FAlhamid@
لم تنهزم هناء اسكندر (24) عاما شقيقة محارب السرطان حمزة (25) عاما، أمام الداء الخبيث الذي ألم بها قبيل وفاة شقيقها أخيرا، تاركا وراءه الابتسامة التي ستحملها لمواجهة المرض الخبيث. ورغم الحزن الذي استبد بهناء، وعائلتها بعد رحيل حمزة، الذي أحدث ضجيجا ضخما في أوساط المصابين بمرض السرطان، وصدمة هائلة في المجتمع بكامله، إلا أن الابتسامة التي استمدتها هناء من حمزة مازالت سلاحا أبيض، لدى الفتاة المكلومة. شقيقة حمزة، بدأت معركتها مع السرطان أخيرا متسلحة بالإرادة والتصميم والابتسامة. وهي تصابر وتصبر على «الخبيث» وتتطلع إلى حرب ومقاومة حمزة مع ذلك المرض، لا حيلة لها إلا الصبر والإرادة. حمزة محارب السرطان الذي توفي أخيرا كان لهناء «المحاربة الحية»، بمثابة الدافع المعنوي لمواجهة المرض الخبيث، فقد قررت مواصلة المواجهة لتحمل إرث حمزة، على أمل بالله أن ينتهي الصراع مع مرض «ساركوما السرطان» بنصر مماثل لنصر حمزة، يعيد لها الأمل مرة أخرى، وتقهر السرطان الذي طالما عايشت معاناته القاسية. لتبقى وحيدة في أرض المعركة السرطانية بعد أن تركها شقيقها وانتقل إلى الرفيق الأعلى.
في غرفتها بحي الأصالة بجدة، تقبع هناء اسكندر وحيدة، تعيد ترتيب أوراق حمزة ودفاتره القديمة، ودروعه وشهاداته التقديرية التي تحصل عليها نظير محاربته للسرطان، في كل مرة تزور غرفته تشاهد مكانه في "الكنبة" التي كان يجلس عليها، تتحدث مع نفسها، تغالب دموعها، تشد من أزر والديها وشقيقها محمد، الذي مازال يعيش صدمة الفراق، بينما تتجدد معاناة العائلة من حمزة إلى هناء في مواجهة جديدة للمرض الذي قهره شقيقها.
كبيرة هي المعاناة التي تعيشها هناء ووالداها، فبين الألم والخوف، معاناة علاج الكيماوي، وبين تكاليف العلاج الباهظة والأمر الواقع على الأرض الذي "لا يسر".
حمزة رحل بعد انتصاره وقهره للسرطان، وتبقى قصة هناء التي تواجه مأساة جديدة، فالسيناريو يتجدد معها، فهي تنتظر قدرها، لتغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج في مستشفى «أم دي» إندرسون بتكساس، ومستشفى سالون كاتيرينج، وهذا الانتظار ليس مفتوحا، فقط شهران أمامها لمواجهة مرض السرطان.
كل ما تحتاجه هناء هو إستمرارية العلاج في تكساس الذي تعالجت فيه بـ 4 جلسات "للكيماوي"، ليأتي أمر عودتها إلى السعودية وفق إجراءات وزارة الصحة لتكمل العلاج هنا، بينما يتطلب الأمر استكمالها للعلاج في تكساس، لكي تشرع في استخدام جرعة الدواء «لارتروفو» وهو نوع جديد من الجرعات ضد مرضى "ساركوما السرطان"، ليس متوفرا إلا في تكساس للإجهاز على السرطان، والابتعاد على العلاج الكيماوي الذي ستضطر للعودة اليه لا قدر الله، إذا استمر السرطان في التغلغل في جسدها لتدخل في معاناة جديدة.
هناء المكلومة تحتاج إلى العودة العاجلة إلى تكساس، لاستكمال علاجها، خصوصا أنها أبدت استعدادها الكامل لكي تكون أول سعودية تستخدم الجرعة العلاجية من دواء علاج«لارتروفو» ضد السرطان في نفس المستشفى، لأنها لا تريد العودة إلى العلاج الكيماوي مرة أخرى.
