hatem2063@
في الطريق إلى محافظة بدر.. تهجس في الذاكرة مشاهد غزوة بدر الكبرى، التي بها تغير حال المسلمين، كونها أول غزوة في التاريخ الإسلامي، إلا أن الزائر لتلك المنطقة التاريخية يفاجأ بنقص الخدمات الأساسية، في الوقت الذي ينبهر من براعة شبابها وتطوره.
أهالي المحافظة استاءوا من إهمال البلدية للمشاريع المقامة وتعثرها لسنوات، خصوصا الطرقات، مما سبب في ازدحام ملحوظ للسيارات، ليس فقط في أوقات الذروة بل حتى في الأوقات الأخرى.
تساؤلات واستفسارات عديدة أطلقها أهالي بدر عبر «عكاظ»، إذ يطالبون الجهات المعنية بمشاريع خدمية، سواء كانت بلدية أو صحية أو تعليمية أو غيرها من الخدمات التنموية لراحة المواطن والتسهيل عليه.
يؤكد هاني الصبحي على ضرورة إنهاء المشاريع القائمة في مدخل «بدر» على الطريق الرئيسي (بدر ــ المدينة ــ جدة)، معتبرا أنه من أهم الطرق في المحافظة، كونه يربطها بباقي المدن الأخرى، مضيفا أن هناك ميدانا ونقطة مركزية كانا موجودين في بدر لكن البلدية هدمت الدوار فضيَّقت الشوارع على المواطنين، ومنذ ثلاثة أعوام والعمل جار لم ينتهِ، ولم تعد البلدية الطريق كما كان، مشيرا إلى أن استمرار تنفيذ دوار المدخل الشرقي للمحافظة دون وجود تقاطع يسبب مخاطر لأرواح الناس.
من جانبه، أوضح أحمد الحربي أن محافظة بدر لا توجد فيها مدن ترفيهية فيضطر أهاليها للسفر إلى ينبع أو المدينة المنورة للترفيه عن أبنائهم، وليس بها حدائق عامة سوى حديقة متواضعة وصغيرة (حديقة الملك فهد)، وهناك ألعاب خفيفة ومتعطلة في بعض الأحياء تحتاج إلى صيانة، موضحا أن هناك طلبات رفعت لرئيس البلدية من الأهالي ولم يجنوا منها إلا الوعود. أما عبدالله الصبحي فشن هجوما على المجلس البلدي، ووصفهم بأنهم «غير فاعلين»، وحمّلهم إهمال البلدية بسبب سكوتهم، خصوصا أن من مهامهم مراقبة أعمال البلدية، ولم يلمس الأهالي من أعضاء المجلس أية تنفيذ لمتطلباتهم، رغم الشكاوى المتكررة.
ويؤكد فؤاد الصبحي أن المشاريع في محافظة بدر تستمر لسنوات، وعندما تنتهي تفاجأ من بساطة المشروع مقياسا بالمدة الزمنية الطويلة لتنفيذه، مشيرا إلى عدم وجود مؤشرات أداء وقياس لدى البلدية عند تنفيذ المشاريع ومتابعتها، مرجعا ذلك لغياب مفهوم «حوكمة المشاريع».
وتطرق أحمد الشهري إلى «الحفريات» المنتشرة في شوارع بدر، واصفا إياها بـ«المصيدة»، ومعربا عن استيائه لـ«تقشر» السفلتة في الشوارع الرئيسة بالمحافظة ووسطها، ومع ذلك لم تستطع البلدية أن تدير هذه الشوارع بما يليق ببدر وأهلها، إضافة إلى أن الطريق العام الذي يمر بسوق بدر له قرابة العامين والعمل فيه قائم، وبه رصيف لا يتجاوز كيلومترا واحدا لم ينته بعد. واستنكر الشهري ما يجري في معرض الصناعات الذي حُصِر في ركن على الطريق العام، المليء بألعاب الأطفال، مما يزيد من حوادث الدهس، مطالبا البلدية بإصدار بيان توضيحي توضح فيه تراكم أعمالها.
وأشار إلى أن أغلب أمانات المناطق تتابع حالة المواطن في وسائل التواصل وتحاول التجاوب معه إلا في محافظة بدر التي ينعدم فيها التواصل المباشر بين المواطن والمسؤول في أمانة منطقة المدينة المنورة.
ويقول لافي عشبان الجهني: «الدولة اهتمت بالمواطن أولا، ووفرت له سبل الراحة والرفاهية في مجالات الحياة العديدة وتتلمس احتياجاته، لذا فإننا نتطلع إلى مبادرة المسؤولين من الجهات ذات العلاقة لتقصي الحقائق بإرسال لجان فنية متخصصة تكشف عيوب الأداء المهني والفني في المنطقة، وتعاقب المقصرين عن أداء واجبهم نحو وطنهم»، مضيفا «هذه المشكلة أصبحت الآن هاجس كل مواطن وشغله الشاغل، نظرا لأهميتها وارتباطها المباشر بمصلحة الوطن وخدمته».
