«بدر» إحدى المدن الشهيرة في التاريخ الإسلامي، كانت محط أنظار القوافل التجارية بين الشام واليمن، وشهدت أرضها أول مواجهة في ملحمة انتشار الإسلام في معركة حملت اسمها «معركة بدر».
وبالنظر إلى العمق التاريخي للمحافظة، فإن «بدر» مؤهلة لأن تكون مدينة سياحية لغناها بالآثار الإسلامية في مقدمتها معالم غزوة بدر الكبرى؛ مثل: موقع شهداء بدر، مسجد العريش، العدوة الدنيا، العدوة القصوى، جبل الملائكة، إلى جانب الآثار القديمة من العصر الروماني، كما يوضح أحمد الجابري، الذي أكد أن ما تملكه «بدر» من كنوز أثرية لا يجد اهتماما من هيئة السياحة والتراث الوطني، مضيفا «الزائر اليوم لبدر لا يجد معلما سياحيا يزوره، ويقع أبناء المحافظة في مواقف محرجة أمام أصدقائهم من خارجها الذين يتأنون من أجل السياحة التراثية».
بدروه، أكد الباحث التاريخي الدكتور عبدالودود الحربي أن موقع معركة بدر وحدودها لم تعد قائمة اليوم، والعلماء اختلفوا في مكانها، والرسول صلى الله عليه وسلم دخل من قرية خلف بدر اسمها «الدبة» بين الجبلين الصخري والرملي، ولم تعد هذه القرية موجودة حاليا، وليس لها أثر، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عسكر ببدر في المكان المسمى «العدوة الدنيا».
من جانبه، يرى الباحث التاريخي هاني الصبحي أن «بدر» لم تنل نصيبها من هيئة السياحة ولا من بلدية المحافظة، خصوصا أن لها عدة مميزات تاريخية، إذ تعتبر من المدن الشهيرة في الجاهلية لشهرة مائها، وكان بها سوق شهيرة عند العرب قديما (من 1 إلى 8 ذي القعدة سنويا)، وكانت على طرق القوافل التجارية المتجهة من مكة المكرمة إلى الشام، وعلى الطريق القادم من المدينة إلى الجار (ميناء المدينة القديم على البحر الأحمر).
وأشار الصبحي إلى أن مزارع النخيل في بدر تعد أهم المعالم التاريخية والحضارية الشاهدة على حقبة زمنية كانت فيها «النخلة» ولازالت عنوانا للمجد والعزة. أما الدكتور سعيد الحربي، فوصف الفنادق في محافظة بدر بالمعدومة، ودور هيئة السياحة فيها غائب، فبدر المدينة الرئيسية في المحافظة الغنية عن التعريف بأهميتها لا يتوفر بها فندق أبدا، وربما هي المحافظة الوحيدة على مستوى المملكة تجمع بين المكانة التاريخية وسوء الخدمات، وما زاد الوضع سوءا هو حال الشقق السكنية المفروشة. وانتقد الحربي دور رجال الأعمال في بدر قائلا: «انشغال معظمهم خارجها مع أن دورهم نحو مجتمعهم يجب أن يكون أكبر، فهي أولى باهتمامهم ومشاريعهم، وعليهم أن يكونوا شركاء فاعلين مع الدولة لتحسين قطاع السياحة بالمحافظة، خصوصا أن بها فرصا استثمارية كبيرة.
«السياحة والآثار»: المحافظة ضمن أولوياتنا
أكد مدير هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينة المنورة خالد الشهراني أن الهيئة وضعت ضمن أولوياتها المعالم التاريخية في محافظة بدر، واتفقت مع وزارة الدفاع على أن يفتتح متحف آثاري تاريخي عسكري، وسيكون من أفضل المتاحف على مستوى المملكة، وسوف يستخدم فيه وسائل التقنية الحديثة، ومتوقع الافتتاح يكون في الثلاثة الأشهر القادمة.
.. وأكاديمي: جغرافيتها السهلة وتاريخها العميق جاذبان
رأى الأستاذ في قسم الجغرافيا ونظم المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز محمد العباس، أن محافظة بدر لديها مميزات جغرافية تساعد على أن تكون منطقة جاذبة للسياح، خصوصا أنها تقع بين المدينة ومكة، فهي بعدة بيئات منها: الجبلية، التي تحيط بالمدينة جزء من سلسلة جبال السروات من جميع الجهات، والبيئة الصحراوية؛ بكثيب الحنان (دف علي) الذي يقف شامخا في الركن الشمالي الغربي من المدينة، والبيئة الزراعية؛ من انتشار مزارع النخيل في كافة الأنحاء وحولها، وبيئة الوديان؛ إذ تقع في نهاية مصب (وادي الصفراء).
