أشرع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، أبواب الشفافية على مصاريعها في الحوار المفتوح الذي استضافته صحيفة «عكاظ» في قاعة «سوق عكاظ» في مقرها الرئيسي أمس، وأثرى المنتدى بنقاش مفتوح بينه وبين نخب منطقة مكة المكرمة وشبابها وضيوف منتدى «عكاظ»، فكانت التساؤلات مثرية وجريئة والإجابات عميقة وصريحة. وعارض الأمير خالد الفيصل بشدة السياحة في مكة المكرمة، معتبراً أن المسلمين يأتون إلى مكة للعبادة، ويدخلون للحرم للعبادة، و«ما زلت أرى أن مدينة مكة المكرمة هي للعبادة وليست للسياحة».
وبدد الأقاويل حول وجود حساب شخصي له في «تويتر»، قائلاً:«لا أؤيد أن يكون لي موقع شخصي، يكفي أن يكون هناك موقع لمؤسسة الفكر، الشيء الوحيد الذي وافقت على كتابته باسمي هي الكراسي العلمية بالجامعات».
تساءل المستشار أحمد الحمدان عن دور «المرور» في مدينة جدة، واصفاً إياه بـ«إحدى أهم مشكلات جدة». واستغرب استمرار الزحام في جدة رغم افتتاح 28 تقاطعاً، «وفي مكة ما زال المدخل ضيقا».
رد الأمير خالد الفيصل على سؤال الحمدان قائلاً: «أوافقك الرأي المرور ما زال معضلة، غير أن جميع دول العالم تعاني من هذه المشكلة، فالمرور في لندن وباريس على سبيل المثال مزعج جدا، إضافة إلى المرور في القاهرة وبيروت، وتقريبا جميع مدن العالم تعاني من مشكلة الزحام، وارتباك المرور».
وأضاف: «نعم لا بد من علاج المشكلة، لكن علينا ألا نتوقع أن تكون هناك مدينة كبيرة تكتظ بالسكان، ويكون المرور فيها عاديا دون مشكلة، وأعتقد أن اعتماد النقل العام في مدينة جدة والرياض وتحت النظر في الطائف، سيسهل حركة المرور ويفك الزحام، وعن مدخل مكة فالطرق الإشعاعية والمواقف والمحطات على الدائري ستحل المشكلة في وقت قريب».
حملت مداخلة الإعلامية سميرة مدني سؤالاً عما تبقى من ذاكرة الأمير الشاعر من قصائد لوالده الملك فيصل (رحمه الله)، «خصوصا أن الكثيرين لا يعرفون أنه كان شاعرا عظيما كما كان ملكا عظيما»، فيما وجهت سؤالاً آخر للأمير خالد الفيصل عن تجربته الخاصة، مطالبة بسرد نصائحه ووصفته الخاصة التي ينصح بها كل من يرغب في تحقيق النجاح.
أجاب الأمير خالد الفيصل: «بالنسبة لقصائد الملك فيصل، فالمعروف عنه أنه شاعر عربي، وكان معظم شعره من مواهب الرد والسجال، واشتهر عندما وصل إلى الحجاز عندما كان نائبا لملك الحجاز. فالمساجلة والرد كانت من اختصاص جبال الحجاز، من مكة للطائف، إلا أنه كان يتميز بشعر الرد في الحجاز، وهي مدونة».
وتأسف الأمير خالد الفيصل عن اختلاف بعض مساجلات الملك فيصل المدونة، «كونها اعتمدت على الذاكرة»، معتبراً أنه لا يمكن لشاعر من الشعراء الفطاحل في ذلك الوقت أن يكون شعره مكسورا.
وكشف عن سؤاله للملك فيصل في أكثر من مرة عن قصائده، بيد أنه لم يكن يعترف حينها أنه شاعر «فاحترمت رغبته، لذا لا أذكر شعرا من شعره، فلا يمكن أن أحمل والدي شعرا، ربما لم يقله». وعن نصائحه لتحقيق النجاح، أكد الفيصل أن على الجميع «أن يؤمن بالله أولا، ما يجنبنا الكثير من الأخطاء، وسوء العمل، وسوء الظن، كما أنه أول الطريق إلى النجاح».
