-A +A
علي الرباعي (الباحة)
Al_robai@

لا تنطلق الإدارة الواعية من فراغ، ولا تطلق وعودها في مدى سرمدي لا يحده الزمن، بل تمارس عملها في أُطر محددة، وتعتمد على عناصر مرسومة سلفاً من أجل تحقيق الأهداف، أهمها «الوقت»، أكثر المفاهيم صلابة ومرونة، وإذا كنا نتعلل دوماً ونعتذر عن أداء واجب أو تقصير في مهمات بأن الوقت غير كاف، أو أنه سرقنا ولم نشعر، فإن الأمير محمد بن سلمان كان نموذجاً في إدارة الوقت وهو يفكك رؤية المملكة إلى حزم واقعية قابلة للتطبيق، وباعثة على الطمأنة في زمن قياسي.


لم يبالغ الأمير في تصنيف الأشياء وتوصيفها، ولم يجنح إلى خلق مبررات فشل أو احتمالات الإخفاق شأن من يبدأ باصطحاب المبررات معه سلفاً ليجعلها مشجب الفشل إن حصل. قيادية ولي ولي العهد برزت في حواره الأخير وهو يستقبل أسئلة الشعب بكل موثوقية ورحابة صدر، ويجيب عنها بكل شفافية وموضوعية، ما لفت في الحوار -وكله لافت- أن الأمير محمد لم يهمل الزمن، بل كان وفياً وهو يعلن احترامه للوقت، ذلك أنه يعلم يقيناً أن التسويف وتعليق الشعوب بأزمنة قد تأتي وقد لا تأتي مدعاة لفقد الوثوقية في الكلام. كان رجل دولة بكل معنى الكلمة، وقائدا يحترم شعبه وهو يرسم خريطة طريق آمنة لشعبه الأمين. تجلت مهارة الأمير في حواره الحيوي وقدرته على الرد على الأسئلة برغم حساسية بعضها بكل مهارة ودراية، إذ لم يكنْ في الحوار فائضٌ على الحاجة، ولا نقصٌ تستدعيه ضرورة الكشف والإيضاح. بالفعل نجح ثالث رجل في هرم القيادة السعودية بلباقة معهودة أن يختصر ما تبقى من زمن تحقق رؤية 2030 في ساعة برغم أن الزمن الفعلي يمتد لأكثر من عقد.