"نعم مستعدة لخوض تجربة العلاج كأول سعودية لست متخوفة، إرادتي قوية ومؤمنة بقضاء الله".. هكذا تحدثت هناء بحماس وهي ترسل رسالة لمن يهمه الأمر، حيال ضرورة انتقالها للعلاج خارج السعودية في أسرع وقت، سواء من قبل الخطوط السعودية أو من خلال توجيه رسمي، لأن حالتها تقتضي ذلك بلا تأخير . وأضافت " سأقهر السرطان بابتسامة حمزة".
قصة هناء، قصة معاناة حقيقية تعيش حولنا وليست رواية من نسج الخيال، نعم هناك فتاة تتألم وإيقاف هذا الألم يتمثل في سرعة علاجها في الخارج. إنها قصة ألم ومعاناة وحزن وحرقة، قصة عائلة ابتليت بمرض السرطان، قصة شقيقين يحاربان أعتى الأمراض.. إنها قصة المحارب الذي قهر السرطان وقهره الموت، والمحاربة التي تتهيأ لقهر أبشع الأمراض بالابتسامة.. إذ لا يوجد أي مركز متخصص لمعالجة مرض سرطان الساركوما في السعودية.. أملها في الله ثم في وزارة الصحة وفي كل من يقرأ هذه الكلمات!
علاج «لارتروفو».. الترياق؟
جرعة دواء «لارتروفو» هو العلاج الجديد لمرض «الساركوما» الذي ابتليت به هناء، ظهر أخيرا في أمريكا بعد أكثر من عقدين من التجارب الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي اعتمدته منظمة الصحة الأمريكية. هناء بشجاعتها أعلنت أنها مستعدة لتجربة هذا العلاج كأول سعودية، خصوصا أنه لا يوجد مركز متخصص لعلاح حالات الساركوما في السعودية، ولأنها لا ترغب في الدخول في تجربة الكيماوي مرة أخرى.. وإذا نجحت التجربة بإذن الله، فستفتح هناء الأبواب لعلاج مئات من مرضى الساركوما لاستخدام العلاج الجديد. هذا العلاج متوافر فقط في مستشفى إم دي أندرسون بتكساس وسالون كاتريج.. هل تقوم وزارة الصحة بتهيئة علاجها في أمريكا لكي تنقذ هناء وتفتح الباب أمام الآخرين للشفاء؟ الوقت يمضي.. والمطلوب السرعة لإنقاذ هناء.
رسالة لـ «تخصصي جدة» .. الشكوى لله
نشتكي لله ونحتسب إلى الله. حمزة لم يمت نتيجة السرطان. جاءت إرادة الله. ولكن نناشد إمارة مكة بالتحقيق، وإدارة مستشفى التخصصي بجدة لمراجعة تعاملاتها مع مرضى الطوارئ. هل يُترك مريض بالقلب وله تاريخ عتيد لمرض السرطان، ولديه تجمع مائي في صدره لساعات طويلة بلا علاج ولا متابعة لصيقة؟ هل يترك مريض لديه ملف متكامل عن مرض السرطان والقلب موجود في أرشيف المستشفى بلا اهتمام؟ لن نشتكي. نحتسب إلى الله. وأملنا في أمير منطقة مكة كبير لكي ينصفنا.
عفواً.. لم أتأخر.. الموت تقدم
جنيد اسكندر *
أحتسبك لله الذي أعطى وأخذ. لم أكن أشعر بمدى
حب الناس لك، إلا عندما شاهدت الآلاف يعزون في وفاتك، ومئات الآلاف متأثرين بغياب ابتسامتك. كنت أشعر بمعاناتك وتراكم أزماتك الصحية. وكنت أستمد قوتي من قوة إرادتك الحديدية، وتصميمك العالي، وابتسامتك التي أصبحت جزءا من وجهك البريء، لمواجهة السرطان الذي قهرته بإرادة الله، أولا ثم بتصميمك القوي النادر.
