-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة)
hnjrani@

«الأفعى تأكل نفسها».. هكذا دلّت نتائج التحقيقات التي كشفتها وزارة الداخلية أمس حول لجوء خلية الحرازات الإرهابية لتصفية ابنها البار بها والخائن لدينه ومجتمعه «مطيع الصيعري».


وبات المشهد يؤكد أن الحيّة لم تعد تبث «سمها» وتستهدف الأبرياء والمصلين، بل عادت لذيلها كي تأكله، وهو مشهد متوقع لمغرر بهم يلفه السواد والغموض ويدفعهم لمصير أشد سوءاً ويؤدي للهلاك.

أما الموقوفون على خلفية الارتباط بالخلية السوداء فظهر أنهم أسرفوا كثيراً في الاستزادة من «سم داعش» حتى وصل بهم الأمر إلى استهداف المساجد بدءا من مسجد الطوارئ 2015 وحتى استهداف المسجد النبوي الشريف في رمضان 2016، إذ لم تردهم دعوات الصائمين، ولا اصطفاف صفوف المصلين، فلقد تخللت أجسادهم «سموم الخروج والتكفير والتحريض والوساطة الإجرامية وتأمين الأحزمة وتفجير العبوات»، ولكن كانت الضربات الأمنية قاسية وهي تضرب تلك الأفعى في مفرق رأسها.

طالت ضربات رجال الأمن «سبعة» مواقع لخليتي الحرازات والنسيم اللتين تنقلتا ما بين شقق واستراحات وبيوت شعبية للاختفاء. لقد كانت «الأفعى» تمضي بسمها هاربة حتى أوت إلى إحدى الشقق، وفي هذه المرة لم تستهدف الوطن والمواطن بل استهدفت نفسها، وقتلت ابنها مطيع الصيعري -27 عاماً - بوحشية لا يستوعبها عقل سوي حسبما جاء وصف الجريمة في بيان وزارة الداخلية.

وسلط البيان الضوء على قيام القيادات الإرهابية بتجنيد بعض المغرر بهم، وتنسيق العمل الإرهابي داخل الدول التي ينتمون إليها، والطلب من الراغبين الذهاب إلى سوريا البقاء في السعودية؛ لأنهم لا حاجة لهم للانضمام هناك، وعليهم خدمة التنظيم من خلال تنفيذ العمليات في الداخل.

وبحسب بيان «وزارة الداخلية» فإن الانضمام للتنظيمات الإرهابية تطوّر إذ يقوم على الاستدراج من خلال المبايعة لقيادات التنظيمات عبر التطبيق الشهير «التليغرام» ويستخدم الإرهابيون والمبايعون الكنى أكثر من استخدامهم أسماءهم من أجل عدم قيام رجال الأمن بتتبعهم، ومن خلال هذا التطبيق تتم المبايعة كتابياً وينضم الإرهابي لضحايا «الأفعى» وينتظر مصيره الأسود.