلاً عن تنشيط البحث العلمي وعقد المؤتمرات والندوات ومختلف أنواع الأنشطة.

•بعد أشهر قليلة في جامعة جازان، هل ترى أنها ما تزال من الجامعات الناشئة؟

•• من جانب البنى التحتية لا أستطيع أن أقارن بين جامعة جازان وجامعة أخرى عمرها يتجاوز 70 عاما، إلا أن المؤكد أن جامعة جازان قد أنجزت ما يتجاوز عمرها الزمني وتجاوزت جامعات أخرى سبقتها في النشأة.

•«الخصخصة» هل تعتقد أن الجامعات السعودية أو بعضها على الأقل قادرة على أن تخوض هذه الطريقة وتزدهر بما لديها من قدرات، كيف يمكن لها النجاح؟

•• متى أعطيت كامل الصلاحية في رسم سياستها المالية والإدارية والأكاديمية هناك جامعات تستطيع خوض هذه التجربة والنجاح فيها.

•في أحد تصريحاتك عند زيارة تفقدية لكلية طب الأسنان، قلت إن المخرجات جودتها أو السعي لتجويدها أهم بكثير من الشهادات الورقية! أي شهادات يقصدها معاليك، وهل هذا يعني أن شهادات الاعتماد الدولية والمحلية أصبحت عبئاً وهدراً للوقت؟

•• الاعتماد المحلي أو الدولي مطلب لكل جامعة، لكن يسبق ذلك عمل جبار يجب أن نقوم به فعلياً وعلى أرض الواقع حتى تعكس شهادات الاعتماد الواقع الفعلي للجامعة، وهذا ما أقصده أن التجويد الفعلي يأتي أولاً، ثم تتبعه أو تأتي إليه شهادات الاعتماد.

•جامعة يتباهى بها أهل جازان وفي أرجاء الوطن صنعت لنفسها صورة ذهنية للمؤسسة المتجاوزة بناءً وتطوراً ونشاطاً، كيف تراها أنت، وماهي الأهداف العامة التي تسعى لتحقيقها من خلال إدارتك لجامعة لا تزال في الأعوام العشرة الأولى؟

•• هذه هي جامعة جازان «شمعة مشعة» في فضاء الوطن الواسع قطعت شوطاً مهما وبامتياز، ولا تزال هناك أشواط أخرى تحتاج إلى جهود جبارة ومضنية في سبيل تحويل تلك الشمعة إلى مصباح، أعتقد أن العملين الإداري الاحترافي والأكاديمي الرصين هدفان لصناعة جامعة المستقبل.

•كرجل جغرافي إن صح التعبير، فرسان الجزيرة هل ستبقى تضم في أقسامها تخصصات محدودة ليس لها علاقة بالطبيعة ومواردها، ألا تغريكم فرسان بموقعها وأهميتها الجغرافية في أن تكون مركز أبحاث مهما؟

•• لدى الجامعة عدد من المراكز البحثية المميزة والجادة، ونسبة لا بأس بها من أبحاثها كانت عن جزيرة فرسان أو مجموعة جزر فرسان، وبالطبع لا تغيب فرسان عن صانع القرار في جامعة جازان سواء من جانب الأقسام المتخصصة أو البحث العلمي أو النشاط المجتمعي الهادف إلى بناء جيل قادر على تنمية فرسان الجزيرة.

•المدينة الجامعية، البرج الإداري، الفندق الكبير، والمستشفى الجامعي، ماذا عن كل ذلك؟ هل توقف كل شيء؟

•• لم يتوقف شيء ولكن ربما تباطأ في البعض، البرج الإداري على وشك التسليم، العمل في الفندق يسير في الاتجاه الصحيح، وهناك بعض التباطؤ في أعمال المستشفى نتيجة لأعمال إشرافية ومالية.

•يتردد الحديث من النخب والأكاديميين أيضاً أن دور أي جامعة خاصة في البدايات الاهتمام بفتح كليات وأقسام وتخطيط تعليمي هادف لتخريج متخصصين ومؤهلين للوظائف.. هل هذا ما يحدث لدينا عموماً، أم دور الجامعات مختلف في رأيك؟

•• أعتقد أن جامعة جازان قد تجاوزت تلك المرحلة تماماً وأن مرحلة تجويد العمل والتميز قد بدأت.