نعم حمزة إنني حزين جدا لفراقك، ولكننى سعيد بأنك تركت إرثا عتيدا لن ينساه أحد وسيبقى صدقة جارية لك. قاومت السرطان، ونجحت بامتيار. وقاومت مرض القلب وخروقاته المتعددة. ونجحت باقتدار. رسمت الابتسامة على مثات المرضى ومئات الآلاف من المتابعين الذين أصبحوا يبتسمون رغم كل آلامهم ومعاناتهم. لن أنسى حواري الأخير معك ونحن في طريقنا للمستشفى التخصصي بجدة، وأنا أرى وجهك المضيء ينطفئ، وابتسامتك تغيب. مازال صوتك يتردد في ذهني. «بابا أسرع بالسيارة.. خلاص أنا تعبان كثير». «بابا وديني أقرب مستشفى أنا خلاص ما أقدر أتنفس». وأتذكرك وأنت تقول لي عندما علمت أن المستشفى الذي وصلنا له مغلق. "بابا خلاص أتأخرت أنا حأموت". وأنت تمسك بيدي بقوة. وتلفط أنفاسك الأخيرة. وسمعتك تتشهد لحظة وصولي قرب مستشفى التحصصي. وضعت يدي على قلبك وفتحت عينيك. «حمزة مات». إنا لله وإنا اليه راجعون. حمزة لم أتأخر كنت معك على الدوام. وسأكون معك حتى بعد وفاتك. حمزة لم أتأخر. الموت الحق تقدم. رضيت بقضائك ربي. شكرا لمن واسانا. شكرا لمن وقف معنا.. شكرا لمستشفى التخصصي الذي لم يتعامل مع حالة حمزة وفق المعايير الطبية، وتم تجاهله لساعات في الطوارئ. رضينا بقضاء الله. ولكن لا نريد تكرار ما جرى معه مع مرضى آخرين. صبرا زوجتي وابني محمد، صبرا جميلا ابنتي الصامدة هناء التي ستحمل إرث حمزة بابتسامتها وقوة إرادتها، وستقهر بإذن الله المرض.. اللهم أدعوك أن تشفيها كما شفيت شقيقها حمزة الذي سيجمعنا في بيت الحمد إن شاء الله.
*والد حمزة اسكندر
سأبتسم تخليداً.. لموته
نوشين اسكندر *
وإن غبت عنا جسدا إلا أن روحك مازالت تتجول في ثنايا روحي، والبيت الذي عشت فيه، هذا ليس رثاء إنه ما أعيشه حقا بعد رحيل هذا الجسد الذي ربيته عقودا وذهب منى فجاة بدون وداع.
نعم الموت حق ولا راد لقضاء الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهبت روحك إلى السماء، تاركة ابتسامتك معنا على الأرض. كنت أقول «حمزة ليس ابني». إنه ابن المجتمع، كنت فعلا ابن المجتمع، تواسي مرضى السرطان، تقوي من عزيمتهم.. ليس بالدواء بل بابتسامة صادقة شجاعة. هذه الابتسامة التي أصبحت القوى الخفية لمرضى السرطان، بإرادة الله، الذي حقق لك الشفاء الكامل من مرض السرطان رغم كل الصعوبات التي واجهتها.
في كل يوم أشعر بآلامك التي تخترق جسدك، عايشت معاناتك.. معاناة الألم وعدم النوم وعدم القدرة على مضغ الطعام، ورغم كل الآلام التي كنت تعيشها، إلا أنني كنت أعلم جيدا قدرتك وإرادتك الحديدية، لمواجهة مرض السرطان.. تركتني وحيدة أعيش مع ذكريات ابتسامتك الغالية، وبراءتك وحميميتك. ذهبت بهدوء وتركت ألما غائرا في الأعماق مثل أعماق المحيط .
