-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
ziadgazi@

«إنهم الطيبون».. بهذه العبارة مازح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الإعلاميين خلال لقائه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتأتي إشارة إيجابية من سيد البيت الأبيض بعد السجال والتجاذب بينه وبين الإعلام الأمريكي. لكن بعيدا عن هذا السياق ومسألة العلاقة بين ترمب والإعلام فإن استعمال مفردة الطيبين في تصنيف الإعلاميين في البيت الأبيض يؤشر على سياق مفردات المحادثات التي جرت بين الرئيس ترمب وولي ولي العهد الطيبة والإيجابية والتي أحدثت اختراقا إيجابيا في جسد العلاقات التي شهدت شيئا من البرود في عهد إدارة أوباما السابقة.


المحادثات خرجت بنقطتين إستراتيجيتين من جملة من النقاط، الأولى محاربة الإرهاب الظلامي المتمثل بـ«داعش» الذي قرر ترمب إعطاءه الأولوية القصوى. والثانية تحجيم إيران ونفوذها المتمادي خارج حدودها، ووقف تمدد الفكر الطائفي الذي تقوده إيران في المنطقة، وهذه خريطة الطريق ليست للعلاقات الأمريكية - السعودية وحسب، بل ووفقا للمصطلحات المتوقعة والمستعملة من قبل ترمب هي خريطة طريق لمحور الطيبين ضد محور الأشرار الإرهابيين.

لقاء ترمب مع ولي ولي العهد وضع خطا فاصلا بين محورين في العالم محور الطيبين الذي يضم أمريكا والمملكة وكل من يريد محاربة الإرهاب بكل أنواعه ومحور الأشرار والإرهابيين الذي يهدد استقرار العالم ويضم «داعش» ونظام الملالي في طهران وميليشياته الطائفية متعددة الجنسيات.

إن لقاء البيت الأبيض حدد المسار للأيام والسنوات القادمة ويتمثل في أن الحرب على الأشرار لن تتوقف قبل الوصول إلى أهدافها وأن الشراكة بين المملكة العربية السعوديه والولايات المتحدة ثابتة راسخة متماسكة لأنها شراكة عميقة في التاريخ والمستقبل.

لقاء البيت الأبيض شكل رسالة واضحة إلى محور الشر والأشرار وتحديدا إلى النظام الإيراني المطالب بالخروج من لغة التهديدات التي لم تعد تنطلي على أحد وبعيدا عن الصواريخ الوهمية والغواصات والتقدم باتجاه التغيير في الرؤية والإستراتيجية ولا يكون ذلك إلا عبر التخلي عن أحلام الإمبراطورية البائدة والعودة إلى منطق التطور وضرورة العيش بسلام مع الجيران والشعوب الصديقة دون التدخل بشؤونها.

وصف الرئيس ترمب للإعلاميين لدى مخاطبته الأمير محمد بن سلمان «إنهم الطيبون» وكأنه يقول مثل محورنا وحلفائنا الذين سيقاتلون الأشرار مثل الإرهاب كـ«داعش» و«إيران».

لقاء البيت الأبيض يشكل خط الانطلاق للمعركة ضد الإرهاب، هي معركة لابد من خوضها لنيل السلام والاستقرار، هي حرب على الإرهاب بمنظماته ودوله.