وأشار الكاتب الروائي عبده خال إلى إصابته بالإحباط بعدما ترك الأمير خالد إمارة منطقة مكة المكرمة وتوليه وزارة التعليم، «وحمدا الله أنكم عدتم إلى المنطقة»، ليرد الأمير قائلاً: «أبادلك الحب بالحب، وأضيف إليه الاحترام، أحب أهل مكة واعتز بوجودي بينهم، والتفاؤل من عاداتي منذ خلقت، ولا أستسلم للإحباط كونه أول الهزيمة، والتفاؤل أول النصر؛ فلذلك علينا جميعا أن نكون متفائلين».
وأضاف: «بالفعل هناك ممن يحبط أثناء حديثه، لكنهم قلة، سواء في الصحافة أو غيرها. فالبعض يقلل من عادات وتقاليد الآباء والأجداد، لدرجة استهزاء البعض بالمتدينين، وهذه ليست من أخلاق المسلمين، فالتقدم والرقي والحضارة لا يمكن تحقيقها بالسخرية، أو أن نبخس حقوق آبائنا وأجدادنا، ولا بإنكار الإنجازات السابقة، ولولا إنجازات الأجداد ما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن. واستغرب حين أسمع حاملا للدكتوراه، ينتقد الإنجازات، وهو لا يعلم أنه ينتقد نفسه، لأنه ضمن هذا المنجز». وتابع «إذا رغبتم في محاسبة أسلافكم، ففكروا كيف كنتم قبل 50 عاما، مقارنة بغيركم ممن حولكم، وكيف أصبحتم اليوم، وكيف أصبحوا اليوم. قارنوا أنفسكم بما كان قبلكم، لم يكن في مدرستي سوى مدرسين سعوديين قلة، الآن ولله الحمد، نبتعث مدرسين إلى البلدان التي استعنا بها من قبل، وأبناؤنا وبناتنا يحصدون الميداليات الذهبية في العلوم والطب والرياضيات في أوروبا وأمريكا ما يعد إنجازا كبيرا».
وأكد تغير نظرة العالم إلى السعودية، «من الرعي والبداوة إلى ملتقى لاستشفاء المرضى حول العالم للاستشفاء في مستشفياتكم، والالتحاق في جامعاتكم، ما زال طموحنا أكبر، وسنصل إلى ما نصبو إليه إن شاء الله». وطالب الإعلام الوطني أن يواجه الإعلام العالمي، «الذي يصر على التشكيك في ديننا وعروبتنا، لنثبت لهم أننا أمة ذات حضارة وهوية ودين، وعلينا جميعا أن نحذر ذلك ونحذر منه».
وتساءلت رانيا سلامة عن مشاريع مواجهة الأمطار والسيول، وهل هناك بنية تحتية بالمنطقة لسحب هذه الكميات من الأمطار درءا للسيول، فأجاب الأمير: «مشروع تصريف السيول تبنته إمارة منطقة مكة المكرمة، وكلفت شركة أرامكو بالإشراف على التنفيذ من الناحية التقنية والإدارية، وقد نفذ هذا المشروع للحيلولة دون مرور السيول إلى مدينة جدة، أما في مناطق «جدة القديمة» فما زال هناك بعض الشوارع التي تجري عبرها السيول من الداخل. وتعد السيول التي حدثت العام الماضي أكثر أربعة أضعاف من السيول التي أغرقتها من قبل، إلا أن مشروع تصريف السيول منع وصول السيول إلى جدة. ولم تصل الأمطار في مناطق التصريف إلى نصف الكمية التي يمكن استيعابها. كما أن تصريف السيول قد سلم لأمانة جدة، وذلك بعد إنجاز المشروع على أكمل وجه، وتم اعتماد مشروع لتصريف الأمطار داخل مدينة جدة».