ألوم مستشفى التخصصي بجدة الذي قصر في حقك يا ولدي، ولم يتعامل مع حالتك الطارئة جدا، وفق القواعد الطبية،و لديهم ملف متكامل عنك لأنني أؤمن بإرادة الله. أقول للمستشفى: أرجو عدم تكرار ما حدث مع الآخرين، فأرواح الناس ليست ملفا طبيا وحسب، إنها حياة تستحق أن تعيش كما تعيشون، فما حصل مع حمزة يجب ألا يتكرر مع مريض آخر.
حمزة مات وهناك الآلاف ينتظرون الحياة ولا يريدون الموت بالإهمال، كما حصل في مستشفى التخصصي. نريد إجابة؟ الصمت يزيد من معاناتنا. ابنتي هناء؛ أشعر بحزنك الشديد، ستحملين إرث حمزة وابتسامته وإرادته الصلبة وستنجحين بإذن الله في مقاومة مرض السرطان الخبيث كما نجح حمزة.. الله معك. سنستمر في علاجك. ولن نبخل عليك بأي شيء.. فأنت حاملة لابتسامة شقيقك. سأرفع رأسي فخرا بأنك وافقت أن تكوني أول سعودية مستعدة لأخذ تجربة جرعة «لارتروفو» علاج مرض «الساركوما» في أمريكا. وألتمس من الخطوط السعودية، ووزارة الصحة باستمرار علاجها في الخارج في مستشفى أم دي اندرسون بتكساس بأسرع وقت، لأنه المستشفى الوحيد في العالم الذي يعالج مثل هذه الحالات السرطانية. الوقت يمضي وليس أمامنا إلا أشهر معدودة.
هناء بإرادة الله.. ستنجحين في قهر السرطان كما قهره حمزة، شكرا لحاملي شعار حمزة الابتسامة.. وسأبتسم مثل حمزة الذي مات؛ لأن ابتسامته حية لن تموت.
* والدة حمزة اسكندر
لم تنهزم هناء اسكندر (24) عاما شقيقة محارب السرطان حمزة (25) عاما، أمام الداء الخبيث الذي ألم بها قبيل وفاة شقيقها أخيرا، تاركا وراءه الابتسامة التي ستحملها لمواجهة المرض الخبيث. ورغم الحزن الذي استبد بهناء، وعائلتها بعد رحيل حمزة، الذي أحدث ضجيجا ضخما في أوساط المصابين بمرض السرطان، وصدمة هائلة في المجتمع بكامله، إلا أن الابتسامة التي استمدتها هناء من حمزة مازالت سلاحا أبيض، لدى الفتاة المكلومة. شقيقة حمزة، بدأت معركتها مع السرطان أخيرا متسلحة بالإرادة والتصميم والابتسامة. وهي تصابر وتصبر على «الخبيث» وتتطلع إلى حرب ومقاومة حمزة مع ذلك المرض، لا حيلة لها إلا الصبر والإرادة. حمزة محارب السرطان الذي توفي أخيرا كان لهناء «المحاربة الحية»، بمثابة الدافع المعنوي لمواجهة المرض الخبيث، فقد قررت مواصلة المواجهة لتحمل إرث حمزة، على أمل بالله أن ينتهي الصراع مع مرض «ساركوما السرطان» بنصر مماثل لنصر حمزة، يعيد لها الأمل مرة أخرى، وتقهر السرطان الذي طالما عايشت معاناته القاسية. لتبقى وحيدة في أرض المعركة السرطانية بعد أن تركها شقيقها وانتقل إلى الرفيق الأعلى.
في غرفتها بحي الأصالة بجدة، تقبع هناء اسكندر وحيدة، تعيد ترتيب أوراق حمزة ودفاتره القديمة، ودروعه وشهاداته التقديرية التي تحصل عليها نظير محاربته للسرطان، في كل مرة تزور غرفته تشاهد مكانه في "الكنبة" التي كان يجلس عليها، تتحدث مع نفسها، تغالب دموعها، تشد من أزر والديها وشقيقها محمد، الذي مازال يعيش صدمة الفراق، بينما تتجدد معاناة العائلة من حمزة إلى هناء في مواجهة جديدة للمرض الذي قهره شقيقها.
