الملك سلمان خلال زيارته لبكين مع الرئيس الصيني.
الملك سلمان خلال زيارته لبكين مع الرئيس الصيني.
-A +A
عبدالله آل هتيلة (الرياض)
ahatolah2006@

لأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يؤمن بأهمية الزمان والمكان، لمعالجة المستجدات على الساحتين الإقليمية والعالمية، جاءت جولته الآسيوية التي بدأها بماليزيا مرورا بإندونيسيا وبروناي ثم اليابان واختتمها بزيارة ناجحة للصين.


وتدرك الشعوب الإسلامية أكثر من غيرها، أن الملك سلمان تصدى بحزمه وعزمه لكثير من القضايا الشائكة، والملفات الساخنة، التي جلبت الدمار لدول في المنطقة من بينها سورية واليمن والعراق وليبيا. وتعلم هذه الشعوب أكثر من غيرها أن لا هدف للملك الإنسان، إلا ترسيخ الأمن والاستقرار وإحلال السلام، من خلال إيجاد الحلول العادلة للقضايا العالقة، وبما يضمن تغييب من أشعلوا الحروب في بلدانهم عن المشهد مستقبلا، وعزل كل من يغذّي الإرهاب ومنظماته الإرهابية، التي تحاول أن تسير عكس توجه المساعي الخيّرة التي يبذلها الشرفاء في العالم.

ولأن الحروب والصراعات في هذه الدول تقف خلفها إيران، التي تسعى جاهدة إلى إبقائها مشتعلة، ونظامها الذي لا زال يتدخل في شؤون دول أخرى بما فيها دول في مجلس التعاون الخليجي، تحرص المملكة على إطفاء نار الحروب، وإعادة الاستقرار للمنطقة.. ومن هنا جاءت الزيارة التاريخية التي قام بها الملك سلمان للدول الآسيوية وسط ترحيب كبير، باعتباره قائدا عالميا استطاع أن يؤسس لسياسة سعودية نالت التقدير العالمي لعدالتها، وحسن توجهها لحلحلة الملفات العالقة وفق المبادئ الإنسانية العادلة.

وتؤكد البيانات المشتركة التي صدرت بعد كل جولة، أن الزيارات خرجت بالنتائج المأمولة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وثقافيا، وأن الرؤى السعودية جاءت متطابقة مع توجهات هذه الدول، وخصوصا ما يتعلق بالدور الإيراني السلبي في المنطقة، ودعمها نظام الملالي للإرهاب، وعدم توقفه عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، من أجل إشعال الفتن الطائفية، ونشر الفوضى، ومحاولاته البائسة لزعزعة استقرار المنطقة. كما برهنت الزيارة أن دعم المملكة للشرعية في اليمن، وضرورة رحيل الأسد، ودعم العراق بعيدا عن الطائفية، لقي الدعم الكبير من زعماء الدول الآسيوية التي زارها ملك الحزم والعزم.

واحتلت الجوانب الاقتصادية مساحة واسعة من برنامج الزيارة، الأمر الذي تمخض عنه اتفاقيات وشراكات، من شأنها تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف في المقام الأول إلى تنويع مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للثروة، ولعل حرص قادة الاقتصاد في هذه الدول، بل وتسابقهم إلى عقد تحالفات مباشرة مع الرؤية السعودية، دليل أكيد على نجاعة التوجه السعودي وخططه الاقتصادية الطموحة، التي ستحقق في المقام الأول مكاسب للمواطن سيجني ثمارها مستقبلا.

وبكل المقاييس، ووفق خبراء السياسة والاقتصاد والأمن، حققت زيارة خادم الحرمين الشريفين لهذه الدول نجاحات على كافة الأصعدة، وستظهر نتائجها في القريب العاجل، بما يسهم في تضييق الخناق على إيران وزيادة عزلتها، وإلغاء أي دور لبشار الأسد في مستقبل سورية، وإجبار الحوثيين والمخلوع صالح على الرضوخ للحل السياسي وفق القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، خصوصا أن المتمردين يتلقون الضربات تلو الأخرى في كثير من المحافظات التي لا زالت تحت سيطرتهم. كما أن هذه الزيارة خرجت باتفاقات اقتصادية طموحة تتمثل في شراكات وتبادل استثمارات بالمليارات، ستسهم في تحقيق النقلات المرجوة على الصعيد الاقتصادي.