-A +A
تبدأ رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي اليوم زيارة للمملكة تستغرق يومين لتعزيز العلاقة العريقة والشراكة القوية بين المملكة وبريطانيا. وهي تدرك أن السعودية بلد صديق يمكن الركون إليه في مثل هذا الوقت العصيب في تاريخ المملكة المتحدة، وهي تواجه صعوبات ما سينتج عن انسحابها من الاتحاد الأوروبي، وهو أمر يوجب عليها بناء اتفاقات تجارية جديدة تتيح انتظاماً سلساً لمنظومة العمل التجاري في العاصمة البريطانية التي تعد أكبر مركز مالي في العالم. واستبقت الرئيسة ماي زيارتها بتصريحات وافية ثمنت فيها الشراكة الأمنية بين السعودية وبريطانيا. وأبانت بجلاء أن المعلومات الاستخبارية التي تلقتها أجهزة الأمن في بلادها من السعودية عن عمليات إرهابية وشيكة أدت إلى إنقاذ مئات الأرواح من البريطانيين. ويهمها بالطبع أن تعزز الشراكة التجارية مع الرياض، خصوصاً أن السعودية هي أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط، وهي تملك أكبر اقتصاد في المنطقة، يعززه دورها الكبير المؤثر في السوق الدولية للنفط.

ومن المؤكد أن الرياض ستكون خير معين للندن للخروج بأقل قدر من التبعات السالبة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، ولا شك في أن محادثاتها في الرياض ستوفر للسعودية فرصة ثمينة للبحث عن دور بريطاني فاعل في تنفيذ خطة المملكة الطموحة للإقلاع عما سماه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إدمان النفط كمصدر وحيد للدخل؛ ذلك أن بريطانيا تملك قدرات تكنولوجية، وصناعية، تتيح تنفيذ عدد من مبادرات الرؤية السعودية الطموحة.