إضافة إلى مرور وادي بدر «ذو الخشب» بالمحافظة، وبيئة السهول، إذ يبعد السهل الساحلي (الخبت) ستة كيلو مترات فقط عن المدينة، والبيئة البحرية؛ فلا يبعد البحر الأحمر عن مدينة بدر سوى 20 كيلو مترا بريا أو 35 كيلو مترا أسفلتيا.
أهالي بدر:وضعنا الصحي «عليل»
طالب مراجعو مستشفى بدر العام، توفير مستشفى آخر في المحافظة بكوادر طبية وتمريضية عالية المهنية، موضحين أنهم يتكبدون عناء السفر للمدينة المنورة أو ينبع للعلاج، كون المستشفى الحالي لا يوجد به إلا 50 سريرا.
ويستقبل المستشفى في الوردية الواحدة يوميا ما بين 250 إلى 350 مراجعا، وزادت أهميته من موقع على طريق جدة ـ ينبع ـ المدينة ما يجعله يستقبل حالات الحوادث المرورية والحالات الطارئة لمستخدمي الطريق.
ويوضح طالب فريح المنصوري أنهم يعانون من ضيق مساحة قسم الطوارئ، فلا يتسع لكل الحالات الطارئة في آن واحد، خصوصا أثناء الحوادث المرورية في الطرق السريعة، مطالبا بإنشاء مبنى خاص لقسم الطوارئ مجهز بكافة الأجهزة.
وأكد عبد المنعم الغامدي أن المستشفى به ثلاث غرف للولادة فقط، وهي لا تتناسب مع محافظة كاملة يقنطنها 40 ألف نسمة، داعيا أن يكون في بدر مستشفى خاص للنساء والولادة.
ولم يكتف أهالي «بدر» بتلك الشكوى من المستشفى العام، بل أشاروا إلى تردي خدماته وتعطل بعض أجهزته، ما اضطرهم للبحث عن مستشفيات أخرى في ينبع والمدينة، فيوضح بدر العوفي (نجل أحد المرضى) أن المستشفى لا توجد به أسِرَّة للمرضى، مما يسبب ازدحاما شديدا فيضطر البعض للسفر لمدن أخرى للعلاج، إضافة إلى أن المعدات الخاصة بالغسيل الكلوي لا تعمل بصورة منتظمة، موضحا أن والده يعاني من الفشل الكلوي ولم يتمكن من الغسيل في الوقت المحدد.
أما سعد الحربي، فاستغرب من الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة اكتفاءها بمركز صحي واحد متواضع وضعيف الإمكانات في مدينة بها 15 حيا سكنيا، مع أن المفترض أن يكون لكل حي مركز صحي بكامل إمكانياته، مشيرا إلى أن زيادة المراكز الصحية يخفف كثيرا على المستشفى العام.
وبالنظر إلى العمق التاريخي للمحافظة، فإن «بدر» مؤهلة لأن تكون مدينة سياحية لغناها بالآثار الإسلامية في مقدمتها معالم غزوة بدر الكبرى؛ مثل: موقع شهداء بدر، مسجد العريش، العدوة الدنيا، العدوة القصوى، جبل الملائكة، إلى جانب الآثار القديمة من العصر الروماني، كما يوضح أحمد الجابري، الذي أكد أن ما تملكه «بدر» من كنوز أثرية لا يجد اهتماما من هيئة السياحة والتراث الوطني، مضيفا «الزائر اليوم لبدر لا يجد معلما سياحيا يزوره، ويقع أبناء المحافظة في مواقف محرجة أمام أصدقائهم من خارجها الذين يتأنون من أجل السياحة التراثية».
بدروه، أكد الباحث التاريخي الدكتور عبدالودود الحربي أن موقع معركة بدر وحدودها لم تعد قائمة اليوم، والعلماء اختلفوا في مكانها، والرسول صلى الله عليه وسلم دخل من قرية خلف بدر اسمها «الدبة» بين الجبلين الصخري والرملي، ولم تعد هذه القرية موجودة حاليا، وليس لها أثر، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عسكر ببدر في المكان المسمى «العدوة الدنيا».
من جانبه، يرى الباحث التاريخي هاني الصبحي أن «بدر» لم تنل نصيبها من هيئة السياحة ولا من بلدية المحافظة، خصوصا أن لها عدة مميزات تاريخية، إذ تعتبر من المدن الشهيرة في الجاهلية لشهرة مائها، وكان بها سوق شهيرة عند العرب قديما (من 1 إلى 8 ذي القعدة سنويا)، وكانت على طرق القوافل التجارية المتجهة من مكة المكرمة إلى الشام، وعلى الطريق القادم من المدينة إلى الجار (ميناء المدينة القديم على البحر الأحمر).
