-A +A
عبدالله آل هتيلة (الرياض)
ahatolah2006@

تأتي زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للمملكة ولقاؤها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الثلاثاء) في الرياض، بعد حراك سياسي تمثل في اتصالات وزيارات تمهيدية بين عدد من المسؤولين، لتؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وتطابق وجهات النظر فيما يتعلق بعدد من القضايا وفي مقدمتها الأوضاع في سورية واليمن، ومواجهة الإرهاب، وتحجيم الدور الإيراني وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، والرغبة الجادة في أن تكون بريطانيا شريكاً فاعلاً لرسم خريطة مستقبل الشرق الأوسط أمنياً وسياسياً واقتصادياً.


ويرى عدد من المراقبين أن رئيسة الوزراء البريطانية التي تصدت وبقوة لكل من حاولوا الإساءة لعلاقة بلادها مع الرياض، جادة في تأسيس شراكة قوية مع المملكة خصوصا، ودول مجلس التعاون لدول الخليج عموما؛ لأنها ترى أن المملكة بثقلها السياسي والإسلامي قادرة على إيجاد الحلول المناسبة للملفات العالقة، ومواجهة الإرهاب من منطلق أنها من أسست التحالف الإسلامي لمكافحته.

وجاءت المباحثات السعودية البريطانية الجادة وعلى كافة الأصعدة، لتؤكد التزام رئيسة الوزراء البريطانية، بما سبق أن صرحت به في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي في المنامة، من أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة من أمن بريطانيا، موضحة أن بلادها خصصت 3 ملايين جنيه إسترليني للدفاع عن دول المجلس، وتكتسب هذه الزيارة أهميتها من أنها وإن كان جانبها الأول دفاعيا وأمنيا، إلا أنها خرجت باتفاقات في جوانب أخرى أهمها الشراكات الاقتصادية.

وسبق أن أشارت رئيسة الوزراء البريطانية إلى الارتفاع المستمر في عدد التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل خطراً على أمن بريطانيا ودول الخليج على حد سواء، مؤكداً ضرورة مواصلة بذل المساعي المشتركة في مواجهة اللاعبين الذين يقوض نفوذهم الاستقرار في المنطقة، ولفتت إلى أنها ترى الخطر الذي تشكله إيران على الخليج والشرق الأوسط الكبير. مشددة على أن بلادها متمسكة بشراكتها الاستراتيجية مع دول الخليج، وتعمل معها جنباً إلى جنب على مواجهة الخطر الذي تواجهه، ودعت إلى ضرورة الحيلولة دون التصرفات السلبية لطهران في سورية واليمن ومنطقة الخليج، بغية تحقيق الأمن والاستقرار فيها، مؤكدة أن التعاون بين لندن ودول الخليج سيشهد نقلة نوعية في شتى المجالات، وبالدرجة الأولى في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب، مشيدة بالإنجازات التي تم تحقيقها في الحرب على تنظيم «داعش» في الشرق الأوسط.

ولأن بريطانيا انفصلت عن الاتحاد الأوروبي، فإن رئيسة الوزراء تنظر إلى السوق السعودية كأحد الروافد المهمة في تحسين وضع بلادها الاقتصادي، خصوصاً بعد أن اطلعت ومسؤولو بلادها على تفاصيل رؤية المملكة 2030، التي وجدت فيها دول عالمية كثيرة مجالاً لتوقيع الشراكات لتنفيذ مشاريع اقتصادية عملاقة في مجالات النفط والتعدين.