-A +A
أحمد الكناني (جدة)
في مؤتمر صحفي حضرته كبرى وسائل الإعلام الكورية، قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز إن المملكة العربية السعودية لا تسكن على ناقلة نفط، نحن بلد أعظم وآخر الأديان، الإسلام، والمملكة كانت ولا زالت بلد التاريخ والحضارة.

وقال سموه "جئنا هنا لنبرز للمواطن الكوري جزءا بسيطا من حضارة أمة، نريد أن يخرج المواطن الكوري بفكرة عميقة عن البلد الذي كان المساهم الأول والرئيسي في اقتصاد كوريا الحديثة، نريد المواطن الكوري أن يتعرف على البلد الذي يتجه بخطوات سريعة وقوية ومدروسة لبناء جسور شراكات على المستوى العالمي، نريد المواطن الكوري أن يكون على اطلاع وعلم بالحضارة العظيمة للجزيرة العربية".


وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن العلاقة بين المملكة وكوريا الجنوبية هي علاقة عميقة وتاريخية ومميزة، تحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتعد مثالا للعلاقات الودية والبناءة والمثمرة بين الدول.

وقال سموه إن كوريا الجنوبية هي دولة مهمة وذات حضارة عريقة تمتد لـ5000 سنة، وترتبط مع المملكة بعلاقات اقتصادية قوية، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مهتم بتطوير وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، ومد وتعزيز هذه الجسور والعلاقات الاقتصادية والحضارية لبناء مستقبل كبير مع كوريا الجنوبية.

ودعا سموه الكوريين لزيارة المعرض طوال فترته التي تمتد لثلاثة أشهر، لمشاهدة مجموعة كبيرة من القطع القيمة والنادرة، التي استخرجها علماء الآثار من أرض المملكة، والتي أثبتت أن بداية الاستيطان البشري في أرض المملكة تعود إلى مليون و200 ألف سنة، وأن المملكة ليست بلاداً طارئة على التاريخ، والمكانة التي تحظى بها اليوم بين دول العالم على المستويات الدينية والسياسية والاقتصادية والحضارية، إنما هي امتداد لإرث إنساني وحضاري عريق.

ويحظى المعرض الذي سيفتتح غدا برعاية رئيس الهيئة ووزير الثقافة والسياحة الكوري باهتمام إعلامي وترقب في الأوساط الكورية، للاطلاع على قطع المعرض التي تمثل شواهد الحضارات المتعاقبة على الجزيرة العربية.

ويشهد المعرض مشاركة مجموعة من الطلبة والطالبات السعوديين المبتعثين من خلال الشرح للزوار باللغة الكورية، والتعريف بمناطق المملكة التي استخرجت منها كل قطعة، إضافة إلى مشاركة اثنتين من الحرفيات اللاتي شاركن في البرنامج التدريبي الذي نظمته الهيئة في كوريا للحرفيين المهرة والمدربين السعوديين.

وتعد كوريا الجنوبية المحطة الثانية للمعرض آسيويا بعد الصين، وذلك بعد أن أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدء جولة المعرض آسيويا، والثانية عشرة للمعرض بعد إقامته في 4 دول أوربية، و5 مدن في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى محطته الداخلية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.

ويحوي المعرض (466) قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وإرثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة، وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ عام 1744 إلى عهد الملك عبد العزيز (رحمه الله) مؤسس الدولة السعودية الحديثة.