آل معيقل والشهري وعدد من منسوبي وزارة الخارجية أثناء استلام شهادة الايزو للوزارة. (تصوير: عبدالعزيز اليوسف)
آل معيقل والشهري وعدد من منسوبي وزارة الخارجية أثناء استلام شهادة الايزو للوزارة. (تصوير: عبدالعزيز اليوسف)
-A +A
مريم الصغير (الرياض)
أكد المستشار والمشرف العام على برنامج التطوير والتحول الإستراتيجي بوزارة الخارجية إبراهيم آل معيقل لــ«عكاظ» أن المملكة قادرة على صد أي هجمات إلكترونية بكل احترافية.

وقال في كلمة على هامش الحفلة التي تسلمت فيها وزارة الخارجية شهادة الأيزو 27001- لأمن المعلومات في مقر الوزارة أمس (الثلاثاء) رداً على ما إذا كانت وزارة الخارجية قد عانت من هجمات أو أعمال مشبوهة تم رصدها خلال الفترة الماضية: «هناك تعاون بين وزارة الخارجية وبين المركز الوطني، وهو المصرح له بالإعلان، وسبق له أن أوضح في السابق عن وجود هجمات منظمة وشرسة تستهدف مصالح حكومية كبيرة، إضافة إلى القطاع الخاص، سواء مؤسسات مالية أو غيرها، إذ إن الهجمات الإلكترونية تعتبر من الظواهر المستمرة لكن شراستها تزداد في أوقات معينة، وقد يكون هناك تخطيط لها من جهات خارجية، لأن الهجوم يأتي من عدد كبير من الدول فهو ليس من دولة واحدة، خصوصا أن الهجوم الممنهج المنظم يأتي في وقت واحد محاولاً تعطيل أنظمة المصلحة المعينة سواء كانت وزارة حكومية أو مؤسسة عامة أو خاصة»، ولفت إلى أن المملكة تعرضت قبل أسبوعين لهجمات، موضحاً أن الضرر قد لا يذكر لأنه بقياس عدد الهجمات وما يتم إفشاله بسبب الحماية، يتضح أن الضرر لا يكاد يذكر، بسبب أنظمة الحماية ووعي المسؤولين وحرفية ومهارة الشباب السعودي القائمين عليها.


وتعليقا على فقد وزارة الخارجية لمجموعة كبيرة من الوثائق وتسربها عبر وسائل التواصل، قال: «نعم كان هناك حادث وادعاء من بعض الجهات أنها استطاعت الحصول على عدد من الوثائق من الوزارة، واطلعت شخصياً على الكثير من تلك الوثائق التي تم نشرها، وهي تحمل تزويراً كبيراً، خاصة أنه من السهل إجراء ذلك على أي مستند، وبالتالي كانت هناك ضجة في البداية ثم اختفت»، مضيفاً أنهم ادعوا الحصول على الملايين من الوثائق فأين هي؟ فليس من المعقول ألا يظهرونها؛ لأنها تفقد قيمتها مع مرور الوقت، وهذا يثير الشك حول صحة تلك المزاعم.

وحول سعودة أمن المعلومات في وزارة الخارجية قال: «هذا ليس بالأمر الخاص بوزارة الخارجية، وإنما جميع الوزارات والقطاعات الحكومية تسعى إلى ذلك، علما بأن القائمين على تقنية المعلومات بشكل خاص وأمن المعلومات بشكل عام من أبناء وبنات الوطن»، مشيرا إلى أن جميع موظفي وزارة الخارجية سعوديون بالكامل، وجميع القائمين على التقارير السياسية سعوديون أيضاً، لافتاً إلى أن هناك خطة لتحديث البنية التحتية.

وعن ربط وزارة الخارجية بالاستخبارات والداخلية خاصة ما يتعلق بأمن المعلومات، أكد آل معيقل أنها مربوطة، وأن السعي مستمر لاستكمال الربط مع جهات أخرى لتقديم خدمات إلكترونية بشكل أفضل، إضافة إلى تعزيز الربط مع وزارة العدل فيما يتعلق بقضايا السعوديين في الخارج أو الوافدين في الداخل، وكذلك توسيع الربط مع وزارة العمل لخدمتهم بشكل أكبر، وتوسيع الربط مع التجارة والهيئة العامة للاستثمار لتسهيل عملية دخول الوفود التجارية وغيرها.

