-A +A
تتفاقم الأزمة بشأن كوريا الشمالية كل يوم، فيما تجمع الدلائل على أن المواجهة العسكرية أضحت لا رجعة عنها. وتنبع الأزمة من رفض الولايات المتحدة أن تمضي كوريا الشمالية في برنامجها النووي، وإنتاج صواريخ عابرة للقارات، قادرة على تهديد حليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية. وهي مواجهة تمكن العودة بجذورها إلى الحرب الكورية في خمسينات القرن الـ 20. ولا يبدو مستبعداً أن تندلع الحرب هذه المرة، على رغم المخاطر، والتأثيرات التي ستتركها في النظام العالمي الجديد. فقد كان واضحاً من العرض العسكري الضخم الذي نظمه الزعيم الكوري كيم جونغ أون السبت الماضي، وتجربته الفاشلة لإطلاق صاروخ باليستي جديد (الأحد)، أن بيونغ يانغ مستعدة للتحدي الأمريكي. كما أنه لا يمكن الظن بأن تأكيد وزير الخارجية ريكس تيلرسون ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أن عصر «الصبر الإستراتيجي» قد ولى مجرد مصادفة. وزاد ترمب التوقعات بتغريدته التي اعتبر فيها أن بناء الوجود العسكري لقواته في شبه الجزيرة الكورية أمر «ليس فيه خيار آخر». ومن جهة بيونغ يانغ، فهي تهدد صراحة برد نووي إذا استهدفها سلاح نووي أمريكي. أما روسيا فلا حديث لها سوى ضرورة احترام القانون الدولي. وأما الصين فليس معروفاً ما توصل إليه رئيسها مع ترمب في فلوريدا الأسبوع الماضي، لكن استياءها وغضبها لا يخفيان على العالم. وسؤال المليون دولار (كما يقال) هو: هل تقع الحرب أم سيمكن تفاديها في اللحظة الأخيرة؟