أحد أصدقاء التوأم محمد وأحمد الفضل لدى وصول جثمانيهما أمس. (تصوير عبدالسلام السلمي)
أحد أصدقاء التوأم محمد وأحمد الفضل لدى وصول جثمانيهما أمس. (تصوير عبدالسلام السلمي)
قبرا التوأم محمد وأحمد الفضل. (تصوير: ناصر محسن)
قبرا التوأم محمد وأحمد الفضل. (تصوير: ناصر محسن)
-A +A
إبراهيم علوي (جدة)
«اغتال الإرهاب أفراح وأحلام صديقيَّ محمد وأحمد».. كلمات بدأ فيها صديق التوأم محمد وأحمد الفضل، فارس عادل الطلاقي، مضيفا «لم أكد أصدق ما أسمعه عن وفاتيهما بعملية غادرة، كنت أتمنى أن أكون في حلم أستيقظ منه على تكذيب خبر وفاتيهما، ولكن قضاء الله وقدره لا راد له، لقد حرمني الإرهاب من صديقيَّ اللذين لم أجد منهما إلا كل خير، فلا توفيهما أي كلمات إلا أن أسال الله لهما الرحمة والمغفرة».الطلاقي قال عن سفر محمد وأحمد: «سافرا إلى تركيا لقضاء أيام قليلة هناك، ولم يمض على وجودهما سوى يومين لتغتالهما أيادي الإرهاب والغدر والتطرف»، مضيفا كانا قريبين مني كثيرا، وهما أصحاب نصيحة واهتمام بأصدقائهما، وكانا يحلمان بمشروع تجاري خاص كانا قريبين من تحقيقه.

وأضاف: «تلقيت اتصالا من شقيقي يسألني عن محمد وأحمد هل يتواجدان في تركيا، فأجبته: نعم فهما يقضيان إجازتيهما هناك، ولم يبلغني بما حدث ولكنه أنهى مكالمته سريعا، ساورني الشك كثيرا بسبب ذلك، فقمت بفتح سنابهما لعلي أطمأن عليهما، ولم أكن في حينها علمت بوقوع العمل الإرهابي في تركيا، ووجدت تسجيلا لهما وهما يطمئنان الجميع على صحتهما، وكان ذلك قبل ساعات بسيطة، عندها ذهب بعض الخوف عليهما وهدأت قليلا، حاولت الاتصال بهما كثيرا دون رد، ولكن ما هي إلا بضع دقائق حتى أعاد شقيقي الاتصال بي يبلغني بظهور اسميهما ضمن قوائم ضحايا المطعم».


«عكاظ» التقت معتز الطلاقي (صديق محمد وأحمد الفضل)، وكان يحاول استجماع نفسه وهو يتحدث: «كنت خارج جدة لحظة تلقي الخبر الذي نقله لي ابن عمي، ولم أكن استوعب ما حدث، وكان كالخيال، تمنيت أنه غير صحيح ولكن قضاء الله وقدره لا راد له، كانت أحلام محمد وأحمد كبيرة ترتكز في إقامة مشروع تجاري خاص بهما، وهو مشروع مطعم على عربة متنقلة يشابه الأسلوب الغربي في النظافة والتقديم والديكور، وعلى أعلى مراتب الخدمة»، مضيفا «كنا زملاء في الدراسة، وبعد ذلك انشغلنا عن بعضنا، ولكن بقينا على اتصال ونجتمع في مناسبات عديدة، ونحن اليوم مفجوعون في وفاتيهما بعمل جبان وغادر حصد الضحايا الذين لا ذنب لهم».

..ويودعان بمقبرة «حواء»

عاشا متلاصقان لا يفرقهما إلا النوم، ولدا في لحظه واحدة، وارتادا ذات المدارس، وتخصصا في التسويق قبل أن يعيشا فرحة التخرج سويا، كان حلم عمرهما مشروعا تجاريا يجمعهما ولا يفرق بينهما، فدفنا في قبرين متجاورين في مقبرة «حواء» ليسدل ستار التوأم محمد وأحمد الفضل.

وسط حشد كبير ودعت أسرة الفضل في مقبرة «حواء» وسط جدة القديمة ابنيها محمد أحمد (ضحايا حادثة مطعم رينا)، وقدم شقيقهما الأكبر «عمرو» الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد على الجهود التي بذلت لتسخير العقبات وكافة الإجراءات في إسطنبول.

وقال الفضل: «قدمت لنا كل المساعدات الممكنة وبوقت قياسي قبل أن يتم إبلاغنا بتوفير طائرة لنقل الجثامين إلى جدة، وكان في استقبالنا مندوب من وزارة الخارجية السعودية فيما وجدنا كل تسهيل في أرض المطار»، مؤكدا أن مصاب الأسرة كان كبيرا في وفاة أصغر أبنائها.