كبيرة هي المعاناة التي تعيشها هناء ووالداها، فبين الألم والخوف، معاناة علاج الكيماوي، وبين تكاليف العلاج الباهظة والأمر الواقع على الأرض الذي "لا يسر".
حمزة رحل بعد انتصاره وقهره للسرطان، وتبقى قصة هناء التي تواجه مأساة جديدة، فالسيناريو يتجدد معها، فهي تنتظر قدرها، لتغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج في مستشفى «أم دي» إندرسون بتكساس، ومستشفى سالون كاتيرينج، وهذا الانتظار ليس مفتوحا، فقط شهران أمامها لمواجهة مرض السرطان.
كل ما تحتاجه هناء هو إستمرارية العلاج في تكساس الذي تعالجت فيه بـ 4 جلسات "للكيماوي"، ليأتي أمر عودتها إلى السعودية وفق إجراءات وزارة الصحة لتكمل العلاج هنا، بينما يتطلب الأمر استكمالها للعلاج في تكساس، لكي تشرع في استخدام جرعة الدواء «لارتروفو» وهو نوع جديد من الجرعات ضد مرضى "ساركوما السرطان"، ليس متوفرا إلا في تكساس للإجهاز على السرطان، والابتعاد على العلاج الكيماوي الذي ستضطر للعودة اليه لا قدر الله، إذا استمر السرطان في التغلغل في جسدها لتدخل في معاناة جديدة.
هناء المكلومة تحتاج إلى العودة العاجلة إلى تكساس، لاستكمال علاجها، خصوصا أنها أبدت استعدادها الكامل لكي تكون أول سعودية تستخدم الجرعة العلاجية من دواء علاج«لارتروفو» ضد السرطان في نفس المستشفى، لأنها لا تريد العودة إلى العلاج الكيماوي مرة أخرى.
"نعم مستعدة لخوض تجربة العلاج كأول سعودية لست متخوفة، إرادتي قوية ومؤمنة بقضاء الله".. هكذا تحدثت هناء بحماس وهي ترسل رسالة لمن يهمه الأمر، حيال ضرورة انتقالها للعلاج خارج السعودية في أسرع وقت، سواء من قبل الخطوط السعودية أو من خلال توجيه رسمي، لأن حالتها تقتضي ذلك بلا تأخير . وأضافت " سأقهر السرطان بابتسامة حمزة".
قصة هناء، قصة معاناة حقيقية تعيش حولنا وليست رواية من نسج الخيال، نعم هناك فتاة تتألم وإيقاف هذا الألم يتمثل في سرعة علاجها في الخارج. إنها قصة ألم ومعاناة وحزن وحرقة، قصة عائلة ابتليت بمرض السرطان، قصة شقيقين يحاربان أعتى الأمراض.. إنها قصة المحارب الذي قهر السرطان وقهره الموت، والمحاربة التي تتهيأ لقهر أبشع الأمراض بالابتسامة.. إذ لا يوجد أي مركز متخصص لمعالجة مرض سرطان الساركوما في السعودية.. أملها في الله ثم في وزارة الصحة وفي كل من يقرأ هذه الكلمات!