تساءلت عضو نادي مكة الأدبي ثريا بلة عن تقييم الأمير خالد الفيصل لخدمة الحكومة الإلكترونية التي أطلقتها الإمارة ودشنت 14 موقعا لها في المحافظات، كما سألت الأمير عن رأيه في المطالبة بإنشاء مطار في جنوب مكة المكرمة.
أكد الأمير خالد الفيصل أن مواقع الخدمة الحكومية الإلكترونية أطلقت لتخفيف العبء عن المواطن، «حتى لا يتكبد عناء الوصول إلى مبنى الإمارة، وعن طريق هذه المواقع يمكن ارسال أي شكوى أو ملاحظة أو اقتراح، وسيتم الرد فوريا أو الاتصال لإبلاغ المواطن بما تم في معاملته، إضافة إلى تشكيل مواقع الحكومة الإلكترونية في السعودية». وعن المطالبة بإنشاء مطار في مكة المكرمة، قال الفيصل: «علينا ألا ننسى أن جدة من منطقة مكة المكرمة، وقد اختيرت لتكون مركزا وميناء لمدينة مكة المكرمة، فمنذ عهد عثمان بن عفان، أصبحت جدة ميناء بحريا لمكة، وحين بني مطار لجدة، وضع في الاعتبار أن يكون ميناء جويا لمدينة مكة، وبناء مطار لمكة، لن يكون في منطقة أقرب من 75 كلم عن مكة المكرمة».
راهن خالد الفيصل على النقل العام، واصفاً إياه بـ«الحل للمواصلات».
وآكد عدم جدوى انشاء تقاطعات أو طرق جديدة، «لن تحل مشكلة المواصلات بشكل عام، ومواصلات المرأة بشكل خاص».
وعميد كلية الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بانخر، وجه سؤالا عن المبادرات لدعم الإعلام الوطني، وهل هناك توجه لتكوين كيان مهني للاحتفاظ بالمهنيين السعوديين، وصناعة الإعلام، وإلحاق عدد من الشباب لدعم هذا التوجه؟
رد الأمير: لا يمكن تغيير مسار الحياة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية، سوى من خلال الاستفادة من الأحداث وتطويعها لمبادئك وعاداتك وتقاليدك.. فلم تعد مشكلة الإعلام الورقي على مستوى المملكة فحسب، فهناك صحف عالمية انتقلت من الطباعة الورقية إلى الرقمية، وأتوقع أن يأتي شيء آخر بعد الإنترنت، ما يؤدي إلى تقادم الإنترنت، والدليل على ذلك، الجوالات، تتغير طرازاتها بين الحين والآخر، غير أن علينا التكيف مع الأحداث لننخرط فيها ونستفيد منها.
نائب الرئيس بجامعة الملك عبدالله الدكتور سليمان الثنيان وجه سؤالا عن خطة الجهات الرسمية ضد الحملات المغرضة التي تواجه المملكة سياسيا ودينيا، فأجاب الأمير قائلا: «فيما يخص الحملات المغرضة، علينا أن نقف جميعا في وجه هذه الحملات، ما يستوجب علينا أن نرفع شعارنا الخاص «كيف نكون قدوة»، وعلينا في المملكة أن نكون قدوة بالمفهوم الصحيح للإسلام، فلو استطعنا أن ننقل المفهوم الحقيقي للإسلام لواجهنا تلك الحملات التي تصر على الفهم الخاطئ للدين الإسلامي الذي رسخه بعض المسلمين وأساء للإسلام بشكل عام، ما روج لمصطلح «المسلم الإرهابي»، رغم أن أكبر إرهاب في العالم يمارس ضد الفلسطينيين». وفي مداخلة، وجه الكاتب سامي جميل سؤالا حول زيارته إلى لبنان أخيرا، وهل سيعود لبنان إلى الحاضنة العربية؟ فأجاب الأمير: «حملت رسالتين من خادم الحرمين الشريفين إلى فخامة رئيس لبنان الجديد، الأولى تهنئة من خادم الحرمين إلى فخامته بانتخابه رئيسا، والثانية دعوة من خادم الحرمين لفخامته لزيارة المملكة، ووجدت تجاوبا سريعا من الرئيس اللبناني بشكل أسرع مما توقعت، إذ صرح قائلا: أنوي أن تكون أولى زياراتي للمملكة العربية السعودية، بصحبة عدد كبير من الوزراء».
