دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووضع حجر الأساس أمس (الثلاثاء) لـ 242 مشروعا صناعيا وتنمويا في مدينة الجبيل الصناعية تابعة للهيئة الملكية وأرامكو السعودية والقطاع الخاص، بتكلفة تبلغ أكثر من 216 مليار ريال. ولدى وصول الملك سلمان مقر الحفل في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحضاري كان في استقباله الأمراء سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وكذلك وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، وعدد من المسؤولين. وعزف السلام الملكي، ثم تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، وعدد من المسؤولين بالهيئة الملكية ورؤساء عدد من الشركات. بعد ذلك تجول الملك سلمان في معرض مصور لشركتي صدارة وساتورب واستمع إلى شرح عن أعمالهما ومنتجاتهما.
تنويع مصادر الدخل
وألقى الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان كلمة في الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة، قال فيها: «يشرفني أن أرحب بكم يا خادم الحرمين الشريفين في مدينة الجبيل الصناعية معقل الصناعة والاقتصاد، كما يشرفني أن أرفع لمقامكم الكريم جزيل الشكر وعظيم الامتنان على ما تولونه من عناية كبيرة بالمواطنين، ومتابعة لكل ما من شأنه خدمتهم وتحقيق رفاهيتهم». وأشار إلى ما أولته القيادة الحكيمة منذ أكثر من 40 عاما من ضرورة تنويع مصادر الدخل، حين اتخذت قرارا تمثل فيما عرف بالمثلث الذهبي (تكليف أرامكو بتجميع الغاز ونقله إلى الجبيل وينبع وإنشاء الهيئة الملكية وتأسيس شركة سابك)، ولأن الهيئة نموذج فريد وغير مسبوق فقد تمكنت من بناء مدينتين صناعيتين في كل من الجبيل وينبع تضاهيان كبرى المدن الصناعية في العالم، فتم إنشاء صناعة بتروكيماوية ضخمة أصبحت ذراعًا صناعيًا واقتصاديًا قويًا لبلادنا.
وأضاف: «امتدت ثقة القيادة بالهيئة الملكية لتشمل القطاع التعديني، حيث تشرفت بتكليفها في عام 1430 بإدارة وتشغيل مدينة رأس الخير التي ستدشنونها لاحقا، وبأمر سامٍ منكم يا خادم الحرمين الشريفين تم تكليفها بإدارة وتشغيل مدينة جازان الاقتصادية».
بيئة استثمارية جاذبة
وأبان أن سعي الهيئة بالتكامل مع شركائها يأتي في إطار حرصها على التميز ومواكبة المرحلة إلى التحول مما يعرف بالميز النسبية المعتمدة على العوامل الإنتاجية المتوفرة من التسهيلات والإمكانات والمواد الخام إلى الميز التنافسية التي تعتمد على المهارة والابتكار والتقنية الحديثة، مما مكن من توفير بيئة استثمارية جاذبة دفعت بالقطاع الخاص نحو المشاركة بفعالية لينجح في توطين صناعات بتروكيماوية وتعدينية وتحويلية، ويؤكد ذلك نجاح شركة (سابك) في احتلال المرتبة الرابعة عالميا في صناعة البتروكيماويات، بعد تمكنها من توطين صناعات ضخمة وجلب أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة، وتأهيلها كوادر سعودية طبقت التقنيات وطورتها، فضلا عن امتلاكها لمنظومة تقنية تنتشر داخل المملكة وخارجها، وتواجد مصانعها ومكاتبها في 50 دولة، وتسويق منتجاتها في 100 دولة.
مشاريع الـ 216 مليارا
وأردف الأمير سعود بن عبدالله قائلا: خادم الحرمين الشريفين، لقد عايشتم هذه الإنجازات عن قرب، وها أنتم تواصلون المسيرة بتفضلكم اليوم بوضع حجر الأساس وتدشين جملة من المشاريع بأرقام غير مسبوقة، حيث تفوق استثماراتها (216) مليار ريال لكل من الهيئة الملكية وشركات أرامكو وسابك وشركائهما من عمالقة الصناعة العالمية، ومرافق وشركات القطاع الخاص الأخرى. وزاد: إنكم اليوم تأذنون ببدء فصل تاريخي جديد من فصول صناعة التنمية بتفضلكم بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي للجبيل الصناعية الذي سيصبح مركزا إقليميا للجزء الشمالي من المنطقة الشرقية، وكل ذلك يؤكد متانة اقتصادنا الوطني وقدرته على تجاوز التحديات، لاسيما يا خادم الحرمين الشريفين أن أبناءكم في هذا الوطن المعطاء يقدمون التضحية والعطاء، فيد تحمي هناك ويد تبني هنا، فتحية لجنودنا البواسل ورجال أمننا المخلصين الذين يذودون عن حياض الوطن ويحمون مقدساته وأهله ومكتسباته. عقب ذلك شاهد الملك سلمان عرضا مرئيا لمشروعات الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك.
