السريحي أثناء تقديمها دورة تدريبية في أكاديمية دله للعمل التطوعي.
السريحي أثناء تقديمها دورة تدريبية في أكاديمية دله للعمل التطوعي.
-A +A
شذى الحسيكي (جدة)
«لا تقل إني معاق مد لي كف الأخوة.. ستراني في السباق أعبر الشوط بقوة» دائماً ما تردد رغد السريحي بيت الوزير الشاعر غازي القصيبي، لتستلهم منه الطريق نحو الحياة الفاعلة، حتى باتت مدربة تقدم دروات تدريبية في المراكز بلا ثمن.

فمن حادثة مرورية أفقدتها القدرة على المشي، زادت طموحات السريحي في التأثير والخدمة العامة عبر بوابة «التطوع». وتقول عن تجربتها في حديثها إلى «عكاظ» إنها بدأت في حضور الدورات التدريبية قبل الحادثة التي أضافت لها رصيداً من القوة والرغبة في التغيير. وتضيف: «بعد الحادثة لم يتغير الأمر، إلا أنني أصبحت أفكر كيف أكون شخصاً فقد القدرة على المشي وتعايش مع الأمر وأكون مصدر إلهام لمن مرّوا بنفس التجربة لنري المجتمع قدرتنا على التغيير دون أن نتحرك خطوة واحدة بأقدامنا، لذلك تعلمت وجابهت كل الصعاب إلى أن حققت مسعاي». وترى السريحي أن الفرق بينها وبين الآخرين يكمن في القدرة على المشي مقابل جلوسها على الكرسي المتحرك، مشيرة إلى أنها اعتمدت على مبدأ «قد أكون أفضل عقلاً وتفكيراً، فلا إعاقة مع الإرادة». السريحي أنموذج ملهم لعدد من الفتيات اللواتي التقت بهن في دورات تدريبية في تخطي الأزمات والثقة بالنفس. وتحرص السريحي على أن تكون دوراتها مجانية، بيد أنها تشتكي من تعنت بعض مراكز التدريب «المشكلة تكمن في مطالبة المتدربات بمبالغ مالية تكون باهظة أحياناً، ولا توفر دورات تدريبية مجانية للمتدربات، وبهذه الطريقة ستكون الاستفادة محصورة لمن يدفع فقط».


وتستدرك السريحي قائلة: «لا يمكن أن ننكر وجود أماكن تدريبية تقدم دورات مجانية، لكنها قليلة مقارنةً بالأخرى».

من على كرسي متحرك تستمر السريحي في تقديم دوراتها التدريبية التي شكلت مصدر إلهام لفتيات، وباتت إعاقتها الناتجة من حادثة مرورية مأساوية مصدر قوة في التأثير، بعد أن رفضت الاستسلام لـ«الضربات القوية»، وسخرتها لصالح مساعدة الآخرين.