وأشار الصبحي إلى أن مزارع النخيل في بدر تعد أهم المعالم التاريخية والحضارية الشاهدة على حقبة زمنية كانت فيها «النخلة» ولازالت عنوانا للمجد والعزة. أما الدكتور سعيد الحربي، فوصف الفنادق في محافظة بدر بالمعدومة، ودور هيئة السياحة فيها غائب، فبدر المدينة الرئيسية في المحافظة الغنية عن التعريف بأهميتها لا يتوفر بها فندق أبدا، وربما هي المحافظة الوحيدة على مستوى المملكة تجمع بين المكانة التاريخية وسوء الخدمات، وما زاد الوضع سوءا هو حال الشقق السكنية المفروشة. وانتقد الحربي دور رجال الأعمال في بدر قائلا: «انشغال معظمهم خارجها مع أن دورهم نحو مجتمعهم يجب أن يكون أكبر، فهي أولى باهتمامهم ومشاريعهم، وعليهم أن يكونوا شركاء فاعلين مع الدولة لتحسين قطاع السياحة بالمحافظة، خصوصا أن بها فرصا استثمارية كبيرة.
«السياحة والآثار»: المحافظة ضمن أولوياتنا
أكد مدير هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينة المنورة خالد الشهراني أن الهيئة وضعت ضمن أولوياتها المعالم التاريخية في محافظة بدر، واتفقت مع وزارة الدفاع على أن يفتتح متحف آثاري تاريخي عسكري، وسيكون من أفضل المتاحف على مستوى المملكة، وسوف يستخدم فيه وسائل التقنية الحديثة، ومتوقع الافتتاح يكون في الثلاثة الأشهر القادمة.
.. وأكاديمي: جغرافيتها السهلة وتاريخها العميق جاذبان
رأى الأستاذ في قسم الجغرافيا ونظم المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز محمد العباس، أن محافظة بدر لديها مميزات جغرافية تساعد على أن تكون منطقة جاذبة للسياح، خصوصا أنها تقع بين المدينة ومكة، فهي بعدة بيئات منها: الجبلية، التي تحيط بالمدينة جزء من سلسلة جبال السروات من جميع الجهات، والبيئة الصحراوية؛ بكثيب الحنان (دف علي) الذي يقف شامخا في الركن الشمالي الغربي من المدينة، والبيئة الزراعية؛ من انتشار مزارع النخيل في كافة الأنحاء وحولها، وبيئة الوديان؛ إذ تقع في نهاية مصب (وادي الصفراء).
إضافة إلى مرور وادي بدر «ذو الخشب» بالمحافظة، وبيئة السهول، إذ يبعد السهل الساحلي (الخبت) ستة كيلو مترات فقط عن المدينة، والبيئة البحرية؛ فلا يبعد البحر الأحمر عن مدينة بدر سوى 20 كيلو مترا بريا أو 35 كيلو مترا أسفلتيا.
أهالي بدر:وضعنا الصحي «عليل»
طالب مراجعو مستشفى بدر العام، توفير مستشفى آخر في المحافظة بكوادر طبية وتمريضية عالية المهنية، موضحين أنهم يتكبدون عناء السفر للمدينة المنورة أو ينبع للعلاج، كون المستشفى الحالي لا يوجد به إلا 50 سريرا.
ويستقبل المستشفى في الوردية الواحدة يوميا ما بين 250 إلى 350 مراجعا، وزادت أهميته من موقع على طريق جدة ـ ينبع ـ المدينة ما يجعله يستقبل حالات الحوادث المرورية والحالات الطارئة لمستخدمي الطريق.
ويوضح طالب فريح المنصوري أنهم يعانون من ضيق مساحة قسم الطوارئ، فلا يتسع لكل الحالات الطارئة في آن واحد، خصوصا أثناء الحوادث المرورية في الطرق السريعة، مطالبا بإنشاء مبنى خاص لقسم الطوارئ مجهز بكافة الأجهزة.
وأكد عبد المنعم الغامدي أن المستشفى به ثلاث غرف للولادة فقط، وهي لا تتناسب مع محافظة كاملة يقنطنها 40 ألف نسمة، داعيا أن يكون في بدر مستشفى خاص للنساء والولادة.
ولم يكتف أهالي «بدر» بتلك الشكوى من المستشفى العام، بل أشاروا إلى تردي خدماته وتعطل بعض أجهزته، ما اضطرهم للبحث عن مستشفيات أخرى في ينبع والمدينة، فيوضح بدر العوفي (نجل أحد المرضى) أن المستشفى لا توجد به أسِرَّة للمرضى، مما يسبب ازدحاما شديدا فيضطر البعض للسفر لمدن أخرى للعلاج، إضافة إلى أن المعدات الخاصة بالغسيل الكلوي لا تعمل بصورة منتظمة، موضحا أن والده يعاني من الفشل الكلوي ولم يتمكن من الغسيل في الوقت المحدد.
أما سعد الحربي، فاستغرب من الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة اكتفاءها بمركز صحي واحد متواضع وضعيف الإمكانات في مدينة بها 15 حيا سكنيا، مع أن المفترض أن يكون لكل حي مركز صحي بكامل إمكانياته، مشيرا إلى أن زيادة المراكز الصحية يخفف كثيرا على المستشفى العام.