لم يعد بعض المسؤولين في بلادنا يحفل بقصيدة (أنشودة المطر) لبدر شاكر السياب. التي تغنى بها فنان العرب. بل ربما عدها البعض من قصائد الشؤم، وأغنيات النشاز، كونها تذكرهم بموسم الشتاء السخي بما تجود به السماء على الأرض، والمفضي إلى قلق دائم لا ينهيه إلا مطلع الربيع.
وإذا كان المواطنون يلهجون: (اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين)، فإن بعض المسؤولين يرددون أثناء الدعاء في سرّهم (اللهم حوالينا ولا علينا) إذ غدا المطر الذي هو رحمة بموجب النص القرآني عذابا لبعض مديري الإدارات الخدمية، كونه يكشف عوار أداء بعض الأجهزة، ويهدد مسؤولين بالنقل أو الإقالة في ظل ما يتخلل المشاريع من (خرخرة) مياه وانهيار أجزاء من مبانٍ، ما يجعل (اللهم على الآكام وبطون الأودية والضراب) لازمة على ألسنة مديرين عدة.
ولم يكن يتوقع مسؤول ما أن تتحول الرحمة إلى عذاب حتى تجلت للعيان الآثار المؤسفة للمطر على بعض المباني، ما يكشف الخلل ويكبد الاقتصاد السعودي خسائر مليونية، وفق تقديرات خبراء اقتصاديين.
وفي كل عام تفضح الأمطار في معظم مناطق السعودية ضعف البنية التحتية، وانعدام وسائل تصريف مياه الأمطار وفق إجراءات آمنة. إضافة إلى تجمع المياه في الأنفاق وتحت الجسور، ما يؤكد أن طريقة البناء للمؤسسات الحكومية (أي كلام)، وتنفيذ المشاريع بالبركة، إضافة إلى رداءة الصيانة والاستخفاف بإكمال المشاريع القائمة. ومن المواطنين من يخسر أثاث منزله، ومنهم من تتهالك مركبته أو تتلف ناهيك عن المخاطر على الأرواح.
ويرى الخبير الاقتصادي إحسان أبو حليقة أن نصيبنا من المطر في بعض المواسم لا يتجاوز (59 ملم)، أي جزء من 45 جزءا مما يهطل على بنجلادش التي هي أحد أكثر بلدان العالم تعرضا للفيضانات والأعاصير والعواصف والتسونامي والزلازل، ما يعجز أي بنية تحتية أن تستوعب حجم كميات أمطار الفيضانات، لافتا إلى أنها أنشأت منذ عقود جهازا مركزيا للتعامل مع الكوارث الطبيعية، بما في ذلك مركزا للتنبؤ بالفيضانات والتحذير منها ضمن منظومة متكاملة لإدارة الكوارث. ودعا أبو حليقة إلى أن تشمر هيئة مكافحة الفساد عن سواعدها لتوفر إجابة للمفارقة العجيبة، إذ كيف ننفق على المشاريع ملايين الريالات من الميزانية العامة لتصريف السيول والأمطار ثم تغرق شوارعنا عندما تمطر لبضعة مليمترات.
وإذا كان المواطنون يلهجون: (اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين)، فإن بعض المسؤولين يرددون أثناء الدعاء في سرّهم (اللهم حوالينا ولا علينا) إذ غدا المطر الذي هو رحمة بموجب النص القرآني عذابا لبعض مديري الإدارات الخدمية، كونه يكشف عوار أداء بعض الأجهزة، ويهدد مسؤولين بالنقل أو الإقالة في ظل ما يتخلل المشاريع من (خرخرة) مياه وانهيار أجزاء من مبانٍ، ما يجعل (اللهم على الآكام وبطون الأودية والضراب) لازمة على ألسنة مديرين عدة.
ولم يكن يتوقع مسؤول ما أن تتحول الرحمة إلى عذاب حتى تجلت للعيان الآثار المؤسفة للمطر على بعض المباني، ما يكشف الخلل ويكبد الاقتصاد السعودي خسائر مليونية، وفق تقديرات خبراء اقتصاديين.
وفي كل عام تفضح الأمطار في معظم مناطق السعودية ضعف البنية التحتية، وانعدام وسائل تصريف مياه الأمطار وفق إجراءات آمنة. إضافة إلى تجمع المياه في الأنفاق وتحت الجسور، ما يؤكد أن طريقة البناء للمؤسسات الحكومية (أي كلام)، وتنفيذ المشاريع بالبركة، إضافة إلى رداءة الصيانة والاستخفاف بإكمال المشاريع القائمة. ومن المواطنين من يخسر أثاث منزله، ومنهم من تتهالك مركبته أو تتلف ناهيك عن المخاطر على الأرواح.
ويرى الخبير الاقتصادي إحسان أبو حليقة أن نصيبنا من المطر في بعض المواسم لا يتجاوز (59 ملم)، أي جزء من 45 جزءا مما يهطل على بنجلادش التي هي أحد أكثر بلدان العالم تعرضا للفيضانات والأعاصير والعواصف والتسونامي والزلازل، ما يعجز أي بنية تحتية أن تستوعب حجم كميات أمطار الفيضانات، لافتا إلى أنها أنشأت منذ عقود جهازا مركزيا للتعامل مع الكوارث الطبيعية، بما في ذلك مركزا للتنبؤ بالفيضانات والتحذير منها ضمن منظومة متكاملة لإدارة الكوارث. ودعا أبو حليقة إلى أن تشمر هيئة مكافحة الفساد عن سواعدها لتوفر إجابة للمفارقة العجيبة، إذ كيف ننفق على المشاريع ملايين الريالات من الميزانية العامة لتصريف السيول والأمطار ثم تغرق شوارعنا عندما تمطر لبضعة مليمترات.