آثار دمار أحدثته عملية إرهاربية سابقة. (أرشيفية)
آثار دمار أحدثته عملية إرهاربية سابقة. (أرشيفية)
-A +A
إبراهيم علوي (جدة)
لم يفتّ الإرهابيون بعملياتهم على مدى ربع قرن عضد أمن المملكة، بل ازداد رجال أمنها صلابة وتمرسا في مواجهة كل من يحاول المساس بالوطن ومدخراته وأهله، بعد أن انطلقت أولى العمليات الإرهابية (3 فبراير 1991) بإطلاق نار على حافلة كانت تقل أمريكيين في جدة، ما تسبب في إصابة ثلاثة أمريكيين وسعودي، وأعلن الأمن القبض على منفذي الهجوم.

وفي 28 مارس 1991 أطلق شخص في الجبيل النار على جنود المارينز الأمريكيين، ما نتج عنه إصابة ثلاثة منهم، ولكنها كانت كما يبدو عمليات عشوائية فردية لم يتم التخطيط لها بشكل جيد ولم تحقق أهدافها بدقة، على عكس تفجير العليا في مدينة الرياض عام 1995.


وكانت الجماعات الإرهابية انطلقت بعمليات ادعت أنها استهداف للوجود الغربي في أرض المملكة لإخراجهم من جزيرة العرب، بهدف كسب التعاطف وتجنيد أتباع لهم لتحقيق مآربهم، وسرعان ما تكشفت بعد أن شرعوا في استهداف الأبرياء والمجمعات السكنية وقتل الآمنين. ولم تتوقف التنظيمات الإرهابية عن تغيير أسلوبها، فقد بدأت في اختيار الشقق السكنية داخل الأحياء بهدف الاختباء عن الأعين، ومنع القبض عليهم، مستغلين بذلك كثافة الحركة في تلك الأحياء، وتركز التنظيم في عدد من المواقع بالمدن الرئيسية التي تشكل هدفا للتنظيم، ولكنهم تساقطوا واحدا تلو الآخر، ليلجأ التنظيم إلى استخدام استراحات في مناطق طرفية بهدف إبعاد الأعين عنهم واستخدامها في إيواء المتطرفين وتدريبهم وتجهيزهم.

العمل الأمني المميز جعل التنظيم الإرهابي يغير من أسلوبه بين فترة وأخرى، لذا ابتعد عن التسلسل الهرمي في تنظيم عناصره، الذي يعتمد على قائد للخلية وعدد من الأتباع، ولجأ إلى الخلايا النائمة وما يعرف باسم «الذئاب المنفردة» التي تنفذ عمليات مباشرة بعد تلقي تعليماتها من الخارج تنفيذا لأجندة دول خارجية.