-A +A
فهيم الحامد (جدة)
okaz_online@

ينتظر أن تدفع زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى السعودية الأسبوع الحالي، بعلاقات التعاون العسكري الاستخباراتي والدفاعي بين الرياض وواشنطن قدما إلى الأمام، خصوصا أنها الزيارة الأولى له منذ تعيينه في هذا المنصب، كما أنها تجيء مع إطلاق إدارة ترمب سياسة المواجهة مع الأنظمة الإرهابية والاستبدادية في المنطقة، وعلى رأسها نظام الأسد، وتكثيف الجهود لمحاصرة الأنشطة العدائية للنظام الإيراني والسعي لإيجاد حلول عادلة لقضايا الشرق الأوسط بالتنسيق مع السعودية التي تعتبرها واشنطن شريكا وحليفا وثيقا لها.


وتكمن أهمية زيارة ماتيس كونها تجيء بعد زيارة ناجحة لولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أخيرا إلى واشنطن، والتي أطلق خلالها عهدا جديدا من الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

زيارة الوزير الأمريكي تحمل في مضمونها الكثير من الملفات السياسية والأمنية والعسكرية والدفاعية، أبرزها مكافحة الإرهاب خصوصا «داعش»، وبقية التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال، وتجفيف منابع الإرهاب، وهو الهدف الذي تشترك فيه الرياض وواشنطن، ويحظى بأولوية قصوى بينهما.

وأشارت مصادر دبلوماسية أمريكية إلى أن ماتيس سيلتقي، خلال زيارته، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لبحث سبل تعزيز العلاقات والمستجدات في المنطقة، مؤكدة أن تجديد الشراكة بين البلدين والقضايا الإقليمية، ستتصدر المناقشات بين وزير الدفاع الأمريكي وولي ولي العهد، فضلا عن الأزمة اليمنية، إذ سيشرح الأمير محمد بن سلمان لنظيره الأمريكي نتائج جهود التحالف العربي لدعم الشرعية وضرورة تنفيذ الانقلابيين القرار 2216.

وبحسب مصادر في البنتاغون، فإن ماتيس سيناقش مع الأمير محمد بن سلمان، سبل التصدي للأنشطة العدوانية للنظام الإيراني الساعي لزعزعة الاستقرار في المنطقة، فضلا عن كيفية مواجهة التمدد الإيراني الطائفي في منطقة الخليج، ومحاصرة طهران عبر فرض عقوبات على حلفائها والميليشيات التابعة لها، وتضييق الخناق عليهم.

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، فإن الوزير ماتيس سيطلع المسؤوليين السعوديين على تفاصيل الضربة الأمريكية ضد قاعدة «الشعيرات» التابعة للنظام السوري، ورؤية واشنطن لطبيعة التعامل المستقلبي مع نظام الأسد، وإمكان اعتماد الخيار العسكري في حال فشلت جهود التسوية السلمية، بما في ذلك تقوية المعارضة على الأرض عبر تزويدها بالسلاح النوعي وخريطة إنشاء منطقة آمنة في سورية واليمن.

بدوره سيضع الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع الأمريكي في طبيعة الأنشطة القادمة للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، وأهدافه الإستراتيجية، والتي تكمن في التعامل مع الإرهاب على نحو شمولي، عسكريا وفكريا وماليا وإعلاميا.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت عن جولة لجيمس ماتيس في الشرق الأوسط هذا الأسبوع تشمل السعودية ومصر وإسرائيل وقطر وجيبوتي.