وفي مداخلة للمستشار الاجتماعي حسان صادق طيب، تساءل: كيف تقيمون تجربة تصحيح أوضاع البرماويين؟ وما نسبة رضاكم عن مشروع الحج دون تصريح؟ وهل هناك خطط لتطوير النقل البحري، ليصبح أحد روافد الاقتصاد الوطني؟
فأجاب الأمير: تجربة تصحيح أوضاع البرماويين نجحت، كونهم يعيشون في مجتمعنا منذ سنوات طويلة، غير أنهم لا يحملون جنسيتها، وهو المشروع الأول من نوعه، إذ أرسلت الأمم المتحدة مندوبين لبحث نجاح هذه التجربة، إذ إن معالجتها كانت سخية وكريمة من جانب الدولة، بتصحيح أوضاعهم ومنحهم الإقامة النظامية، إضافة إلى إيجاد أعمال لهم، والسماح لأبنائهم بالالتحاق في المدارس الحكومية، ومعالجتهم في المستشفيات، وإعفائهم من رسوم الإقامة لمدة سنتين، كما تحملت دراستهم في المدارس والجامعات وإسكانهم. أما حول عدم السماح بالحج دون تصريح، فقال: إن ذلك واجه صعوبات عديدة ومحاولات لإفشاله، ولكن -ولله الحمد- نجح حج الموسم الماضي، ويرجع ذلك إلى قناعة المسؤولين عن تنظيم الحج بهذا الشعار، إذ تبنى الجميع هذا التوجه وتم تنفيذه بحزم. وعن النقل البحري، أكد أن هناك عددا كبيرا من مشاريع النقل البحري للوصول إلى جميع بلدان العالم.
وبدد الأقاويل حول وجود حساب شخصي له في «تويتر»، قائلاً:«لا أؤيد أن يكون لي موقع شخصي، يكفي أن يكون هناك موقع لمؤسسة الفكر، الشيء الوحيد الذي وافقت على كتابته باسمي هي الكراسي العلمية بالجامعات».
الزحام مشكلة عالمية
تساءل المستشار أحمد الحمدان عن دور «المرور» في مدينة جدة، واصفاً إياه بـ«إحدى أهم مشكلات جدة». واستغرب استمرار الزحام في جدة رغم افتتاح 28 تقاطعاً، «وفي مكة ما زال المدخل ضيقا».
رد الأمير خالد الفيصل على سؤال الحمدان قائلاً: «أوافقك الرأي المرور ما زال معضلة، غير أن جميع دول العالم تعاني من هذه المشكلة، فالمرور في لندن وباريس على سبيل المثال مزعج جدا، إضافة إلى المرور في القاهرة وبيروت، وتقريبا جميع مدن العالم تعاني من مشكلة الزحام، وارتباك المرور».
وأضاف: «نعم لا بد من علاج المشكلة، لكن علينا ألا نتوقع أن تكون هناك مدينة كبيرة تكتظ بالسكان، ويكون المرور فيها عاديا دون مشكلة، وأعتقد أن اعتماد النقل العام في مدينة جدة والرياض وتحت النظر في الطائف، سيسهل حركة المرور ويفك الزحام، وعن مدخل مكة فالطرق الإشعاعية والمواقف والمحطات على الدائري ستحل المشكلة في وقت قريب».