علاج «لارتروفو».. الترياق؟
جرعة دواء «لارتروفو» هو العلاج الجديد لمرض «الساركوما» الذي ابتليت به هناء، ظهر أخيرا في أمريكا بعد أكثر من عقدين من التجارب الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي اعتمدته منظمة الصحة الأمريكية. هناء بشجاعتها أعلنت أنها مستعدة لتجربة هذا العلاج كأول سعودية، خصوصا أنه لا يوجد مركز متخصص لعلاح حالات الساركوما في السعودية، ولأنها لا ترغب في الدخول في تجربة الكيماوي مرة أخرى.. وإذا نجحت التجربة بإذن الله، فستفتح هناء الأبواب لعلاج مئات من مرضى الساركوما لاستخدام العلاج الجديد. هذا العلاج متوافر فقط في مستشفى إم دي أندرسون بتكساس وسالون كاتريج.. هل تقوم وزارة الصحة بتهيئة علاجها في أمريكا لكي تنقذ هناء وتفتح الباب أمام الآخرين للشفاء؟ الوقت يمضي.. والمطلوب السرعة لإنقاذ هناء.
رسالة لـ «تخصصي جدة» .. الشكوى لله
نشتكي لله ونحتسب إلى الله. حمزة لم يمت نتيجة السرطان. جاءت إرادة الله. ولكن نناشد إمارة مكة بالتحقيق، وإدارة مستشفى التخصصي بجدة لمراجعة تعاملاتها مع مرضى الطوارئ. هل يُترك مريض بالقلب وله تاريخ عتيد لمرض السرطان، ولديه تجمع مائي في صدره لساعات طويلة بلا علاج ولا متابعة لصيقة؟ هل يترك مريض لديه ملف متكامل عن مرض السرطان والقلب موجود في أرشيف المستشفى بلا اهتمام؟ لن نشتكي. نحتسب إلى الله. وأملنا في أمير منطقة مكة كبير لكي ينصفنا.
عفواً.. لم أتأخر.. الموت تقدم
جنيد اسكندر *
أحتسبك لله الذي أعطى وأخذ. لم أكن أشعر بمدى
حب الناس لك، إلا عندما شاهدت الآلاف يعزون في وفاتك، ومئات الآلاف متأثرين بغياب ابتسامتك. كنت أشعر بمعاناتك وتراكم أزماتك الصحية. وكنت أستمد قوتي من قوة إرادتك الحديدية، وتصميمك العالي، وابتسامتك التي أصبحت جزءا من وجهك البريء، لمواجهة السرطان الذي قهرته بإرادة الله، أولا ثم بتصميمك القوي النادر.
نعم حمزة إنني حزين جدا لفراقك، ولكننى سعيد بأنك تركت إرثا عتيدا لن ينساه أحد وسيبقى صدقة جارية لك. قاومت السرطان، ونجحت بامتيار. وقاومت مرض القلب وخروقاته المتعددة. ونجحت باقتدار. رسمت الابتسامة على مثات المرضى ومئات الآلاف من المتابعين الذين أصبحوا يبتسمون رغم كل آلامهم ومعاناتهم. لن أنسى حواري الأخير معك ونحن في طريقنا للمستشفى التخصصي بجدة، وأنا أرى وجهك المضيء ينطفئ، وابتسامتك تغيب. مازال صوتك يتردد في ذهني. «بابا أسرع بالسيارة.. خلاص أنا تعبان كثير». «بابا وديني أقرب مستشفى أنا خلاص ما أقدر أتنفس». وأتذكرك وأنت تقول لي عندما علمت أن المستشفى الذي وصلنا له مغلق. "بابا خلاص أتأخرت أنا حأموت". وأنت تمسك بيدي بقوة. وتلفط أنفاسك الأخيرة. وسمعتك تتشهد لحظة وصولي قرب مستشفى التحصصي. وضعت يدي على قلبك وفتحت عينيك. «حمزة مات». إنا لله وإنا اليه راجعون. حمزة لم أتأخر كنت معك على الدوام. وسأكون معك حتى بعد وفاتك. حمزة لم أتأخر. الموت الحق تقدم. رضيت بقضائك ربي. شكرا لمن واسانا. شكرا لمن وقف معنا.. شكرا لمستشفى التخصصي الذي لم يتعامل مع حالة حمزة وفق المعايير الطبية، وتم تجاهله لساعات في الطوارئ. رضينا بقضاء الله. ولكن لا نريد تكرار ما جرى معه مع مرضى آخرين. صبرا زوجتي وابني محمد، صبرا جميلا ابنتي الصامدة هناء التي ستحمل إرث حمزة بابتسامتها وقوة إرادتها، وستقهر بإذن الله المرض.. اللهم أدعوك أن تشفيها كما شفيت شقيقها حمزة الذي سيجمعنا في بيت الحمد إن شاء الله.
