مركز الأمواه.
مركز الأمواه.
لوحة مستشفى الأمواه المعتمد وينتظر التنفيذ.
لوحة مستشفى الأمواه المعتمد وينتظر التنفيذ.
 شاحنة محملة بالبطحاء دون غطاء على طريق الأمواه.
شاحنة محملة بالبطحاء دون غطاء على طريق الأمواه.
 هنا تجرف السيول المركبات وركابها عند وادي تثليث.
هنا تجرف السيول المركبات وركابها عند وادي تثليث.
-A +A
عبدالله آل قمشة (بيشة)
aalqomsha@

لا يمر عام إلا وتسجل عقبة «العرقوب» بين مركزي الأمواه والعرين، ضحايا من سالكي الطريق، بسبب انحدارها الشديد وكثرة تعرجاتها، ما يتسبب في حوادث مرورية مأساوية، خصوصا لمن يسلكونها لأول مرة، وتزداد المآسي وتكثر الضحايا في الإجازات ومواسم الأمطار.


العقبة حسب مطالبات الأهالي خلال جولة (عكاظ) تحتاج لتوسعة مسارها المفرد وازدواجيته، وتهذيب التعرجات، ووضع لوحات عاكسة «مرايا» في المنحنيات الخطرة، ولوحات إرشادية لتحديد السرعة.

يقول حسن الحبابي أحد سكان المركز: «إن عدم وجود مراكز للدفاع المدني في الأمواه يصِّعب مباشرة حوادث العقبة، خصوصا في حالة احتراق المركبات، وهذا يزيد من الخسائر في الأرواح والمركبات»، مستشهدا بآخر الحوادث التي وقعت أسفل العقبة بداية محرم الماضي ونتج عنها وفاة أربعة أشخاص بينهم اثنان قضيا احتراقا.

بانتظار المستشفى

شهد مركز الأمواه (شرق محافظة تثليث وأكبر مراكزها) نقلة تنموية كبيرة، وأصبح بمساحته وسكانه (30 ألف نسمة حاضرة وبادية) بحجم محافظة.

ونشأ الأمواه مورد ماء على آبار جوفية تسمى «البُعْـقَة»، ثم تطور حتى تأسس عام 1376هـ مركزا رسميا، وأسهمت بلدية الأمواه في تطوير المركز وأحيائه وقراه، بسفلتة شوارعه وازدواجية بعضها، وإنشاء الحدائق والدوارات وزراعتها وإنارتها، وأسهم رجال الأعمال في تطوير الجانب الاقتصادي للمركز، فأصبح المواطن يحصل على ما يريد دون السفر إلى المحافظات المجاورة إلا فيما ندر، ونتيجة لهذا التطور أصبح المركز جاذبا لأبنائه الذي كانوا خارجه سواء في مناطق المملكة أو في دول الخليج العربي.

لكن ما ينقص الأمواه حاليا حتى تكتمل تنميته، إنشاء المستشفى المقترح 200 سرير الذي أُقر قبل فترة، وحددت الأرض التي سينشأ عليها في طرف المركز، وتسويرها بسياج حديدي.

حمد حسن آل ملحان يقول: «همّ سكان الأمواه حاليا ينحصر في إنشاء المستشفى المقر من مجلس المنطقة ووزارة الصحة»، موضحا أن الأمواه بعدد سكانه الكبير ومساحته الشاسعة وعدد القرى والأحياء المرتبطة به، ينتظر البدء في تنفيذ هذا المستشفى المهم، والذي سيخفف على المرضى من عناء السفر إلى تثليث أو محافظات عسير الأخرى طلبا للعلاج الذي تفتقده المراكز الصحية الأولية.

وأضاف: «مشروع المستشفى أصبح في مرحله تسليمه للمقاول المنفذ له على الأرض المخصصة له والمملوكة لوزارة الصحة بالصك رقم (77) في مركز الأمواه ومساحة هذه الأرض حسب مضمون الصك (300 ألف متر مربع)، مشيدا بالدعم والموقف الكبير لأمير منطقة عسير باعتماد المستشفى في مركز الأمواه»، موضحا: كلنا أمل في سرعة إنشاء المستشفى الذي تمت دراسته بعناية من قبل وزارة الصحة.

