تنبيهات الإنذار المبكر. (عكاظ)
تنبيهات الإنذار المبكر. (عكاظ)
-A +A
أنس اليوسف (جدة)
20_anas@

بين النملة السوداء في الصحراء، وخبير الأرصاد الجوية، قدرة هائلة على التنبؤ بتقلبات الجو، ومفاجآت الطقس، إذا كان الخبراء يعتمدون على الأجهزة الدقيقة في تنبؤاتهم التي تصيب وتخطئ، هناك نملة تقيس درجة حرارة الجو بدقة تكاد لا تخطئ أبدًا.


من تلك الأم التي تُجهز صغيرها ليذهب للمدرسة، ومروراً بقائد الطائرة الذي يستعد للهبوط، والمهندس المغادر لعمله في النهار الباكر، انتهاءً بصانع الأفلام عندما يقرر تصوير مشهد خارجي لفيلمه، لا يلقي كل هؤلاء بالاً لحالة الأرصاد الجوية، إلا في التحولات المفاجئة لأحوال الطقس.

نادراً ما يستشعر المجتمع أهمية نشرات أحوال الجو التي تبثها شاشات التلفزة يومياً، ويلقيها على مسامعنا مذيعو الأثير، وسط اعتقاد سائد بأن كل ما يقال بعيد عن الواقع، ونسبة الخطأ فيه تتساوى مع «الدقة». في وقت تضرب السعودية عاصفة جوية، ينشط سوق ما يعرف بـ«المتطقسين» -نسبة إلى خبراء الطقس- يستمتعون فيه بالظهور الإعلامي المكثف، يستعرضون تنبؤاتهم، وتوقعات الأحوال الجوية، التي قد تصيب وتخطئ في آن واحد.

تلحظ ذلك جلياً في مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد أحدهم لا يتجاوز عمره 25 عاماً، مستعرضا عبارة «خبير الأرصاد الجوية» في تعريفه الشخصي، وهو يطلق ادعاءات في كل اتجاه، يحذر سكان تلك المدينة، ويطمئن أهل قرية أخرى، دون استناد إلى معلومات واقعية. تكاثر عدد مستعملي معطيات الأرصاد الجوية وتنوعت أقوالهم، ما يعجل بضرورة دخول «هيئة الأرصاد» على الخط لمعالجة الخلل، وتقنين هذا الانفلات في نشر توقعات كل من هب ودب، وهم لا ناقة لهم ولا جمل في الأرصاد الجوية. ووسط توسع دائرة عمل المرأة السعودية في مجالات عديدة، ما زالت غائبة عن مشهد التوقعات الجوية، فغياب أي راصدة وخبيرة للأحوال الجوية أمر يدعو للريبة، في ذات الوقت تغيب المرأة عن وظائف الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وتغيب عن التدريس في كليات الأرصاد بالجامعات، يبدو أن علاقة المرأة بالأرصاد كعلاقة حاتم الطائي بالبخل!