-A +A
محمد الأكلبي (جدة)
سطوة القلم الأحمر، كانت «الفوبيا» الأكثر رهبة، بين جموع الطلاب وذويهم، فدائرة حمراء واحدة كفيلة بتعكير صفو يوم عائلي كامل، يسعون لإخفاء سرها متهامسين «وش يقولون عنا الناس»، للتلاشي تلك الدوائر الفاقع لونها بمعول التكنولوجيا والتصحيح الإلكتروني فلم يعد القلم الأحمر

بحوزة أحد المعلمين يشكل خطرا على الطلاب. يقول سعود الزايدي لـ«عكاظ»: لم يعد اهتمام الأسر بالتحصيل الدراسي لأبنائها كما كان في السابق، فعندما أنظر لأقاربي الطلبة أوقات الاختبارات وكأنهم في إجازة أتذكر حالنا عندما كانت تلك الفترة تعلن حالة الطوارئ في المنزل ابتداء من الأبوين وانتهاء بالأبناء، وفي يوم استلام النتائج تعيش الأسرة بأكملها حالة قلق خشية اللون الأحمر الذي ربما يحيط بإحدى المواد في شهادة ابنهم. وأضاف أول من يقرأ الشهادة هو والدي الذي يحرص على وجوده في المنزل أو مرافقتي للمدرسة في «يوم الشهادات» فيمرر بصره سريعاً ليتأكد من عدم تدنيس اللون الأحمر لشهادتي وعندما يطمئن لعدم وجوده يعاود القراءة بشكل متمعن ليتهلل وجهه فرحاً بنتائجنا المميزة.