ويتحدث عبدالعزيز المنصور عن «السفلتة»، موضحا أن هناك عاملين لمشكلة «السفلتة» في المحافظة التي لم تتخذ لها الجهات المعنية أية حلول لمعالجتها؛ أولها: ترسب منسوب مياه الأمطار في شوارع وأحياء المحافظة الداخلية، ثانيها: الحفريات التي تقوم بها شركات خاصة لإنجاز أعمال فنية ذات علاقة بالكهرباء أو مصلحة المياه أو الهاتف، دون أن تضع هذه القطاعات أية اعتبارات سابقة لإصلاح ما تم إتلافه من مرافق خدمية مثل: الأسفلت، الأشجار، أعمدة الكهرباء، والأرصفة.
«شبيهة» القمر.. محور شبكات الطرق
«بدر» الحاضر وفق التنظيم الإداري، محافظة تبعد عن المدينة المنورة 150 كيلو مترا (جنوب غرب)، على طريق المدينة المنورة ــ جدة القديم، وحدودها الإدارية من الجنوب منطقة مكة المكرمة، ومن الشرق المدينة المنورة، ومن الشمال والغرب محافظة ينبع والبحر الأحمر.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى شكل أرضها، الذي يشبه «القمر» عند اكتماله «بدرا»، ويبلغ سكانها 40 ألف نسمة، ومساحتها 8186 كيلو مترا، وهي شديدة الحرارة والرطوبة صيفا لقربها من البحر، وذات جو معتدل شتاء تتراوح ما بين 16 إلى 25 درجة مئوية.
ويكتسب موقع مدينة «بدر» الأهمية لوقوعها على محور شبكة طرق (طريق المدينة المنورة ــ بدر ــ ينبع)، والطريق الإقليمي الساحلي الدولي (الشمال ــ ينبع ــ جدة ومكة) وهو محور لحركة الحجاج، إضافة للطريق السريع (القصيم ــ المدينة المنورة ــ بدر ــ ينبع ــ رابغ ــ جدة)، كما أنها تمثل حلقة الوصل بين المدينة المنورة ذات الثقل السكاني ومدينتي ينبع البحر وينبع الصناعية.
الحلقة القادمة:
السيول خطر على «دمان بدر»
في الطريق إلى محافظة بدر.. تهجس في الذاكرة مشاهد غزوة بدر الكبرى، التي بها تغير حال المسلمين، كونها أول غزوة في التاريخ الإسلامي، إلا أن الزائر لتلك المنطقة التاريخية يفاجأ بنقص الخدمات الأساسية، في الوقت الذي ينبهر من براعة شبابها وتطوره.
أهالي المحافظة استاءوا من إهمال البلدية للمشاريع المقامة وتعثرها لسنوات، خصوصا الطرقات، مما سبب في ازدحام ملحوظ للسيارات، ليس فقط في أوقات الذروة بل حتى في الأوقات الأخرى.
تساؤلات واستفسارات عديدة أطلقها أهالي بدر عبر «عكاظ»، إذ يطالبون الجهات المعنية بمشاريع خدمية، سواء كانت بلدية أو صحية أو تعليمية أو غيرها من الخدمات التنموية لراحة المواطن والتسهيل عليه.
يؤكد هاني الصبحي على ضرورة إنهاء المشاريع القائمة في مدخل «بدر» على الطريق الرئيسي (بدر ــ المدينة ــ جدة)، معتبرا أنه من أهم الطرق في المحافظة، كونه يربطها بباقي المدن الأخرى، مضيفا أن هناك ميدانا ونقطة مركزية كانا موجودين في بدر لكن البلدية هدمت الدوار فضيَّقت الشوارع على المواطنين، ومنذ ثلاثة أعوام والعمل جار لم ينتهِ، ولم تعد البلدية الطريق كما كان، مشيرا إلى أن استمرار تنفيذ دوار المدخل الشرقي للمحافظة دون وجود تقاطع يسبب مخاطر لأرواح الناس.
من جانبه، أوضح أحمد الحربي أن محافظة بدر لا توجد فيها مدن ترفيهية فيضطر أهاليها للسفر إلى ينبع أو المدينة المنورة للترفيه عن أبنائهم، وليس بها حدائق عامة سوى حديقة متواضعة وصغيرة (حديقة الملك فهد)، وهناك ألعاب خفيفة ومتعطلة في بعض الأحياء تحتاج إلى صيانة، موضحا أن هناك طلبات رفعت لرئيس البلدية من الأهالي ولم يجنوا منها إلا الوعود. أما عبدالله الصبحي فشن هجوما على المجلس البلدي، ووصفهم بأنهم «غير فاعلين»، وحمّلهم إهمال البلدية بسبب سكوتهم، خصوصا أن من مهامهم مراقبة أعمال البلدية، ولم يلمس الأهالي من أعضاء المجلس أية تنفيذ لمتطلباتهم، رغم الشكاوى المتكررة.
