-A +A
ها هو الشرق يفتح أحضانه ويمد أيديه للقاء السعودية في مشاهد من الاحتفاء الصادق، والتكريم الحفي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يزور ماليزيا في مستهل جولة تشمل؛ إندونيسيا، والصين، واليابان، وبروناي دار السلام، وجزر المالديف، والأردن. وتأتي الجولة في سياق استشعار السعودية بانتمائها الآسيوي، وشعورها بضرورة تعزيز العلاقات مع كبريات دول الشرق الآسيوي، لما فيه من مكاسب محققة للجانبين، خصوصاً في زمن كثرت فيه القلاقل والاضطرابات، وبرزت فيه آفة الإرهاب أكثر من أي وقت مضى، وأطلت فيه المطامع وطموحات الهيمنة من بعض القوى الإقليمية. ويأتي احتفاء ماليزيا بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز مصداقاً للصداقة المتعمقة، والرغبة المخلصة لدى الجانبين في الانتقال بالعلاقات إلى أعلى مستويات التعاون، ليس على الصعيد التجاري والتبادلي فحسب، بل في كل ما من شأنه إرساء الأمن والاستقرار، وتحقيق منافع للشعوب، وتعزيز التحالفات التي يمكن أن تضمن عبوراً آمناً إلى عالم القرن الـ21 الذي يلعب فيه الاقتصاد والتكنولوجيا دوراً مفصلياً، لكن تقدمه وانعكاس ذلك على الشعوب يتطلب بسط الأمن، واجتثاث الإرهاب، وكبح التطرف، وهي التحديات الرئيسية التي تشغل بال قادة الدول الساعية بصدق إلى إسعاد شعوبها، وتحقيق تطلعاتها. ولذلك فإن جولة الملك سلمان تستحق بحق أن يطلق عليها «دبلوماسية تعزيز الشراكات»، في وقت تواجه فيه المملكة تحديات تحقيق خطتها للعام 2030، لضمان تلافي سلبيات الاعتماد على النفط وحده كمصدر للدخل الاقتصادي. وهي جِماعُ تجارب برز فيها عزم الملك سلمان وشكيمته في مواجهة الأخطار الكبيرة بالتحالفات، ولجم الفتن، ودحر المتآمرين من خلال تعزيز الشراكات، وزيادة التبادل، فيما تحقق المملكة تقدماً اقتصادياً ملموساً جعلها ضمن الدول الـ20 الأقوى اقتصاداً في العالم.