شهدت الشراكة بين السعودية والأردن دفعة قوية جديدة أمس بانعقاد القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اللذين شهدا توقيع 15 اتفاقاً ومذكرات تفاهم تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 750 مليون دينار أردني. وكانت الحفاوة الرسمية والشعبية التي قوبل بها الملك سلمان شهادة بمتانة العلاقات، والمحبة المتبادلة بين شعبي البلدين المتجاورين، اللذين يواجهان تحديات جمة، خصوصاً في مجال الإرهاب، والأزمتين السورية واليمنية، ومماطلة إسرائيل في حل القضية الفلسطينية، التي تمثل بنداً ثابتاً في سياسات الرياض وعمّان منذ اندلاعها منتصف القرن الماضي. ولا شك في أن أنظار العالم العربي تتجه اليوم إلى عمّان لمتابعة الجهود المكثفة التي يبذلها الملك سلمان والعاهل الأردني لإنجاح قمة البحر الميت التي تنعقد والأمة العربية غارقة في الأزمات، وما يستتبعها من نتائج تؤثر في حياة كل مواطن عربي. فمن لم يمت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، تنتاشه رصاصات «الدواعش» وعناصر «القاعدة». ومن لم يمت من الجوع والجفاف، أضحى يعيش تحت خط الفقر بسبب تردي الاقتصاد تحت وطأة الحروب، والأزمات. كما أن القمة تعلّق عليها آمال كبيرة لتلقين إيران درساً، رداً على استمرار تدخلاتها في شؤون الدول العربية، ولجماً لآمالها الواهمة في أن تهيمن على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.