الملك فيصل شاعر
حملت مداخلة الإعلامية سميرة مدني سؤالاً عما تبقى من ذاكرة الأمير الشاعر من قصائد لوالده الملك فيصل (رحمه الله)، «خصوصا أن الكثيرين لا يعرفون أنه كان شاعرا عظيما كما كان ملكا عظيما»، فيما وجهت سؤالاً آخر للأمير خالد الفيصل عن تجربته الخاصة، مطالبة بسرد نصائحه ووصفته الخاصة التي ينصح بها كل من يرغب في تحقيق النجاح.
أجاب الأمير خالد الفيصل: «بالنسبة لقصائد الملك فيصل، فالمعروف عنه أنه شاعر عربي، وكان معظم شعره من مواهب الرد والسجال، واشتهر عندما وصل إلى الحجاز عندما كان نائبا لملك الحجاز. فالمساجلة والرد كانت من اختصاص جبال الحجاز، من مكة للطائف، إلا أنه كان يتميز بشعر الرد في الحجاز، وهي مدونة».
وتأسف الأمير خالد الفيصل عن اختلاف بعض مساجلات الملك فيصل المدونة، «كونها اعتمدت على الذاكرة»، معتبراً أنه لا يمكن لشاعر من الشعراء الفطاحل في ذلك الوقت أن يكون شعره مكسورا.
وكشف عن سؤاله للملك فيصل في أكثر من مرة عن قصائده، بيد أنه لم يكن يعترف حينها أنه شاعر «فاحترمت رغبته، لذا لا أذكر شعرا من شعره، فلا يمكن أن أحمل والدي شعرا، ربما لم يقله». وعن نصائحه لتحقيق النجاح، أكد الفيصل أن على الجميع «أن يؤمن بالله أولا، ما يجنبنا الكثير من الأخطاء، وسوء العمل، وسوء الظن، كما أنه أول الطريق إلى النجاح».
فكروا كيف كنتم
وأشار الكاتب الروائي عبده خال إلى إصابته بالإحباط بعدما ترك الأمير خالد إمارة منطقة مكة المكرمة وتوليه وزارة التعليم، «وحمدا الله أنكم عدتم إلى المنطقة»، ليرد الأمير قائلاً: «أبادلك الحب بالحب، وأضيف إليه الاحترام، أحب أهل مكة واعتز بوجودي بينهم، والتفاؤل من عاداتي منذ خلقت، ولا أستسلم للإحباط كونه أول الهزيمة، والتفاؤل أول النصر؛ فلذلك علينا جميعا أن نكون متفائلين».
وأضاف: «بالفعل هناك ممن يحبط أثناء حديثه، لكنهم قلة، سواء في الصحافة أو غيرها. فالبعض يقلل من عادات وتقاليد الآباء والأجداد، لدرجة استهزاء البعض بالمتدينين، وهذه ليست من أخلاق المسلمين، فالتقدم والرقي والحضارة لا يمكن تحقيقها بالسخرية، أو أن نبخس حقوق آبائنا وأجدادنا، ولا بإنكار الإنجازات السابقة، ولولا إنجازات الأجداد ما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن. واستغرب حين أسمع حاملا للدكتوراه، ينتقد الإنجازات، وهو لا يعلم أنه ينتقد نفسه، لأنه ضمن هذا المنجز». وتابع «إذا رغبتم في محاسبة أسلافكم، ففكروا كيف كنتم قبل 50 عاما، مقارنة بغيركم ممن حولكم، وكيف أصبحتم اليوم، وكيف أصبحوا اليوم. قارنوا أنفسكم بما كان قبلكم، لم يكن في مدرستي سوى مدرسين سعوديين قلة، الآن ولله الحمد، نبتعث مدرسين إلى البلدان التي استعنا بها من قبل، وأبناؤنا وبناتنا يحصدون الميداليات الذهبية في العلوم والطب والرياضيات في أوروبا وأمريكا ما يعد إنجازا كبيرا».
