1182114053بدل العلاج
1182114053بدل العلاج
-A +A
أحمد العرياني (واشنطن)، أروى خشيفاتي (جدة)
فيما أثارت خطوة إيقاف «بدل العلاج» النقدي على المبتعثين ردود أفعال متباينة، كشفت مصادر في وزارة التعليم لـ«عكاظ» أن الملحقية الثقافية في واشنطن رفعت خطابا للوزارة يتضمن طلبا بتأجيل تطبيق القرار والتريث فيه، ومساواة المبتعثين في أمريكا ببقية المبتعثين في دول العالم التي يحصل فيها المبتعث على بدل علاج. وأكدت المصادر في حديثها إلى «عكاظ» دراسة الشؤون المالية في الوزارة طلب الملحقية وتم رفعه إلى الوزير لإصدار القرار بالتأجيل. وعزت المصادر عدم إشعار الملحقية الطلاب بقرار الإيقاف على غرار الملحقيات الأخرى، لانتظارها رد الوزير فيما يتعلق بطلب التأجيل. ويبدو أن خبر إيقاف «بدل العلاج» على المبتعثين والذي انفردت به «عكاظ» أمس الأول أثار ردود أفعال متباينة، فيما يرى البعض أن «الحسم» من المكافأة الشهرية غير موفق، نظرا لارتفاع المعيشة في دول الابتعاث، ويتفهم آخرون القرار كون أن التأمين الطبي للمبتعث يجعل من استمرار «بدل العلاج» غير منطقي. الآراء المتباينة والمنقسمة في أوساط المبتعثين تتوزع بين انتقاد استمرارية البدل مع وجود التأمين الطبي، وبين الأضرار الذي سيخلفها القرار الجديد على الالتزامات المالية في دول الابتعاث التي يشتكي المبتعثون منذ زمن من عدم تغطية المصاريف الحياتية اليومية كون «المكافأة قليلة».

واعتبرت مشاعل الغامدي (إحدى المبتعثات في كندا) في حديثها إلى «عكاظ» ارتفاع تكاليف المعيشة في كندا «مرهقا للطلاب نفسيا وماديا»، مشيرة إلى أنه من المفترض عدم خصم «بدل العلاج» من المكافأة الشهرية.


وأوضحت الغامدي أن رسالة وصلتها من الملحقية الثقافية السعودية في كندا على بريدها الإلكتروني تفيد بأنه سوف يتم إيقاف صرف بدل العلاج النقدي من المخصص الشهري للمبتعثين حسب التعميم الذي ورد من وزارة التعليم والمعمم إلى كافة الملحقيات الثقافية بخصوص إيقاف صرف بدل العلاج للمبتعثين ومرافقيهم في الدول التي لديها تأمين طبي، اعتبارا من مخصص ربيع الأول 1438هـ.

فيما أكد المبتعث في الولايات المتحدة الأمريكية سهيل البكري لـ«عكاظ» عدم وصول أي رسالة من الملحقية الثقافية في واشنطن حول إيقاف بدل العلاج. وبين أن حسم هذا المبلغ من المكافأة الشهرية للمبتعث سوف يزيد من الأعباء المادية على الدارسين، «خصوصا أن المخصصات تعتبر ضعيفة وغير كافية مقارنة بغلاء دول الابتعاث».

البدل مكمل للتأمين

ويرى المبتعث في كندا عبدالعزيز العمري في حديثه إلى «عكاظ» فكرة خصم بدل العلاج من المخصص الشهري للمبتعث «غير صائبة»، مؤكدا عدم تغطية التأمين الطبي لجميع التكاليف العلاجية، والأدوية والعمليات الجراحية، «ويعتبر البدل مكملا للتأمين الطبي، إضافة إلى تكاليف المعيشة في الخارج تعتبر باهضة ومرهقة للدارسين، وبالتالي فإن بدل العلاج يساهم ولو بشكل بسيط في سد حاجة المبتعثين».

فيما تقف أكدت المبتعثة في كندا أمجاد انرقيري في صف منتقدي القرار وتقول في حديثها إلى «عكاظ» إن الدارسين في الخارج قد رتبوا ميزانياتهم على وجود هذا المبلغ، وخصمه سوف يخل بميزانيتهم بشكل كبير، مضيفة: «هذا ما يجعل المبتعث متمسكا ببدل العلاج مع ارتفاع الضرائب، المعيشة، والإيجارات، إضافة إلى ارتفاع اسعار الكتب».

أسعار الكتب مرتفعة

وتعرج المبتعثة في كندا أمار الغامدي في حديثها إلى «عكاظ» على عدم تغطية التأمين الطبي كافة الجوانب، «بالتالي فأنا ضد خصم مبلغ بدل العلاج من المخصص الشهري للمبتعثين، وهنالك أسباب أخرى لرفضي خصم بدل العلاج منها ارتفاع أسعار الإيجار، والضرائب، وغلاء المعيشة، عدم كفاية المبلغ الذي تخصصه الدولة لشراء الكتب، إذ إن أسعار الكتب تعتبر مرتفعة، خصوصا لدى بعض التخصصات العلمية مثل الفيزياء الطبية».

