-A +A
كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال قمة البحر الميت أمس امتداداً لرحلة المشاركات السعودية التاريخية في معالجة القضايا العربية ومساعيها الدائمة نحو وحدة الصف العربي، ورسالة سلام وخارطة طريق لمستقبل الأمة العربية التي تعاني في السنوات الأخيرة من سلسلة أزمات سياسية وأمنية واقتصادية طاحنة، وتدعو إلى العمل الجاد والمخلص من أجل وحدة الصف العربي، وتنقية الأجواء، وإذابة المشاحنات والضغائن بين دول المنطقة، وتلافي أسباب الفُرقة التي أصابت المنطقة وعطلت طموحاتها التنموية نتيجة لهذه الأزمات والتدخلات الخارجية، والعمل الجاد على مواجهة التحديات التي أحدثتها الخلافات القائمة في عدد من الدول العربية.

ولذلك تطرق الملك سلمان في كلمته إلى أبرز القضايا العربية القائمة، ابتداءً من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية، ومروراً بالأزمات في سورية واليمن وليبيا والعراق، مؤكداً أهمية وحدة اليمن واستقراره وإيجاد حل سياسي للمأساة السورية، وداعياً إلى الحفاظ على أمن ووحدة الأراضي الليبية ونبذ العنف والسعي إلى حل سياسي للخروج من الأزمة، وأهمية العلاقات بين المملكة والعراق الشقيق والوقوف معه لاستعادة دوره في المنطقة، محذراً من خطر الإرهاب والتطرف الذي يعد الخطر الأكبر الذي يواجه هذه الأمة ويتطلب تضافر الجهود ووحدة الصف العربي لمواجهته، إضافة إلى الأهمية البالغة لإعادة هيكلة الجامعة العربية وتفعيل قراراتها لخدمة مصالح العالم العربي ووحدته والتصدي إلى كل ما يعكر صفو العلاقات العربية - العربية.