الملك سلمان في صورة تذكارية مع أبرز الشخصيات الإسلامية والممثلة للأديان الأخرى في إندونيسيا، بحضور الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الجمعة الماضية.
الملك سلمان في صورة تذكارية مع أبرز الشخصيات الإسلامية والممثلة للأديان الأخرى في إندونيسيا، بحضور الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الجمعة الماضية.
-A +A
«عكاظ» (جدة)
okaz_online@

تظل المملكة في مقدمة الدول الداعية إلى التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتعزيز مبادئ التسامح والتعايش وتقبل الآخر.


ولما كانت الرياض وجاكرتا ركيزتين للوسطية والاعتدال ونبذ الإرهاب والتطرف، فقد شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لدى لقائه الجمعة الماضية في جاكرتا أبرز الشخصيات الإسلامية والممثلة للأديان الأخرى في إندونيسيا، بحضور الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، على سعي الأديان إلى حماية حقوق الإنسان وسعادته، مؤكداً «من المهم محاربة الغلو والتطرف في جميع الأديان والثقافات».

وأشار إلى أن المملكة تبنت مفهوم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وساهمت في إنشاء مركز لهذا الهدف في العاصمة النمساوية فيينا رغبة منها في تعزيز الحوار بين الجميع.

وفيما أشاد خادم الحرمين الشريفين خلال اللقاء بروح التسامح والتعايش بين أبناء الشعب الإندونيسي، شكر ممثلون لمختلف الأديان في إندونيسيا الملك سلمان على إتاحة الفرصة للالتقاء به، وعدّوا مثل هذه اللقاءات المهمة دافعاً كبيراً لنشر ثقافة الاعتدال والتسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف بين مختلف أتباع الأديان والثقافات وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وفي ذات الإطار جاء إنشاء مركز عالمي للسلام في ماليزيا باسم «مركز الملك سلمان للسلام العالمي» ضمن إسهامات المملكة العربية السعودية لتفعيل رسالة الإسلام والسلام على المستوى العالمي، وتأكيدا لسماحة الإسلام ودعوته المستمرة لنشر وتعزيز قيم السلام والتعايش، وكل ما يخدم الإنسانية.

المركز العالمي للحوار

وكانت المملكة قد أسست مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2012 كمنظمة دولية فريدة من نوعها، تجمع بين القيادات الدينية وصانعي السياسات بهدف نشر قيم الحوار والتعايش وتعزيز التسامح، والسعي إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بين أتباع الأديان والثقافات.

ويعد المركز وبرامجه خطوة أساسية في العلاقات المبنية على الحوار والتفاهم والتعايش بين مختلف الحضارات والثقافات البشرية، وهو إحدى المبادرات العالمية التي تبنتها المملكة بمشاركة كل من النمسا وإسبانيا والفاتيكان كعضو مراقب لتعزيز التعايش والاحترام بين الشعوب والأمم، في إطار جهودها لإرساء وترسيخ ثقافة الحوار والعيش المشترك.

ويعمل المركز من خلال برامجه في أوروبا وأمريكا إضافة إلى أربع مناطق يتم تركيز بعض النشاطات فيها وهي أفريقيا الوسطى ونيجيريا وميانمار والشرق الأوسط، وبالأخص العراق وسورية. وعلى سبيل المثال برنامج «وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار»، وبرنامج «شبكة المعاهد والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي». ومن أبرز شراكاته لتحقيق أهدافه في الشرق الأوسط شراكته مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذ تم التركيز على بناء برامج حوارية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين وغيرهما من أتباع الأديان في العراق وسورية ولبنان ومصر والأردن.

تعايش وتسامح

وفي هذا الإطار نظم المركز في السابع من فبراير الماضي لقاء حواريا على هامش أسبوع الوئام العالمي من أجل تعزيز التعايش والتسامح بين الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا.

ووفقاً لأمين عام المركز فيصل بن عبدالرحمن بن معمر هدف اللقاء الذي حضره أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى (متحدثا رئيسيا) إلى مناقشة الآليات والأدوات المناسبة لتعزيز التعايش ومواجهة التحديات المعاصرة، وتضمن حواراً بين المشاركين عن أفضل الممارسات في مجتمعاتهم ذات الأثر الجيد على الأفراد والمجتمعات، وكيفية مواجهة التحديات المعاصرة، خصوصاً ما يتعلق بالتطرف المتلبس بلباس الدين والتطرف السياسي والأيديولوجي.