-A +A
لقد كشفت التفجيرات التي طالت كنيستين قبطيتين في مصر يوم أمس الأول، أن أهداف التنظيمات المتطرفة؛ وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي، باتت مكشوفة تماما، فهذه العصابات المارقة لا هدف لها سوى إشعال الفتن وإحداث أكبر قدر من الخراب والدمار في العالم العربي لتحقيق أجندات لمصالح خارجية هدفها زعزعة أمن واستقرار ووحدة الدول. ولكن خاب مسعاهم، فالمسلمون أعلنوا تضامنهم مع الأقليات المسيحية في مصر، لأن الإسلام دين التسامح والوسطية وضد التحريض والعنف، وهذا ما أكده بيان هيئة كبار العلماء في السعودية أمس، التي أدانت هذا العمل الإجرامي الشنيع والخبيث، مشددة على أنه محرم شرعاً بإجماع المسلمين، باعتباره «هتكا لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين»، والإسلام بريء منه، وإنما يحمل إثمه وجرمه من انحرف في فكره وعقيدته، ولا يمثل سوى سلوكيات الغدر والخيانة والبغي والعدوان.

لذلك أعلن العالم العربي والإسلامي تضامنه مع الشقيقة مصر، والوقوف ضد الإرهاب وتنظيماته التي تهدف إلى زرع إسفين بين المسلمين والمسيحيين وتعايشهما السلمي على مر السنين في مصر، لخلق الفتن وزعزعتها من الداخل، ولكن لن تنجح هذه المخططات الظلامية، فالمسلمون يدركون أن الإرهاب ضد من يؤمن بمعتقد آخر ليست له البتة علاقة بالدين الحنيف وقيمه ومبادئه، والشعب المصري الشقيق سيصطف خلف قيادته؛ إدراكاً منهم بأن أهداف ومخططات الإرهاب ومآلاته وخططه في استهداف الأمة العربية والإسلامية باتت مكشوفة.