الطريق إلى يهرة أجهض الحوامل وأتلف المركبات.
الطريق إلى يهرة أجهض الحوامل وأتلف المركبات.
مركز صحي يهرة غير قادر على خدمة السكان. (عكاظ)
مركز صحي يهرة غير قادر على خدمة السكان. (عكاظ)
-A +A
عبدالله آل قمشة (بيشة)
aalqomsha@

تشكل الطرق في بعض مراكز وقرى تثليث هاجسا مؤرقا لسكان تلك المناطق، لافتقادها للسفلتة، وانعدام الصيانة للمسفلتة منها، مما يصعب تنقلات السكان، وتكبدهم المشاق عندما ينتقلون من قراهم ومراكزهم لقضاء حوائجهم، أو لمراجعة الدوائر الحكومية، أو التواصل مع الأقارب في القرى والمراكز الأخرى. وتأتي تنقلاتهم للعلاج أبرز المواجع مع الطرق الترابية الوعرة، إذ تتعرض النساء الحوامل للإجهاض في بعض المشاوير قبل وصولهن للمراكز الصحية، وتشكل مراكز وقرى الزرق ونعام ويهره والحمضة أبرز المواقع لجولة «عكاظ»، فكشفت أن تلك المواقع تفتقد الكثير من الخدمات الهامة، وتشكل الكهرباء والطرق والصحة والاتصالات أبرزها، فيما تحضر الخدمات البلدية بحدها الأدنى، مما يجعل السكان يطالبون البلدية بتطوير خدماتها وزيادتها.


يهرة الفقيرة

سكان قرية «يهرة»، التي يخترقها وادٍ سميت القرية باسمه، مجموعة من البدو الرعاة الذين يعيشون ظروفا معيشية سيئة، يسكنون في صنادق وعشش، فيما زادت التضاريس القاسية التي تحيط بهم من صعوبة حياتهم، إذ تفتقر القرية لمقومات تجارية وتعليمية وصحية واجتماعية كانت ستنهض بحياة السكان، لكن غياب السفلتة غيب النهضة الشاملة عن يهرة, وبينما ينتشر الفقر بين سكان «يهرة» بنسبة كبيرة، فإن فهد مهدي يؤكد أن أسرا بها الكثير من النساء والأطفال لا يستطيعون تأمين متطلباتهم من مخصصات ومساعدات الضمان الاجتماعي، مضيفا أن الحالة المعيشية للسكان سيئة جدا، ويبقى الإسراع بإيجاد مركز للنمو في يهـرة وإيصال الخدمات الضرورية لها من طرق مسفلتة ودعم المركز الصحي بالكوادر والتجهيزات، وافتتاح لجنة تنمية اجتماعية أهلية، وتأمين شبكات الاتصالات، مطلب مهم للسكان، كما هو مطلب للقادمين لها من معلمات ومعلمين قدر لهم العمل في تلك البلدة المفتقرة لمقومات الحياة. ويقول فهد كريسيع: إن الوضع الاجتماعي في بلدة «يهرة» ينذر بخطر سينعكس سلبا على الحياة العامة إن لم يتدارك المسؤولون خطورته على السكان، فرغم وجود مدرسة للبنين وأخرى للبنات ومركز صحي إلا أن الجهل يسيطر على المجتمع، والعادات الضارة منتشرة، والصحة العامة متردية، والجانب التجاري غائب إلا من بقالة ضعيفة أو محطة محروقات بدائية. أما محمد بن فهد القحطاني فيقول: إن أكثر من ألف نسمة (سكان يهرة) يحلمون كل عام بسفلتة الطريق الترابي الذي يربطهم بمركز الحمضة (التابعين له شرق محافظة تثليث بطول 60 كيلو مترا تقريبا) يمر عبر سلسلة جبال وأودية تكثر فيها التعرّجات والحفر والمرتفعات الجبلية ما تسبب في إجهاض الحوامل، ويعلقون آمالا كبيرة على ميزانية الطرق لسفلتة الطريق، مشيرا إلى أنه سبق أن طرح للمناقصة ولا يعلم السكان ماذا تم فيه حتى الآن. ويأمل القحطاني اكتمال تجهيزات مركز الرعاية الصحية حسب وعود المسؤولين، وحلم المواطنين بتطوير المركز الصحي ودعمه بالتجهيزات والكوادر، ولكن الوعود سرعان ما تتبدد عاما تلو الآخر.

«كحلان».. تائهٌ

مركز «كحلان» أحد المراكز الإدارية التابعة لمحافظة تثليث (50 كيلو مترا غرب تثليث و70 كيلو مترا شرق بيشة)، يسكنه الكثير من الأسر أغلبهم من أبناء البادية، مركز لا يتوفر فيه من الخدمات سوى مدرستين واحدة للبنين وأخرى للبنات. محمد محسن الشبوي يقول: سكان كحلان محرومون من الكثير من الخدمات الهامة، فلا كهرباء ولا مركز صحي ولا خدمات أمنية، رغم وقوعه في منطقة صحراوية على طريق مهم تكثر فيه الحوادث، ويفتقد للمخططات السكنية المنظمة، وشوارعه الداخلية ترابية غير مسفلتة.

من جانبه، يتطلع عايض فهاد إلى مخطط سكني منظم تجتمع فيه الخدمات الحكومية، وسفلتة الشوارع الداخلية وإنارتها، وتكثيف النظافة، وإيصال الكهرباء للمركز لينعم سكانه بهذه الخدمة، مضيفا مركز كحلان وبحكم موقعه الصحراوي وبعده عن تثليث وبيشة أصبح من الضرورة إيجاد مراكز للشرطة والدفاع المدني والهلال الأحمر.

أما عايض القحطاني، فطالب التعليم ببناء مدرسة للبنات، واستحداث مرحلة متوسطة وثانوية لهن، وفصل المرحلة الثانوية عن المتوسطة والابتدائية، منتقدا بناء مدرسة البنين ملاصقة للطريق السريع تثليث ــ بيشة مما يعرض الطلاب والمعلمين لخطر الحوادث.