•يقال إن الطالب السعودي يسعى للشهادة ولا يسعى للمعرفة، كأستاذ وخبير في إدارة الجامعات هل ترى ذلك؟

•• هذه تهمة للأسف ألصقها بنا الأجنبي لتعطيل الهمم. الطالب السعودي جاد ومثابر وذكي وإذا كان هناك نسبة محدودة جداً تسعى للشهادة فقط فهي لا تمثل سوى نفسها ولا تمثل بأي حال من الأحوال الطالب السعودي.

•كليات العارضة، الداير، صامطة، والدرب.. هل ستبقى فقط بأقسامها النسائية أم لديكم توجه بإنشاء أقسام للبنين مستقبلاً؟

•• بدأت الجامعة بالشق النسائي في هذه الكليات إدراكاً من الجامعة لمعاناة الطالبات وعامل البعد عن المركز، ومتى توفرت الظروف المكانية والكادر البشري المؤهل فلا يمنع من البدء في شق البنين.

•الشراكة المجتمعية من أهم أهداف المؤسسات التعليمية.. ماذا قدمت الجامعة لجازان، مدناً وقرى وضواحي؟

•• إيماناً منا بأهمية هذا الهدف، منحت جامعة جازان كل مرافقها وقدراتها البشرية والمالية لخدمة المجتمع، كما عملت على افتتاح أكثر من فرع لعمادة خدمة المجتمع في محافظات المنطقة ولا نزال ننظر للمزيد في القادم.

•الجامعة في ظل إدارتها السابقة كانت قد وعدت بتأسيس كلية في محافظة ضمد.. ماذا تم في ذلك؟

•• رفعت الجامعة هذا الطلب وفق القنوات الرسمية لإجازته.

•دمج التعليم العام والعالي.. كيف يراه معاليك، وماذا يتمناه لتتكامل الخطوة؟

•• ربما كان القصد من السؤال دمج وزارتي التعليم العالي مع وزارة التربية والتعليم في وزارة واحدة هي وزارة التعليم، أعتقد أن لهذا القرار جوانب إيجابية كثيرة وجوانب سلبية محدودة أحدها تضخم عمل الوزارة وبمجرد إقرار نظام الجامعات سيقضى على الجانب السلبي تماماً.

•كيف يمكن للتعليم والجامعات السعودية وجامعة جازان تحديداً كونك مديراً لها، كيف يمكن أن تكون المساهمة منتظرة في الإضافة لرؤية المملكة 2030 وتحقيق تطلعات صانعها؟

•• تعول «رؤية 2030» كثيراً على الجانب البشري وخصوصا الموارد البشرية والتنمية البشرية وبذلك فالجامعات وجامعة جازان في قلب «رؤية 2030».

•في ظل القبول الذي يختاره النظام الإلكتروني، وهو جيد كمنافسة عادلة ربما، لكنها لا تحقق الرغبات، إذ نسبة قليلة جداً من تحوز رغبتها الأولى.. هذه الطاقات البشرية ماذا أعدت لها الجامعة لاستثمار رغباتها، وهل فكرتم في ذلك؟

•• حرصنا من الجامعة على عدالة وشفافية القبول وإعطاء كل ذي حقٍ حقه وهنا تحكم العملية أرقام تحددها النسبة التراكمية للثانوية العامة والاختبارات الوطنية المعيارية (القدرات والتحصيلي). ولدى الجامعة خط آخر يعتمد على إنتاجية الطالب بعد الالتحاق بالجامعة وهو التحويل الذي يحقق نسبة عالية من الرغبات للطلبة الذين لم تتحقق رغباتهم في القبول.

•في حفلة التخرج الأخيرة والتي كانت قبل تعيينك مديراً هنا، احتفلت الأمهات بأبنائهن المتخرجين على أرصفة الجامعة، ولم يفسح لهن بالحضور والجلوس على مقاعد الحفلة ولو في مكان منفصل.. لو كنت أنت مديراً ليلتها هل كنت ستسمح بهذا التجاهل المرير لأهم نساء الوطن أمهات أجيالنا؟

•• لا يوجد لدي تفصيل بما تم سابقاً، ولكن لو كنت موجوداً لعملت على أمرين، الأول تهيئة المكان المناسب الذي يحفظ كرامة الأمهات، والثاني الحفاظ على الثوابت الشرعية والوطنية للمملكة العربية السعودية.

