-A +A
تجيء مؤشرات استعداد مجلس الشورى لمناقشة قضية وظاهرة الهجمات الإلكترونية في وقت مهم جدا، وحرج أيضا.

فلم تعد هذه الهجمات حالات إجرامية يرتكبها أفراد بنيات مختلفة، بل غدت عملا إرهابيا تتبناه وتموله وتخطط له وتحدد مستهدفاته منظمات ودول، تريد من خلاله اختراق الدول والإضرار بمصالحها وتعريض أمنها ومقدراتها للخطر وربما للخراب.


وبعد أن تحول العالم إلى مجتمع رقمي يشمل كل شيء يخص الإنسان والمجتمع والمؤسسات والدولة، وبعد أن غدت مقومات حياتنا ومعلوماتها الأساسية وبنيتها التحتية مجرد حسابات إلكترونية وأرقام سرية، فإن مستوى الضرر والخطر عند المساس بها واختراقها يصلان إلى مستوى الكارثة.

ولكي لا يكون كلامنا نظريا وبعيدا عن الحالات المنفردة المتعددة فإننا بقراءة تداعيات حادثتي الاختراقات الخطيرة التي انبثقت من فيروسي «شمعون» و«شمعون ٢» تجعلنا نعرف التحديات التي نواجهها وتواجه مؤسساتنا.

ولأن الحروب في العصر الحديث لم تعد بالأسلحة التقليدية ولا حتى بغير التقليدية، بل تحولت إلى حروب متعددة، تستخدم كل ما لا يخطر على البال من الجراثيم الوبائية إلى الفيروسات الإلكترونية، فإننا إذن في مواجهة الهجمات الإلكترونية كأننا في حالة حرب بكل المقاييس.

وفي ظل ظروف كهذه، فإن الواجب على أعضاء مجلس الشورى حسم هذا الملف سريعا وإعداد التوصيات اللازمة بالتصدي لهذا عاجلا والشروع في تنفيذها سريعا.

فبعض المواضيع ومنها هذا الموضوع ليست من المواضيع القابلة للتأجيل أو الانتظار حتى الدورة القادمة.