وقال آل معيقل: «العاملون في وزارة الخارجية لا يدعون الكمال، إلا أنهم يتشرفون بالسعي لدرجة قريبة من الكمال، وهذه الشهادة خطوة إضافية في مسار رحلة طويلة جداً، بدعم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد للوزارة لتحقيق الأهداف المرجوة والمتوقعة»، مضيفاً «عندما رفعت خطة التحول الإستراتيجي لخادم الحرمين الشريفين لم تأخذ أكثر من ثلاثة أسابيع إلا وأُقرت، ويأتي إقرارها دعما للوزارة للمضي في طريق التطوير، ولتشارك وتصبح جزءاً مهماً من برنامج التحول الوطني ورؤية السعودية».

وقال: «إن الجميع يعلمون أن أكثر من 85 % من المخاطر الأمنية متولدة عن العنصر البشري وليس التقني، بل إن بعض الدراسات والتحاليل تذهب إلى أبعد من ذلك، وإن العنصر البشري تبدأ مخاطره من طريقة كتابة المعلومة كيف يحفظها وكيف يكتبها لأنها قد تكتب بطريقة تعرضها لخطر أكبر مما لو كتبها بطريقة أخرى»، وبين أن العنصر البشري هو الأساس في أي أمن، وأضاف: «الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز كان يقول دائما إن «المواطن رجل الأمن الأول»، وبالتالي العنصر البشري هو رجل الأمن في كافة أشكال الأمن».

وزارة سيادية

وأوضح أن وزارة الخارجية إحدى الوزارات السيادية في المملكة، وحساسة جداً تتعامل مع معلومات حساسة بشكل كبير، وعملها اليومي حساس، تقاريرها اليومية كثيرة ومتنوعة ومعقدة والكثير منها تذهب إلى صناع القرار (القيادة السياسية للدولة)، وبالتالي عملها مجهد للعاملين؛ لأن المطلوب منهم العمل بحساسية مع كل ما يكتب أو يقرأ أو يسمع أو يرى، في ظل تعقد وتطور هائل لوسائل التواصل الاجتماعي، وزاد «أصبحنا نرى أن نشر المعلومة أصبح أكثر يسراً من ذي قبل، والآن اجتزاء مقطع أو جزئية من مستند بغرض الترويج لرسالة معينة أصبح شائعاً للأسف، كما أن تبادل المعلومات بسرعة رهيبة في مواقع التواصل الاجتماعي، يعطي في كثير من الأحيان انطباعات خاطئة».

قوة نظام «الخارجية»واعتبر الشهادة دليلا واضحاً ومباشراً على قوة النظام المتبع في وزارة الخارجية، وأنها أكملت متطلبات تحقيق هذه الشهادة، التي تعتبر من الشهادات الأساسية في أمن المعلومات في ما يتعلق بمراكز المعلومات وغيرها، وبالتالي هي جزء من مسيرة طويلة في تعزيز ورفع كل ما يتعلق بأمن المعلومات في الوزارة، وهي جزء أيضا مما تقوم به الدولة، إذ إن الهجمات الإلكترونية المتكررة على مصالحها في تزايد، وقال من الواجب على المسؤولين في هذه الجهات والقطاع الخاص، الاستمرار في تدعيم وتعزيز السياسات الأمنية ورفع الجاهزية الأمنية في كل وقت، خصوصا أن الحوادث التي تحدث تكون في جميع دول العالم ومنظماته الخاصة والحكومية.

وقال ردا على الاتهامات التي أثيرت في وسائل التواصل والإساءة للمصابين في حادثة إسطنبول: «إن ذلك توصيف غير عادل من بعض الكتاب، وعلى الناس أن يحسنوا الظن وأن يبرئوا ذممهم، وأن يتخيلوا أن أحد المصابين أو المتوفين أخ أو ابن لهم».

وأوضح أن مصادفة وجود عدد من السعوديين في هذا المعلم السياحي للاستمتاع بوجبة عشاء على مضيق البسفور أو العمل أو السياح ووقوع عمل إرهابي في المكان لا يجعلنا نتناسى فداحة العمل، مضيفاً «للأسف تبادل رواد التواصل الاجتماعي معلومات تكون مسيئة لمن تعرض للإصابات أو من كان حاضراً أو الناجين، تتجاوز المتوفين والمصابين إلى عائلاتهم وإلى الوطن، وهو أمر مزعج»، لافتاً إلى أن التواصل الاجتماعي أصبح منصة لتبادل المعلومات، وقد يرسلها الشخص بحسن نية، إلا أنها عند التداول تصبح كرة ثلج تسير أحيانا في الاتجاه الخاطئ للأسف.