وأكد تغير نظرة العالم إلى السعودية، «من الرعي والبداوة إلى ملتقى لاستشفاء المرضى حول العالم للاستشفاء في مستشفياتكم، والالتحاق في جامعاتكم، ما زال طموحنا أكبر، وسنصل إلى ما نصبو إليه إن شاء الله». وطالب الإعلام الوطني أن يواجه الإعلام العالمي، «الذي يصر على التشكيك في ديننا وعروبتنا، لنثبت لهم أننا أمة ذات حضارة وهوية ودين، وعلينا جميعا أن نحذر ذلك ونحذر منه».
مواجهة الأمطار
وتساءلت رانيا سلامة عن مشاريع مواجهة الأمطار والسيول، وهل هناك بنية تحتية بالمنطقة لسحب هذه الكميات من الأمطار درءا للسيول، فأجاب الأمير: «مشروع تصريف السيول تبنته إمارة منطقة مكة المكرمة، وكلفت شركة أرامكو بالإشراف على التنفيذ من الناحية التقنية والإدارية، وقد نفذ هذا المشروع للحيلولة دون مرور السيول إلى مدينة جدة، أما في مناطق «جدة القديمة» فما زال هناك بعض الشوارع التي تجري عبرها السيول من الداخل. وتعد السيول التي حدثت العام الماضي أكثر أربعة أضعاف من السيول التي أغرقتها من قبل، إلا أن مشروع تصريف السيول منع وصول السيول إلى جدة. ولم تصل الأمطار في مناطق التصريف إلى نصف الكمية التي يمكن استيعابها. كما أن تصريف السيول قد سلم لأمانة جدة، وذلك بعد إنجاز المشروع على أكمل وجه، وتم اعتماد مشروع لتصريف الأمطار داخل مدينة جدة».
مطالب بمطار مكة
تساءلت عضو نادي مكة الأدبي ثريا بلة عن تقييم الأمير خالد الفيصل لخدمة الحكومة الإلكترونية التي أطلقتها الإمارة ودشنت 14 موقعا لها في المحافظات، كما سألت الأمير عن رأيه في المطالبة بإنشاء مطار في جنوب مكة المكرمة.
أكد الأمير خالد الفيصل أن مواقع الخدمة الحكومية الإلكترونية أطلقت لتخفيف العبء عن المواطن، «حتى لا يتكبد عناء الوصول إلى مبنى الإمارة، وعن طريق هذه المواقع يمكن ارسال أي شكوى أو ملاحظة أو اقتراح، وسيتم الرد فوريا أو الاتصال لإبلاغ المواطن بما تم في معاملته، إضافة إلى تشكيل مواقع الحكومة الإلكترونية في السعودية». وعن المطالبة بإنشاء مطار في مكة المكرمة، قال الفيصل: «علينا ألا ننسى أن جدة من منطقة مكة المكرمة، وقد اختيرت لتكون مركزا وميناء لمدينة مكة المكرمة، فمنذ عهد عثمان بن عفان، أصبحت جدة ميناء بحريا لمكة، وحين بني مطار لجدة، وضع في الاعتبار أن يكون ميناء جويا لمدينة مكة، وبناء مطار لمكة، لن يكون في منطقة أقرب من 75 كلم عن مكة المكرمة».
النقل العام هو الحل
راهن خالد الفيصل على النقل العام، واصفاً إياه بـ«الحل للمواصلات».
وآكد عدم جدوى انشاء تقاطعات أو طرق جديدة، «لن تحل مشكلة المواصلات بشكل عام، ومواصلات المرأة بشكل خاص».
وعميد كلية الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بانخر، وجه سؤالا عن المبادرات لدعم الإعلام الوطني، وهل هناك توجه لتكوين كيان مهني للاحتفاظ بالمهنيين السعوديين، وصناعة الإعلام، وإلحاق عدد من الشباب لدعم هذا التوجه؟
رد الأمير: لا يمكن تغيير مسار الحياة، سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية، سوى من خلال الاستفادة من الأحداث وتطويعها لمبادئك وعاداتك وتقاليدك.. فلم تعد مشكلة الإعلام الورقي على مستوى المملكة فحسب، فهناك صحف عالمية انتقلت من الطباعة الورقية إلى الرقمية، وأتوقع أن يأتي شيء آخر بعد الإنترنت، ما يؤدي إلى تقادم الإنترنت، والدليل على ذلك، الجوالات، تتغير طرازاتها بين الحين والآخر، غير أن علينا التكيف مع الأحداث لننخرط فيها ونستفيد منها.
