-A +A
الرأي السياسي
انفض مجلس الأمن من اجتماعه ومازالت أمطار القذائف على مدينة حلب، دعت ست دول غربية كبرى لوقف فوري لإطلاق النار، ومازالت الإبادة مستمرة، وبين كل هذا الضجيج الدبلوماسي، يلتقي وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف على أمل أن تعيش حلب يوما دون قتل أو تهجير أو ضجيج الطائرات.

ما يبعث على الصدمة، هو صمت العالم الغربي المتحضر، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة أمام أسوأ مجازر القرن الـ21، ليبقى المدنيون في حلب تحت أمطار من القنابل والصواريخ، فيما تمتلئ الشوارع بالجثث.


هذه المأساة المستمرة في سورية منذ خمس سنوات والتي تجلت في أبشع صورها في حلب، قوبلت بصمت عالمي مرعب وعجز قل نظيره في تاريخ الصراعات الدولية.. هذا الصمت بات وصمة عار على أبواب مجلس الأمن وعلى جبين الإنسانية التي مازالت تكتفي بمراقبة حمامات الدم.

يظن بشار الأسد بعد حمامات الدم على مدار خمس سنوات من القتل والتشريد والتدمير الممنهج للشعب السوري أنه يمكن العودة من جديد إلى الوراء، والتخلص من ثورة الشعب السوري.. ولا يعلم أن الثورة السورية ليست حكما للجغرافيا بل حكم الشعب.. الموت يلاحق السوريين حتى تحت الأنقاض فإلى متى هذا العار الذي سقطت أمامه الإنسانية.