*والد حمزة اسكندر
سأبتسم تخليداً.. لموته
نوشين اسكندر *
وإن غبت عنا جسدا إلا أن روحك مازالت تتجول في ثنايا روحي، والبيت الذي عشت فيه، هذا ليس رثاء إنه ما أعيشه حقا بعد رحيل هذا الجسد الذي ربيته عقودا وذهب منى فجاة بدون وداع.
نعم الموت حق ولا راد لقضاء الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهبت روحك إلى السماء، تاركة ابتسامتك معنا على الأرض. كنت أقول «حمزة ليس ابني». إنه ابن المجتمع، كنت فعلا ابن المجتمع، تواسي مرضى السرطان، تقوي من عزيمتهم.. ليس بالدواء بل بابتسامة صادقة شجاعة. هذه الابتسامة التي أصبحت القوى الخفية لمرضى السرطان، بإرادة الله، الذي حقق لك الشفاء الكامل من مرض السرطان رغم كل الصعوبات التي واجهتها.
في كل يوم أشعر بآلامك التي تخترق جسدك، عايشت معاناتك.. معاناة الألم وعدم النوم وعدم القدرة على مضغ الطعام، ورغم كل الآلام التي كنت تعيشها، إلا أنني كنت أعلم جيدا قدرتك وإرادتك الحديدية، لمواجهة مرض السرطان.. تركتني وحيدة أعيش مع ذكريات ابتسامتك الغالية، وبراءتك وحميميتك. ذهبت بهدوء وتركت ألما غائرا في الأعماق مثل أعماق المحيط .
ألوم مستشفى التخصصي بجدة الذي قصر في حقك يا ولدي، ولم يتعامل مع حالتك الطارئة جدا، وفق القواعد الطبية،و لديهم ملف متكامل عنك لأنني أؤمن بإرادة الله. أقول للمستشفى: أرجو عدم تكرار ما حدث مع الآخرين، فأرواح الناس ليست ملفا طبيا وحسب، إنها حياة تستحق أن تعيش كما تعيشون، فما حصل مع حمزة يجب ألا يتكرر مع مريض آخر.
حمزة مات وهناك الآلاف ينتظرون الحياة ولا يريدون الموت بالإهمال، كما حصل في مستشفى التخصصي. نريد إجابة؟ الصمت يزيد من معاناتنا. ابنتي هناء؛ أشعر بحزنك الشديد، ستحملين إرث حمزة وابتسامته وإرادته الصلبة وستنجحين بإذن الله في مقاومة مرض السرطان الخبيث كما نجح حمزة.. الله معك. سنستمر في علاجك. ولن نبخل عليك بأي شيء.. فأنت حاملة لابتسامة شقيقك. سأرفع رأسي فخرا بأنك وافقت أن تكوني أول سعودية مستعدة لأخذ تجربة جرعة «لارتروفو» علاج مرض «الساركوما» في أمريكا. وألتمس من الخطوط السعودية، ووزارة الصحة باستمرار علاجها في الخارج في مستشفى أم دي اندرسون بتكساس بأسرع وقت، لأنه المستشفى الوحيد في العالم الذي يعالج مثل هذه الحالات السرطانية. الوقت يمضي وليس أمامنا إلا أشهر معدودة.
هناء بإرادة الله.. ستنجحين في قهر السرطان كما قهره حمزة، شكرا لحاملي شعار حمزة الابتسامة.. وسأبتسم مثل حمزة الذي مات؛ لأن ابتسامته حية لن تموت.
* والدة حمزة اسكندر