في المقابل، يرى أحد المبتعثين في بريطانيا عماد الرفاعي في حديثه إلى «عكاظ» أنه من الطبيعي إيقاف بدل العلاج في حال وجود تأمين طبي، مشيرا إلى أن التأمين الطبي المقدم من قبل الدولة للمبتعثين ومرافقيهم يغطي العلاج داخل دولة الابتعاث، وداخل المملكة العربية السعودية في حال العودة لأرض الوطن وقت الإجازات والأعياد.

مبتعثون: قرار «التعليم» صادم.. الحل في تحسين «باقة التأمين»

اعتبر طلاب مبتعثون إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة قرار إيقاف بدل العلاج لهم ومرافقيهم الذي أصدرته وزارة التعليم أخيرا.. صادما وصاعقا، وأنه يؤثر سلبا على التزاماتهم في بلد الابتعاث، مشيرين إلى أن القرار صدر قبل سنوات لمعطيات معينة في وقتها، وتغيرت الآن بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والحياة في بلدان الابتعاث. كما أن التأمين الصحي في بعض الدول لم يعد شاملا ولا يقدم خدمات طبية وصحية للمبتعثين بالصورة المطلوبة.

وأوضح محمد السلمي المبتعث لدراسة الدكتوراه من الهيئة الملكية لـ«عكاظ» أنه اختار الغربة عن وطنه وأهله ولا دخل شهريا له غير مكافأة الابتعاث، وأي خلل في ذلك سيؤثر سلبا على استقراره وكافة المبعثين، علما بأن بدل العلاج يستهلك 5% من مكافأته، ويضطر في غالب الأحوال إلى شراء الأدوية والمستلزمات الطبية على حسابه الخاص، خصوصا ما يتعلق بأمراض الأسنان والعلاج الطبيعي والأمراض غير المغطاة تأمينيا. وأضاف السلمي أن إيقاف بدل العلاج على المبتعث يؤثر سلبا عليه وزملائه، إذ إن المكافأة تغطي بالكاد الالتزامات الشهرية المتزايدة للمبتعث ومرافقيه، فضلا أن تأمين الجامعات للصحة لا تغطي الإعاقات والطوارئ، كما لا تغطي شبكات التأمين مستشفيات قريبة، فضلا عن أن بعضها تتحاشى الخدمة السريعة. وطالب السلمي من وزارة التعليم بتحسين باقة التأمين طالما ألغت بدل العلاج.

وعلى السياق ذاته، أكد أحمد المنتشري المبتعث لدراسة الدكتوراه في بريطانيا أن إلغاء بدل العلاج ستكون له آثار سلبية على الطلاب في ظل وجود تعقيدات لشركات التأمين الحالية، «اعتقدنا الأمر شائعة في بادئ الأمر حتى تأكدنا أن القرار صحيح». ويضيف المنتشري أنه أمضى نحو سبعة أشهر بحثا عن تغطية لعلاج الأسنان لزوجته، مدعما ذلك بالتقارير الطبية وانتهى الأمر به إلى لا شيء. وتساءل: كيف لطالب أو طالبة التركيز في مهمته الدراسية في ضوء هذا القرار الصادم، وكيف لهم أن يطالبوا بالتسجيل ضمن مراكز الخدمات الصحية في بلد الابتعاث والتي لا تشمل خدماتها الكشف ودفع تكاليف العلاج. أما تركي الحريري المبتعث لدراسة الدكتوراه في جامعة فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية قال إن لا وجود لأطباء للتأمين في مدينته، الأمر الذي يضعه وبقية زملائه أمام محك سداد قيمة العلاج من جيوبهم. كما أن التأمين الحالي لا يغطي جميع الخدمات الطبية ما يضطر الطلاب للاستدانة أو دفع مبالغ أكثر من المكافآت المحددة لهم، فضلا عن دخولهم في إشكالات قانونية مع العيادات والمستشفيات.

يذكر أن وزارة التعليم أصدرت تعليمات إلى الملحقيات الثقافية أخطرتها بتوجيهات وزارة المالية، بناء على قرار صدر قبل 10 أعوام، بإيقاف بدل العلاج النقدي للمبتعثين، وانتشر الخبر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، مدعوما بصورة خطاب يحمل توقيع مدير عام الشؤون الإدارية والمالية في وزارة التعليم تضمن تعميما إلى جميع الملحقيات الثقافية بخصوص إيقاف صرف بدل العلاج النقدي للمبتعثين في الدول التي ضمت لبرنامج التأمين الصحي والاستمرار في صرف البدل في الدول التي لا يتوفر بها خدمة التأمين الصحي ولم يتم توقيع اتفاقات مع مستشفيات بتلك الدول، على أن يبدأ العمل بموجبه اعتبارا من المخصصات الشهرية لشهر صفر ١٤٣٨هـ.

وعلمت «عكاظ» أن الملحقيات الثقافية المعنية بالقرار بدأت في تنفيذه اعتبارا من مخصصات ربيع الأول، وحددت الوزارة مخصص بدل العلاج الذي سوف يتم إيقافه للمبتعث الأعزب ١١١ دولارا، وللمبتعث المتزوج ٢٢٢ دولارا، و٥٠ دولارا، عن كل طفل مرافق مع المبتعث.