مجابهة الحملات المغرضة
نائب الرئيس بجامعة الملك عبدالله الدكتور سليمان الثنيان وجه سؤالا عن خطة الجهات الرسمية ضد الحملات المغرضة التي تواجه المملكة سياسيا ودينيا، فأجاب الأمير قائلا: «فيما يخص الحملات المغرضة، علينا أن نقف جميعا في وجه هذه الحملات، ما يستوجب علينا أن نرفع شعارنا الخاص «كيف نكون قدوة»، وعلينا في المملكة أن نكون قدوة بالمفهوم الصحيح للإسلام، فلو استطعنا أن ننقل المفهوم الحقيقي للإسلام لواجهنا تلك الحملات التي تصر على الفهم الخاطئ للدين الإسلامي الذي رسخه بعض المسلمين وأساء للإسلام بشكل عام، ما روج لمصطلح «المسلم الإرهابي»، رغم أن أكبر إرهاب في العالم يمارس ضد الفلسطينيين». وفي مداخلة، وجه الكاتب سامي جميل سؤالا حول زيارته إلى لبنان أخيرا، وهل سيعود لبنان إلى الحاضنة العربية؟ فأجاب الأمير: «حملت رسالتين من خادم الحرمين الشريفين إلى فخامة رئيس لبنان الجديد، الأولى تهنئة من خادم الحرمين إلى فخامته بانتخابه رئيسا، والثانية دعوة من خادم الحرمين لفخامته لزيارة المملكة، ووجدت تجاوبا سريعا من الرئيس اللبناني بشكل أسرع مما توقعت، إذ صرح قائلا: أنوي أن تكون أولى زياراتي للمملكة العربية السعودية، بصحبة عدد كبير من الوزراء».
أمير مكة: صححنا «أوضاع البرماويين».. ولا حج بلا تصريح
وفي مداخلة للمستشار الاجتماعي حسان صادق طيب، تساءل: كيف تقيمون تجربة تصحيح أوضاع البرماويين؟ وما نسبة رضاكم عن مشروع الحج دون تصريح؟ وهل هناك خطط لتطوير النقل البحري، ليصبح أحد روافد الاقتصاد الوطني؟
فأجاب الأمير: تجربة تصحيح أوضاع البرماويين نجحت، كونهم يعيشون في مجتمعنا منذ سنوات طويلة، غير أنهم لا يحملون جنسيتها، وهو المشروع الأول من نوعه، إذ أرسلت الأمم المتحدة مندوبين لبحث نجاح هذه التجربة، إذ إن معالجتها كانت سخية وكريمة من جانب الدولة، بتصحيح أوضاعهم ومنحهم الإقامة النظامية، إضافة إلى إيجاد أعمال لهم، والسماح لأبنائهم بالالتحاق في المدارس الحكومية، ومعالجتهم في المستشفيات، وإعفائهم من رسوم الإقامة لمدة سنتين، كما تحملت دراستهم في المدارس والجامعات وإسكانهم. أما حول عدم السماح بالحج دون تصريح، فقال: إن ذلك واجه صعوبات عديدة ومحاولات لإفشاله، ولكن -ولله الحمد- نجح حج الموسم الماضي، ويرجع ذلك إلى قناعة المسؤولين عن تنظيم الحج بهذا الشعار، إذ تبنى الجميع هذا التوجه وتم تنفيذه بحزم. وعن النقل البحري، أكد أن هناك عددا كبيرا من مشاريع النقل البحري للوصول إلى جميع بلدان العالم.