أين الدفاع المدني؟

منذ تأسيس مركز الأمواه وحتى اليوم وسكان المركز ينتظرون افتتاح مركز للدفاع المدني في مركزهم الذي تقدر مساحته بـ15 ألف متر مربع، حسب ما أوضحه حمد آل جدوع الحبابي، الذي أضاف أن مركزا بحجم الأمواه بحاجة ماسة وعاجلة لافتتاح مركز أو أكثر للدفاع المدني لمواجهة الحوادث المرورية والحرائق في الأمواه وقراه الكثيرة والمتباعدة، موضحا أن الحوادث التي شهدها المركز السنوات الماضية تتم الاستعانة بفرق من المراكز والمحافظات المجاورة، وتزيد المسافة من خسائر الحوادث، فلا تصل الفرق في الوقت المناسب، فتكون الخسائر فادحة وجسيمة، سواء حوادث الطرق المرورية، أو حوادث الحرائق في المنازل أو المتاجر أو المزارع، مطالباً المديرية العامة للدفاع المدني في عسير بسرعة افتتاح مركز فئة (أ) في الأمواه، تقديرا للحاجة التي تمليها المساحة الكبيرة وما يشهده الأمواه من نهضة تنموية ضخمة وتزايد في عدد السكان والمساكن، مما جعل مركز الأمواه يضاهي المحافظات في هذه الجوانب، مشيرا إلى أن الأمواه يحتاج أكثر من مركز للدفاع المدني، لكننا نطالب بمركز واحد ذي تجهيزات متكاملة.

شاحنات تفزع الأطفال والشباب

يزدحم الطريق الرابط بين الأمواه وتثليث مرورا بعمائر آل حميدان والحمضة والهدود بالشاحنات الضخمة، فتدخل الخوف والذعر في قلوب سالكي الطريق، خصوصا فترة الذروة التي يشهد فيها عشرات السيارات الناقلة للطلاب والمعلمين والموظفين، فالطريق مفرد وضيق، وكبر حجم الشاحنات وتهور سائقيها حول الطريق لحلبة المنتصر فيها هو الأقوى، وهنا لا مجال للمقارنة بين الشاحنات وحمولتها بعشرات الأطنان وبين سيارات صغيرة حمولتها أطفال وشباب من الجنسين.

يقول مناحي القحطاني: عودة الطالب أو المعلم أو الموظف إلى منزله سالما بعد رحلة ذهاب وإياب على هذا الطريق تعتبر «عيداً» عند أسرته، قياسا بالمخاطر الكبيرة التي تحيط بهم ذهابا وعودة، فالشاحنات بأعداد مهولة، منها شاحنات الإسمنت، والحديد والبضائع المختلفة، وشاحنات «البطحاء» يقودها المقيمون بتهور في غياب تام لوسائل السلامة، فكثير منها تنقل «البطحاء» دون تغطية مما يتسبب في تطاير الرمل والحصى، ويتسبب في إحداث تلفيات للسيارات الأخرى، مطالبا الجهات الأمنية بمتابعة حركة السير على الطريق ومعاقبة السائقين المتهورين الذين يشكلون خطرا على حياة الناس.


وادي تثليث يجرف المركبات

عندما تهطل الأمطار وتجري السيول عبر وادي تثليث الممتد من ظهران الجنوب جنوبا حتى وادي الدواسر شمالا مرورا بمركز الأمواه، تتوقف الحركة لاختراق الوادي لمركز الأمواه في أكثر من موقع، فلا جسور على الوادي الذي تمر به حركة الطرق الرئيسية.

يقول حسن وعل الحبابي: الأهالي يطالبون بإنشاء الجسور سواء من قبل وزارة النقل فالمركز مصنف أنه فئة «ج»، ولذلك لا تسمح ميزانية بلدية الأمواه لإنشاء الجسور، ولكن ماذا يفعل الأهالي بعد أن جرفت السيول للسيارات والبشر.

وطالب وزارة الشؤون البلدية برفع فئة البلدية ودعمها لتنفيذ الجسور، أو تحمل الوزارة أو أمانة عسير تكاليف الجسور ضمن مشاريعها، داعيا إلى المسارعة في ذلك لارتباط هذا الجانب بمصلحة عامة وسلامة الأرواح، مستشهدا بحوادث الغرق وجرف السيول للمركبات الموسم الماضي، مضيفا «مواقع أخرى في أطراف المركز تخترقها بعض الشعاب والأودية الصغيرة تحتاج لجسور أو عبارات كبيرة للسيول، ليتمكن السكان من التواصل الأيام الماطرة والسيول الجارفة».