ليل الاثنين في تربة سيظل عالقا بذاكرة 150 شخصا ربما دفعت بعضهم الصدفة لتناول وجبات شاورما من المطعم، لكن أوجاع تلك الليلة ـ كما يقول من تعرضوا للتسمم ـ تتقازم أمام ما حدث في مستشفى تربة وردهاته حيث اكتظت بعدد من المسمومين.يقول مفلح المدارية، وصلت إلى تربة قادما مع أسرتي من الطائف، ولمحنا المحل واشتريت وجبات لي ولأسرتي المكونة من زوجتي وطفلتي وطفلي ذي السنتين. بعد دقائق شعرنا بأعراض المرض وبدأ الإعياء يظهر على طفلي الذي تقيأ مع أول قطعة تناولها. ظننا في بادئ الأمر أن ذلك ربما يعود إلى أعراض البرد، وواصلنا رحلتنا وصولا لمركز الغريف جنوبي الخرمة بنحو ساعتين، فبدأت أشعر بأوجاع في البطن فراجعت طوارئ مستشفى الخرمة، وللأسف لم يحسن الطاقم الطبي العامل تشخيص حالتي، وصرفوا لي مسكنات ومضادا حيويا. وبعد عودتنا للمنزل بدأت زوجتي تعاني من ذات الأعراض فعدت بها مسرعا إلى تربة، إذ قطعنا من جديد قرابة 200 كلم وصولا إلى المستشفى وفوجئنا بعشرات الأشخاص في الطوارئ وقد أصابهم ما أصابنا! مرضى آخرون تحدثوا لـ «عكاظ» عن سوء الخدمات الصحية في مستشفى تربة ووقف عليها مدير صحة منطقة مكة المكرمة مصطفى بلجون ومدير صحة الطائف صالح المونس. ووجه مدير الصحة بتطوير طوارئ المستشفى وإصلاح ما يمكن إصلاحه وتوسعته، وهي المطالب التي ظل يلح عليها الأهالي قبل أن تتدخل حالات التسمم التي حركت الملفات المجمدة ومنها تطوير المستشفى وتأهيله في حادثة تسمم شاورما تربة، ونجت طفلة الثلاث السنوات بسبب دخولها في غفوة منعتها من تناول الوجبة السامة، وقال والدها مفلح السبيعي لـ «عكاظ» إنها الناجية الوحيدة من الأسرة. أما والد المصاب مهدي محمد مهدي الراجحي فروى حكايته وقال إنه ذهب للمطعم لجلب وجبات لأسرته وبعد ثلاث ساعات شعر أولاده الثلاثة بأعراض التسمم والاضطرابات المعوية وبدأ أصغرهم في البكاء من شدة الألم، وراجعنا مستشفى تربة ورأيت الزحام الكبير في الطوارئ لدرجة أن بعض المصابين كانوا يتقاسمون السرير الواحد.