الأمير محمد بن نايف
الأمير محمد بن نايف
-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة)
hnjrani@

(«ورا ما سويتو».. «ورا ما عملتو».. «ورا ما عطيتو») كلمات شهيرة تحمل صرامة تميّز مقدم برنامج «الثامنة» على الإم بي سي داود الشريان، ينطقها وهو يجر شماغه على كتفه، فيقذف بتلك الكلمات تجاه ضيوفه من وزراء ومديرين ومسؤولين وغيرهم حتى غدا البرنامج ببحثه عن حل لهموم الناس، متنفساً يومياً لكثير من المواطنين، لكن في هذه المرة لم يكن الشريان هو الذي نعرفه بصرامته وكلماته الحادة بل غلبه موقف «ملكه» السعودية حتى اجتاحه البكاء,


لقد تجلت استثنائية الإنسان في الأمير الإنسان محمد بن نايف بن عبدالعزيز وهو يوجه بلم شمل أسرة «ملكة» التي قضت في سجون بشار الأسد أكثر من 70 يوماً ضاقت عليها الدنيا بما رحبت وانقطعت عن عائلتها 9 أشهر «حتى ظنّ الشتيتان ألا تلاقيا»، لكن توجيهات ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية جمعت «ملكة» بأسرتها وأطفالها وأمها وكان اللقاء في منصة برنامج «الثامنة».

وكأن تلك الاستثنائية قد ارتداها محمد بن نايف وحط سيفه في غمده ووضع «لأمة الحرب» بعد أن ظل ورجاله يطاردون فلول الإرهاب، ويقاتلون الإرهابيين في الأزقة الضيقة والطرق غير المعبدة، بل طاردوهم في الجبال الشامخة، وقد عاهد نفسه على بسط الأمن وقتال المجرمين وكان له ما أراد، لكن هذا الموقف وكأنّه الصدمة التي أعادت المشاهدين في «الثامنة» إلى استثنائية الإنسان التي تسكن جوانح الأمير., خمس دقائق وبضع ثوان كانت هي مدة مقطع انتشر مثل النار في الهشيم تحت هاشتاق «# يا عزتي _ لملكة» والذي استضاف فيه الشريان المواطنة السعودية «ملكة» وجرى حديث أشبه بالخيال وهي تتحدث بحزن عن والدتها المريضة وأطفالها وزوجها الذين عانقهم الشتات وفرّقتهم الحرب السورية والتي يشنها النظام على الشعب منذ 6 سنوات، وفي لحظة ما أدخل الكادر الخاص بالبرنامج الأم والأطفال والزوج على «ملكة» والتي غادرت كرسيها فجأة وانهالت على والدتها تقبلها وصوت نشيجها يعبّر عنه قول الشاعر: فصبري للّقاء دبيب نمل.. وشوقي كالجياد لها الفناء. في تلك اللحظة اختفت صرامة «الشريان» وغالب الدمع حتى غلبه في لحظة إنسانية خالصة.