ويؤكد فؤاد الصبحي أن المشاريع في محافظة بدر تستمر لسنوات، وعندما تنتهي تفاجأ من بساطة المشروع مقياسا بالمدة الزمنية الطويلة لتنفيذه، مشيرا إلى عدم وجود مؤشرات أداء وقياس لدى البلدية عند تنفيذ المشاريع ومتابعتها، مرجعا ذلك لغياب مفهوم «حوكمة المشاريع».
وتطرق أحمد الشهري إلى «الحفريات» المنتشرة في شوارع بدر، واصفا إياها بـ«المصيدة»، ومعربا عن استيائه لـ«تقشر» السفلتة في الشوارع الرئيسة بالمحافظة ووسطها، ومع ذلك لم تستطع البلدية أن تدير هذه الشوارع بما يليق ببدر وأهلها، إضافة إلى أن الطريق العام الذي يمر بسوق بدر له قرابة العامين والعمل فيه قائم، وبه رصيف لا يتجاوز كيلومترا واحدا لم ينته بعد. واستنكر الشهري ما يجري في معرض الصناعات الذي حُصِر في ركن على الطريق العام، المليء بألعاب الأطفال، مما يزيد من حوادث الدهس، مطالبا البلدية بإصدار بيان توضيحي توضح فيه تراكم أعمالها.
وأشار إلى أن أغلب أمانات المناطق تتابع حالة المواطن في وسائل التواصل وتحاول التجاوب معه إلا في محافظة بدر التي ينعدم فيها التواصل المباشر بين المواطن والمسؤول في أمانة منطقة المدينة المنورة.
ويقول لافي عشبان الجهني: «الدولة اهتمت بالمواطن أولا، ووفرت له سبل الراحة والرفاهية في مجالات الحياة العديدة وتتلمس احتياجاته، لذا فإننا نتطلع إلى مبادرة المسؤولين من الجهات ذات العلاقة لتقصي الحقائق بإرسال لجان فنية متخصصة تكشف عيوب الأداء المهني والفني في المنطقة، وتعاقب المقصرين عن أداء واجبهم نحو وطنهم»، مضيفا «هذه المشكلة أصبحت الآن هاجس كل مواطن وشغله الشاغل، نظرا لأهميتها وارتباطها المباشر بمصلحة الوطن وخدمته».
ويتحدث عبدالعزيز المنصور عن «السفلتة»، موضحا أن هناك عاملين لمشكلة «السفلتة» في المحافظة التي لم تتخذ لها الجهات المعنية أية حلول لمعالجتها؛ أولها: ترسب منسوب مياه الأمطار في شوارع وأحياء المحافظة الداخلية، ثانيها: الحفريات التي تقوم بها شركات خاصة لإنجاز أعمال فنية ذات علاقة بالكهرباء أو مصلحة المياه أو الهاتف، دون أن تضع هذه القطاعات أية اعتبارات سابقة لإصلاح ما تم إتلافه من مرافق خدمية مثل: الأسفلت، الأشجار، أعمدة الكهرباء، والأرصفة.
«شبيهة» القمر.. محور شبكات الطرق
«بدر» الحاضر وفق التنظيم الإداري، محافظة تبعد عن المدينة المنورة 150 كيلو مترا (جنوب غرب)، على طريق المدينة المنورة ــ جدة القديم، وحدودها الإدارية من الجنوب منطقة مكة المكرمة، ومن الشرق المدينة المنورة، ومن الشمال والغرب محافظة ينبع والبحر الأحمر.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى شكل أرضها، الذي يشبه «القمر» عند اكتماله «بدرا»، ويبلغ سكانها 40 ألف نسمة، ومساحتها 8186 كيلو مترا، وهي شديدة الحرارة والرطوبة صيفا لقربها من البحر، وذات جو معتدل شتاء تتراوح ما بين 16 إلى 25 درجة مئوية.
ويكتسب موقع مدينة «بدر» الأهمية لوقوعها على محور شبكة طرق (طريق المدينة المنورة ــ بدر ــ ينبع)، والطريق الإقليمي الساحلي الدولي (الشمال ــ ينبع ــ جدة ومكة) وهو محور لحركة الحجاج، إضافة للطريق السريع (القصيم ــ المدينة المنورة ــ بدر ــ ينبع ــ رابغ ــ جدة)، كما أنها تمثل حلقة الوصل بين المدينة المنورة ذات الثقل السكاني ومدينتي ينبع البحر وينبع الصناعية.
الحلقة القادمة:
السيول خطر على «دمان بدر»