•هناك كادر أجنبي هائل في الجامعة، مع قلة في استقطاب المعيدين السعوديين، أليس هذا تناقضا ويؤخر من سيرنا نحو المستقبل.. ماهي خطتك لمعالجة هذا الإشكال؟

•• هذا افتراض مجازي، والواقع أن واحداً من أهم ميزات جامعة جازان هو عدد المعيدين والمبتعثين الذين يعول عليهم بعد الله في مستقبل الجامعة والحلول محل المتعاقد.

•في ظل الأوضاع المشتعلة حالياً على الحدود في جازان.. ما تأثير ذلك على جامعة جازان أكاديمياً ومجتمعياً؟

•• جامعة جازان تمارس مهماتها الأكاديمية والإدارية بصورة طبيعية جداً وتواصل نشاطها المجتمعي المعتاد، والأوضاع التي أشار إليها السؤال يتولاها أبطال جعلونا نعمل بأمان.

إضاءات على مسيرة مدير جامعة جازان

مرعي بن حسين محمد القحطاني

تاريخ الميلاد: 1961/4/13

التخصص: جغرافيا حيوية وعلوم البيئة

التخصص الدقيق: علوم بيئة - التلوث

الرتبة العلمية: أستاذ

العمل الحالي: مدير جامعة جازان

هاتف العمل: 0173232800

الدرجات العلمية:

1- درجة البكالوريوس في الآداب، جغرافيا، جامعة الملك سعود (1406هـ/ 1986م).

2- درجة ماجستير الآداب، الجغرافيا الحيوية، جامعة الملك سعود (1412هـ/1991م).

3- درجة الدكتوراه، الجغرافيا الطبيعية وعلوم البيئة - كلية العلوم والدراسات الهندسية، جامعة هل

(Hull University) - بريطانيا (1419هـ/1998م).

الكـتب:

1- الوضع البيئي في منطقة عسير - دراسة استطلاعية للأوضاع الراهنة (بالمشاركة)، (1421هـ/2000م)، جامعة الملك خالد - أبها - المملكة العربية السعودية.

2- مسيرة التنمية في عسير - التغيير والتطوير - (2004) مطابع السروات، أبها - المملكة العربية السعودية.

السجل الوظيفي:

• موظف بجوازات منطقة الرياض من 1401/6/14هـ - 1404/6/1هـ.

• موظف ببريد منطقة الرياض من 1404/6/1هـ - 1406/6/15هـ.

• موظف بجامعة الملك سعود - الرياض من 1408/3/23هـ - 1413/1/29هـ.

• محاضر بقسم الجغرافيا - جامعة الملك سعود من 1413/1/29هـ - 1414/7/22هـ.

• مبتعث إلى بريطانيا للحصول على الدكتوراه 22/7/1414هـ - 14/7/1419هـ.

• أستاذ مساعد بكلية التربية - قسم جغرافيا - جامعة الملك سعود من 1419/7/14هـ - 1419/9/15هـ.

• أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية والإدارية - جامعة الملك خالد - قسم العلوم الاجتماعية من 1419/9/15هـ -1424/11/7هـ.

• أستاذ مشارك بكلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية والإدارية - جامعة الملك خالد

قسم العلوم الاجتماعية من 1424/11/7هـ حتى 1430/12/26هـ.

• أستاذ بكلية العلوم الإنسانية - قسم الجغرافيا - جامعة الملك خالد من 1430/12/27هـ.

• وكيل عمادة القبول والتسجيل - جامعة الملك خالد من 1420/6/15هـ - 1424/9/2هـ.

• عميد القبول والتسجيل بالنيابة - جامعة الملك خالد من 1426/8/27هـ - 1426/10/24هـ.

• عميد القبول والتسجيل - جامعة الملك خالد من 1426/10/24هـ - 1432/8/21هـ.

• وكيل جامعة الملك خالد المكلف - من تاريخ 1432/7/9هـ حتى 1432/8/20هـ.

• وكيل جامعة الملك خالد من تاريخ 1432/8/21هـ حتى 1437/9/18هـ.

• مدير جامعة الملك خالد الملكف 1437/8/10هـ حتى 1437/9/18هـ.

• مدير جامعة جازان من تاريخ 1437/9/18هـ.