-A +A
لم يكن اختيار خادم الحرمين الشريفين لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام مفاجئا لأي شخص عرف سلمان بن عبدالعزيز السياسي الحصيف والإداري المحنك والمثقف المتعمق، وقبل كل شيء المهتم بشؤون أمته الإسلامية، والمتفاعل وجدانيا مع كل ما يجري على مساحة الوطن العربي والأمة الإسلامية، والمدافع عن القيم الإسلامية الرفيعة ووسطية الدين الحنيف، في وجه مختطفي الاعتدال من المتطرفين.

فسلمان بن عبدالعزيز يعرف القاصي والداني مدى عنايته الفائقة بالحرمين الشريفين خدمة ورعاية وتسهيلا لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين، واهتمامه بالسيرة النبوية -وذلك في إطار اهتماماته بكل ما له علاقة بمجال الدراسات الإسلامية والتاريخية- الذي أثمر دعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية.


وليس خافيا على أحد حرص خادم الحرمين الشريفين على كل ما فيه صالح الأمة على امتدادها، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين في الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، وتلمس احتياجاتهما ونبض إنسانهما.

وما دعم الملك سلمان للقضية الفلسطينية ومواقفه القوية لنصرتها عبر عقود من الزمن، ترأس خلالها حملات التبرعات ولجان مساعدة الشعب الفلسطيني ودافع عن الحق الفلسطيني في كل المحافل التي شارك فيها، سوى دليل على ذلك الحس الإسلامي الرفيع الذي يتمتع به.

وليس آخر اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بما يهم المسلمين، إنشاؤه مركزا يحمل اسمه للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك لإغاثة المنكوبين والمحتاجين في العالم الإسلامي، بل في العالم كله.

إنها جائزة عظيمة تحمل اسما عظيما في التاريخ المعاصر، وتليق بأن ينالها عظيم من عظماء الأمة كسلمان بن عبدالعزيز.