مخلفات العمالة الوافدة في حي وادي النمل. (تصوير: عوض المالكي)
مخلفات العمالة الوافدة في حي وادي النمل. (تصوير: عوض المالكي)
يكتظ حي الثقافة بالبيوت العشوائية والممرات الضيقة. (تصوير: عوض المالكي)
يكتظ حي الثقافة بالبيوت العشوائية والممرات الضيقة. (تصوير: عوض المالكي)
النفايات والكتابة على الجدران تزداد في حي البخارية.
النفايات والكتابة على الجدران تزداد في حي البخارية.
-A +A
محمد سعيد الزهراني (الطائف)
mss966@

في الطائف تبرز أسماء لأحياء وإن غابت رسمياً عن التخطيط الجديد للمدينة، بيد أنها تظل محفورة في ذاكرة أبنائها كأحياء «الثقافة»، «البخارية»، ووادي «النمل»، منذ الوهلة الأولى لسماع مسمى «حي الثقافة» بالطائف، يخيل إلى الذاهب إليه أنه مليء بالمكتبات ودور الثقافة، وأن سكانه من الأكاديميين والمثقفين، ولن يخرج إلا ممتلئا بالمعارف والثقافات. لكن كل ذلك ينجلي مع دخول الحي، فاسمه ليس على ما سمي به كما يراه السكان المحليون، ناهيك عن ضيق الحي وشوارعه؛ فالنفايات في كل مكان، ومرماها لا وجود له، ومن اللافت أن عددا لا بأس به من ساكني «حي الثقافة» لا يعرفون سبب تسمية حيهم.فشوارعه ضيقة تمنع -أحيانا- دخول سيارات الدفاع المدني أو الإسعاف، ناهيك عن المياه المتدفقة في الشوارع بشكل مستمر، والطرق المتهالكة، ويرى الأهالي أن الحلول ملعقة منذ سنوات. ويتشكي الأهالي من توافد العمالة المخالفة إلى الحي وسكنهم في البيوت المهجورة.


حي البخارية

تعود تسمية الحي بـ«البخارية» -حسب روايات محلية- إلى ما قبل 90 عاما، إذ كانت تقطنه الجالية التركستانية، وهو السبب الذي جعل الأهالي يطلقون عليه هذا المسمى، وغالبيتهم ذات طباع هادئة تعيش بشكل سلمي في جنبات الحي.

لكن الحي أصبح الآن مختلفا كليا؛ فالشارع لا يهدأ حتى منتصف الليل، وبات مليئا بالوافدين والمخالفين من جميع الجنسيات.

وعلى الرغم من الحملات الأمنية من الجوازات لتنظيفه من المخالفين، إلا أن أزقته سرعان ما تفيض بهم مرة أخرى، خصوصا بعد صلاة الجمعة كل أسبوع، الذي يشهد حركة تجارية جيدة، فالشارع الرئيسي للبخارية يعتبر المركز والسوق الرئيسية لكافة الوافدين بالطائف.

وللحي مدخل لشوارع رئيسية، فعندما تتجول بمركبتك نحو الشارع الرئيسي المؤدي لشارع أبو بكر الصديق تلاحظ نظافة الشارع وتشجيره وترصيفه بطريقة جميلة ورائعة مليئة بالورود من الألوان كافة، وما إن تتجه بسيارتك يمينا للدخول من أي مدخل إلى أحيائه يتغير الحال كليا، فأنت الآن في حي البخارية.

فالعمالة تبيع كل شيء على المكشوف، والمحلات بلا تنظيم، ولا تعرف السعودة في أي من قطاعاتها، حتى أن المأكولات الأجنبية لا تجدها إلا في ذلك الحي، والمخالفات التجارية يراها الأهالي كثيرة، فظاهرة المتخلفين ومخالفي نظام الإقامة والعمل في الحي تتفاقم، والحي لا يختلف عن «وادي النمل» و«الثقافة» من حيث ضيق الشوارع، والاختناقات المرورية، والمباني المتهالكة.

حي وادي النمل

أما «حي وادي النمل» (وسط أحياء الطائف)، فلا يختلف كثيرا عن «حي الثقافة»، من حيث ضيق أزقته التي ساعدت العمالة المخالفة والمتخلفة على الانتشار داخله، خصوصا العمالة الأفريقية.

ذلك الوادي ظل على وضعه المتردي سنوات طويلة، فالعشش والصنادق والأزقة الضيقة هي عنوان الحي، والعمالة الوافدة والمتخلفون اتخذوا تلك الجبال أعلى الوادي مسكنا للتواري عن أنظار رجال الأمن، نظرا لصعوبة وصول السيارات إلى ذلك المكان، مع أن الحملات الأمنية المستمرة لم يثنها ذلك عن الإصرار على تطهير الحي من المتخلفين والمخالفين.

بدت مساكن الحي متداخلة مع العشش بشكل عشوائي، إلى جانب سوء التنظيم في الشوارع وضعف الإنارة.

ساكنو الحي يرغبون بخدمات توازي خدمات بقية الأحياء، مؤكدين أن إزالة تلك الصنادق هي الحل الوحيد لتنظيفه، إذ باتت مأوى للعمالة المتخلفة المستوطنة بها منذ سنين، كما أن التصاق الحي بـ«الصناعية» زاده سوءا. ويأمل أهالي الحي بالتفاتة جادة من مسؤولي الخدمات بالمحافظة.

ولعل غالبية الضبطيات وأخبار الجرائم في وسائل الإعلام تكون متركزة في تلك الأحياء العشوائية، التي سيساعد تنظيمها في القضاء على الجريمة.

وللتعريف بـ«حي وادي النمل»، فإن بعض الروايات المتواترة والمحفوظة في صدور الأهالي، تذكر أنه الوادي الذي مر به النبي سليمان عليه السلام بجيشه المهيب، «حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون»، وتشير الروايات إلى أن النبي سليمان مر وهو على البساط بوادٍ بالطائف، وهو وادي النمل، وأن هذه النملة كان اسمها جرسا، وكانت من قبيلة يقال لها «بنو الشيصبان»، إلا أن آخرين يعارضون تلك الروايات.