مجمع ساتورب
وألقى رئيس شركة إكسون موبيل للكيماويات نبيل تشايمن، والرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويان، كلمتين أشارا فيهما إلى أن هذا المجمع العالمي يأتي تكليلاً لمسيرة طويلة من العلاقة المميزة والتعاون المثمر مع المملكة في الكثير من المجالات، وبينا أن توتال بدأت أعمالها في المملكة العربية السعودية في عام 1974، أي منذ أكثر من 40 عاما، حققت خلالها مع شركائها الكثير من النجاحات التي عادت بالنفع على الطرفين. وأوضحا أن المشروع المشترك مع أرامكو السعودية في الجبيل مجمع ساتورب، يشمل مصفاة ومرفق بتروكيميائيات تبلغ قيمة استثماراتهما 13 بليون دولار، ويتم تشغيلهما وفقًا لأعلى معايير الأمان، ويعمل فيهما 1200 موظف، مشيرا إلى بدء مرحلة التشغيل الكامل للمجمع، الذي لا تقتصر فوائده على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل الأثر الاجتماعي والمساهمة في توطين التقنيات الحديثة في المملكة. وأعربا عن شكرهما لكل من أسهم في نجاح أعمال بناء هذا المجمع الصناعي وتشغيله الاختباري وصولاً إلى التشغيل الكامل بهذه الدرجة العالية من الموثوقية، مؤكدا أن توتال لديها الرغبة الأكيدة في مواصلة العمل الجاد والاستعداد للمستقبل الواعد مع المملكة من خلال المشاركة في تحقيق رؤية المملكة 2030. وبين أن الشركة تعزم افتتاح مرحلة ثانية من مراحل تطوير هذا الموقع لشركة ساتورب، خاصة في قطاع الصناعات البتروكيميائية، واستطلاع فرص التعاون في مشاريع مشتركة تحقق الاستفادة من أوجه التكامل مع المصانع المجاورة، كما تعتزم التعاون مع أرامكو السعودية، في تطوير العديد من الشراكات في قطاع التسويق، والبيع بالتجزئة، وزيوت التشحيم، وذلك داخل المملكة وخارجها. وقال: إن التحدي في مجال صناعتنا يتمثل في توفير طاقة نظيفة تتسم بالموثوقية واعتدال الأسعار للعالم، مشيرا إلى أن الشركة تعمل على مواجهة هذا التحدي عن طريق توسعة مجموعة أعمالنا بالدخول في مجال مصادر الطاقة المتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية، إذ إن النفط والغاز سيظلان محور أعمال توريد الطاقة العائدة لتوتال لفترة طويلة من الزمان. ولفت إلى سعي الشركة لاستكشاف الفرص الجديدة للاستثمار في جميع المجالات ذات الصلة بالطاقة في إطار شراكة فاعلة مع المملكة، تتيح البناء، والمساهمة من خلال المشروعات، وما يبديه الشباب السعوديون من حماس ومهارة، في تحقيق رؤية المملكة 2030. وشاهد خادم الحرمين الشريفين عرضا مرئيا عن مشروع شركة ساتورب التي تعد من أكبر المصافي وأكثرها تطورا على مستوى العالم، كما شاهد عرضا آخر عن مشروع شركة صدارة الذي يعد مشروعا مشتركا بين أرامكو السعودية وشركة داو للكيماويات.
.. وتحقق الحلم
وألقى رئيس شركة داو كيميكال وكبير إدارييها التنفيذيين أندرو ليفريز كلمة قال فيها: «كنا نحلم بهذا اليوم ونعمل على تحقيقه منذ نحو عقد من الزمان، وها هي رؤيتنا المشتركة تخرج إلى حيز الوجود بعد عشرات الملايين من ساعات العمل الجاد، وبعد سنوات من التخطيط الدقيق والجهود، بالتعاون مع الشخصيات القيادية في قطاعات الأعمال والحكومة والمجتمع المدني».
وأفاد بأنه أكبر مرفق من نوعه يتم بناؤه في مرحلة واحدة، ويشكل صدارة مشروع مشترك غير مسبوق من حيث حجمه ونطاق عملياته، كما أنه صرح كبير ونموذج فريد للابتكار والهندسة أقيم بأيدي مواطنين سعوديين ليسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، مشيرا إلى مشاركة أكثر من 1000 سعودي شاب في مهمات عمل تدريبية على الصعيد العالمي في المواقع العائدة لشركة داو. وأوضح أن وحدات التصنيع الـ 26 التابعة لصدارة، ستكون لها مجتمعة طاقة إنتاج تزيد على ثلاثة ملايين طن من اللدائن عالية القيمة والأداء والمنتجات الكيميائية المتخصصة سنويًا، مشيرًا إلى أنه في نهاية الشهر القادم سيصدر بالفعل أكثر من 14 ألف حاوية إلى 10 مراكز حول العالم، ومع تنامي حجم إنتاجنا، سيواصل هذا المرفق اجتذاب التقنيات والخبرات والاستثمارات، حيث يسهم في إيجاد سلاسل قيمة متنوعة بدأت بالفعل من خلال الشركات العديدة التي وقَّعت عقود استثمارات في مجالات الصناعات اللاحقة، ليساعد في إرساء بيئة تصنيعية مزدهرة، بما يتيح للمملكة العربية السعودية تحقيق أفضل عوائد من موارد الطبيعة والصناعية، وتحويلها إلى حلول يستفيد منها العالم أجمع. بعد ذلك شاهد الملك سلمان عرضا مرئيا عن مجمع بلاس كيم للصناعات الكيميائية التحويلية.
2424 مشروعا
إثر ذلك دشن الملك سلمان بن عبدالعزيز مشاريع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة أرامكو وشركة سابك والقطاع الخاص، التي يبلغ عددها 242 مشروعا، وتبلغ تكلفتها الإجمالية أكثر من 216 مليار ريال، وسلم مجسم تدشين المشاريع لطفل وطلفة وضعاها بدورهما في منصة التدشين. عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي بالجبيل الصناعية. حضر الحفل الأمراء خالد بن فهد بن خالد، مقرن بن عبدالعزيز، منصور بن سعود بن عبدالعزيز، طلال بن سعود بن عبدالعزيز، خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، فهد بن عبدالله بن مساعد، تركي بن عبدالله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، سطام بن سعود بن عبدالعزيز، الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، منصور بن مقرن بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، تركي بن فيصل بن ثنيان، محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، تركي بن فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، عبدالله بن سعود بن ثنيان، وراكان بن سلمان بن عبدالعزيز.